أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


الشخصية الأردنية .. تحولات في المزاج العام!!

14-07-2011 08:41 AM
كل الاردن -

 

 حسين الرواشدة
 
لا يوجد لدينا دراسات معتبرة عن الشخصية الأردنية حتى أدعو 'المسؤولين' في بلادنا الى قراءتها والتأمل فيها، لكن من اختلاطنا في الناس، وخاصة في الشهور الماضية، اعتقد بان ثمة تحولات قد طرأت على شخصية الاردني ولدت لديه مزاجا عاما لا يختلف كثيرا عن مزاج اشقائه العرب الذين يتابع حراكاتهم واخبارهم ساعة بساعة.
 
في نهاية السنة الراحلة انتهى عدد كبيرة من اساتذة علم الاجتماع وعلم النفس في مصر من اعداد تقرير طويل حول 'اوضاع الشخصية المصرية' وكانت السمات التي توصلوا اليها لا تختلف كثيرا عن تلك التي ذكرها ابن خلدون وتلميذه المقريسي قبل 600 عام، ابتداء من 'الفهلوة' الى'الاذعان للسلطة' القاهرة الى 'الاضطراب والتناقض' الى الخوف والعجز وما شئت من السلبيات التي 'تخيّل' هؤلاء بأنها 'قدر' المصريين الذي طبع شخصيتهم منذ القدم..
 
بعد شهر على قيام 'الثورة' اجتمع العلماء ذاتهم مرة اخرى، وحين اعادوا النظر في الموضوع استدركوا خطأهم وقدموا اعتذارا عن 'سوء' تقديرهم ثم اشهروا تقريرا مفصلا عن سمات هذه الشخصية كما برزت في ميدان التحرير وفي السويس والاسكندرية وغيرها من النجوع والارياف، وهي –بالطبع- سمات مختلفة حد التناقض عن تلك التي ذكروها قبل ان يفرز المصري افضل ما فيه، او قبل ان تعود شخصيته الى طبيعتها وتتحرر من 'القيود' والضغوط التي طوقتها ومنعتها من التعبير عن نفسها كما هي.
 
شخصية الاردني لا تختلف كثيرا عن شخصية المصري وان كان ثمة اختلاف فهو في الدرجة لا في النوع بمعنى ان 'الطاقة' التي تحرك الانسان العربي في مصر هي ذاتها الطاقة التي تحركه هنا وفي كل بلداننا العربية كما ان سمات مثل الهدوء والتحمل والصبر وطول النفس والرضا والقناعة والغضب عند الاستفزاز والازدواجية في المواقف احيانا، وغير ذلك من السمات تبدو مشتركة ايضا لكن ما يميز الشخصية الاردنية انها لا تجيد 'الفهلوة' ولا تتقن فنون 'الاذعان' ولا تقبل 'الاوامر' غير المفهومة وبالتالي فهي صاحبة مزاج 'متقلب' قلما يعتدل وتميل الى الاعتزاز 'بالكرامة' كمعيار للتعامل مع ذاتها ومع الآخرين، ولا تصبر على الظلم ابدا، واذا كان ثمة مفتاح لها فهو مركب من 'الرضا والعناد'.
 
نحتاج اليوم –بالتأكيد- الى فهم شخصية الاردني وما جرى عليها من تحولات لكي نعرف كيف نتعامل معه ونحتاج الى 'رصد' مزاجه العام وما تعرض له من تقلبات لكي تختار الوقت والاسلوب واللهجة التي يمكن ان نخاطبه بها، وانا لا امزح هنا، وانما اتكلم في 'العلم' والذي لا بد ان اخواننا اساتذة علم الاجتماع السياسي يعرفونه تماما.
 
سأترك الشرح للمختصين، ولكنني اعتقد ان اكبر اهانة تمس مشاعر الاردنيين هي اتهامهم 'بالتقليد' بمعنى ان ما يفعلونه ليس نابعا من وعي شخصي ولكن 'استتباعا' لما يقوم به آخرون، في حين ان شخصية الاردني في الاصل 'ابداعية' وترفض التبعية والانقياد.. كما ان اتهامها 'بالسلبية' او العجز او قلة الحيلة او قبول الامر الواقع او غير ذلك من السمات التي تتعارض مع طبيعتها هو دليل على اننا لا نفهم الشخصية الاردنية على حقيقتها وبالتالي نتعامل معها على اساس من التشخيص الخاطىء الذي يفضي –بالضرورة- الى معالجات خاطئة وخطيرة ايضا.
 
باختصار، ارجو من 'الفاعلين' في مجال القرار السياسي ان يستعينوا بعلماء الاجتماع لفهم شخصية المواطن الاردني لكي لا يخطئوا في الرهان على صبره او طول 'باله' او صمته او غير ذلك من السمات التي تطفو على السطح، فيما السمات الحقيقية ما تزال بحاجة الى 'حفر' عميق او بانتظار وقت ما لتعبر عن نفسها وهي في الاغلب لا تختلف عن سمات غيره من الناس في بلداننا العربية التي اخطأت في تقدير مواقف شعوبها او 'فهم' ما اضمروه وما اعلنوه من مطالب.
عن الدستور
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-07-2011 10:52 PM

فعلاً استاذ رواشدة هذا تنبيه للحكومة لتحسن التصرف وبشكل سريع للتعامل مع الشعب الاردني قبل فوات الآوان لانه من الممكن ان يعبر المواطن الاردني عن رأيه بشكل مفاجئ وسريع وبخروج هائل لا يقبل إلا ب الشعب يريد ........

2) تعليق بواسطة :
15-07-2011 04:35 PM

هناك حاجة ماسة للمسؤولين ومتخذي القرارات كي يفهموا الشخصية الاردنية الاصيلة وهي شخصية مفطورة على الحرية والكرامة والاعتزاز بالنفس والعائلة، وهي بالاضافة لذلك شخصية جادة جدا وغير مستعدة للمجاملة والتساهل تجاه الثوابت الوطنية وخاصة فيمل يتعلق بالعقيدة والوطن والسياسات العامة ولهذا نجد هناك سياسات مخفية وضمنية لاستقدام مسؤولين وقيادات من خارج الاصول الاردنية والتي ينظر تجاهها بشك وحذر ومن هنا نفسر التساهل الملوظ وغير المبرر في قضايا التجنيس والتوطين الناعم ( من شتى الاصول والمنابت) لتسيير قضايا وامور يرفضها غالبية الاردنيين وعلى سبيل المثال موضوع اتفاقية سيداو واسطوانة جرائم الشرف مثلا، نجد ان المروجين لها اما انهم غير مسلمين دينا او غير اردنيين لا اصلا ولا فصلا ولاخلقا، واعتقد ان احدى الاشكاليات التي تواجه الساعين لتغيير شكل الاردن وهويته والدور المرسوم له هو طبيعة الشخصية الاردنية ذات السحنة الجادة. واذكر انه باحدى المرات زار المرحوم ياسر عرفات احد بيوت العزاء لاقاربي فتقدم منه احد الشيوخ الكبار ولامه بعنف لابتسامته، مذكرا اياه بصلاح الدين الذي لم يبتسم الا بعد تحرير القدس.  

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012