11-07-2011 07:26 AM
كل الاردن -
حسان الرواد
عادة ما يكون الصراع بين الخير والشر...فترجح كفة الشر مرات ... وكفة الخير مرة ... لكنّ الخير في النهاية ينتصر, بعد جهد البلاء وتقديم الكثير من التضحيات.. فعزاءهم أي أهل الخير فيها الآخرة... وإيمانهم بما يضحون لإجله...
لكنّ الغريب في الأردن أن الصراع بات مختلفا تماما وعلى غير المعتاد فهو بين قوى الشر نفسها؛ الذين لم يرقبوا في الوطن والمواطن إلاّ ولا ذمة ... هو صراع الأبالسة..؟ صراع من أجل السيطرة والسرقة وتحقيق المصالح...صراع من أجل استعباد أكبر عدد من العباد...صراع على الوطن لا صراع من أجل الوطن...صراع على النهب لا صراع على من يهب...صراع على الوجاهة والرياسة لا لخدمة الوطن والنزاهة .. صراع على المشاريع العملاقة من أجل النسب والتنفيع لا الرقي والحداثة أو خدمة الوطن ومستقبل أجياله.. فتجدها سرعان ما تفشل وتنهار فتكون مشاريع فاشلة بامتياز الخاسر فيها هذا الوطن الذي تتكبد خزينته نتائج الفشل المتعمد...فتزداد قيوده للدائنين وترتهن إرادته للغاصبين.. أما هم فتكون قد درّت عليهم أموالا وأي أموال... فتكثر حساباتهم وتتضخم أرصدتهم...فيزداد طمعهم ...هل من مزيد ..مادامت الدماء في الوريد ؟ حتى في كشف قضايا الفساد تجده إفساد من وراء فساد.. فالنية سوداء وزفت وقطران ولا تتجاوز تصفية حسابات وتوجيه رسائل من طرف إلى آخر...هو ذلك الصراع الذي تغيب عنه قوى الخير الصامتة والمشاركة فيه لغاية الآن بصمتها وغيابها, صراع الكراسي والتوريث المطلق وتكسير العظام... صراع اللبرالية المطلقة وبيع مؤسسات الدولة وممتلكات الشعب بأرخص الأثمان للحصول على أعلى النسب في الحصص المتنازع عليها من وراء ذلك ... حتى بعض منابر الإعلام باتت أبواقا لرموز هذا الصراع الذي لم يعد يخفى على أحد...
إن المشهد الأردني يزداد صعوبة واحتقانا وتأزما وسط هذا الصراع الذي لا تبدو له نهاية, ويزيد من حال البلد سوءا وفشلا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا حيث بتنا نسير للقادم المجهول في ظل المعوقات الكبيرة, والقنابل الموقوتة التي توضع في طريق الإصلاح والبناء ومحاربة الفساد وتمزيق المجتمع...فجميع رموز هذا الصراع غارقون في قضايا الفساد قديمها وجديدها وهم من ساهم بمديونية الأردن والعجز الذي وصل إليه فمنهم من يشكل رأس حربة ومنهم أتباع يحركون الأتباع فما عاد الأمر يتعلق بكبسة زر واحدة بل باتت كبسات متعددة بتعدد الرؤوس...وقد تعددت الرؤوس في بلدنا وكثر الأتباع...وعلى ما يبدو أن كلمة الفصل في النهاية هي للشعب الأردني بكل مكوناته التي حاولوا تجزئتها ولسان حال الشعب يقول: إنا لنرى رؤوسا قد أينعت وفسدت وتجاوزت كل الحدود وطغت فحان قطافها وحسابها والحجز على جميع أموالها...
إن أكثر ما يحيرني هو اعتقاد الكثيرين أو هكذا يُراد... في أن المطالبة بإسقاط حكومة البخيت هو مفتاح الحل لكل مشاكل الوطن, لكنّ حقيقة الصراع الدائر لا تدلّل على ذلك أبدا... إذا ما علمنا أن رؤوس الصراع قد تقاطعت مصالحهم على نقطة واحدة وهي إفشال هذه الحكومة وتحميلها كل أوزارهم وخطاياهم اتجاه الوطن...أما الخطيئة الأكبر لهذه الحكومة فهي في استمرارها على رأس عملها وهي تعلم حقيقة هذا الصراع... فالأيام القادمة كفيلة بكشف المستور... عندما يعيد الشعب تصحيح اتجاه بوصلته من الدوار الرابع إلى دواوير عدة...؟؟
rawwad2010@yahoo.com