أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


بينَ «السَفيرِ وطلَالِها» و«العروبَةِ» رُفوف «غَرانيق»

بقلم : راكان المجالي
08-01-2017 03:08 PM

ليسَ هناكَ ما هو «أغلى»، و«أفدحُ»، من «رأس المال»، اللازم لتأسيس صحيفة في لبنان، المسجّل والمدفوع. ذلك ما عرفه مبكّراً كثيرٌ من زملاء الصحافة في لبنان، وعلى رأسهم الصديق «طلال سَلمان». فإذا كان رأس المال المطلوب للصحيفة، في معظم بلاد العرب أوطاني، مالاً سائلاً، فإنّه، في لبنانَ، يكون «دَماً وأرواحاً»، بالإضافة إلى المال التقليديّ اللازم لعمل المؤسّسات. تلكَ كانت معادلة حكَمت صحافةَ العربِ في لبنان، طوال القرن العشرين الطويل. فهل تغيّرت معادلةُ العربِ تلك، فيتوقّفَ الدمُ. ويعود المالُ سَيفاً مصلتاً، من جديدٍ، على رقاب أصحاب الفكر والثقافة والصحافة..!؟

عَلَى العربِ أن يُجيبوا على أسئلة العَصر كلّها اليوم؛ تقنيّة ومعرفيّة وسياسيّة ووجوديّة. ومنها سؤال الصحافة الداميّة، في بلادهم، وعلى رأسها لبنان، إنْ هُم أرادوا البقاءَ والاستمرار..

نعم. ثمنٌ فادحٌ، هو رأسُ مال الصحافة والصحافي في لبنان. وهو ما دفعته «السفيرُ» أكثر من مرة، كمؤسّسة ومقرّ، ودفعهُ طلال سلمان، في محاولة اغتياله الفاشلة في العام 1984.

علاقتي بـ«السفير»، وبـ«الصديق طلال»، تمتدُّ إلى ما قبلَ تأسيسها، أي إلى أوائل العُمر الصحفيّ الحيّ، حين كان يعملُ على تأسيسها، وحين جئتُ إلى بيروت، نبحثُ عن المعرفة التقنية، لتأسيس صحيفة جديدة في الأردن، في مطلعِ سبعينيّات القرن العشرين. وحينَ طَوى الزمانُ الصحفيُّ صفحتهُ، سريعاً، وانطلقتْ السفيرُ، بصوتها العربيّ الشَجيِّ الرَخيم، كُنتُ أعملُ على إنشاءِ صحيفةِ «الأخبار الأردنية» المَؤودة.

ومَا بينَ «وَأدٍ» وَ«وَأدٍ» رَسول..!؟

وتطوي الأزمانُ أصحابَها، ولا تَنطوي، لأكتبَ، في السفير، أسبوعياً، وبمعيّة الصديق الكريم والنبيل «نصري الصايغ، في مطلع ما سمّي رَبيعاً للعرب، إلى أنْ توقَّفتُ، باستلامي لموقع وزير الإعلام في الأردن، في العام خريف العام 2011، بحكم القانون المحليّ، الذي يحظرُ على الوزيرِ الكتابةَ الدوريّةَ في الصحف.

هيَ السفيرُ، التي لا تُمكنُ الكتابةَ عنها إلا باستعادة أزمانِ العربِ الحديثة كلِّها؛ سياسةً وخيباتٍ وآمالاً مخذولةً لا تنقطع. نعم، هيَ السفيرُ التي قطعتْ مسافاتِ العرب الطويلة، ومفازاتها، في «بَوَاديَ» كلِّها حقول ألغامٍ، ضَيّعَ اللاعبون، المحليّون والعرب والإقليميّون والدوليّون، خرائطَها، أو قُلْ: إنّهم، أصلاً، لم يكترثوا لوضعِ تلك الخرائط..!

صَحيحٌ أنَّ السفيرَ نَجَتْ من انفجارات العرب في لبنان، ومن انفجارات لبنان على نفسه، وفي نفسه، غير أنّها أصيبتْ في جوارحها وأطرافها، بل في كلّ جَسدها. وَحدَهُ، قلبُ السفيرِ العروبيُّ النقيُّ، وَعَقلُها، وَبوصلَتُها، التي لم تُشِرْ، يوماً، إلّا إلى «سَمْتٍ واحدٍ فقط» هو «فلسطين».. تلكَ التي لم تصلها الشظايا..! وكأنّ تلكَ الجوارح كانت محصنّةً بتمائمَ وأساطيرَ مغرقةً في دهريةِ العَرب..! أو ربّما هيَ تلكَ «الفلسطينُ العاربةُ»، التي ما تمسّكَ بها أحدٌ، في تاريخنا الحديث، إلا وأثخنتهُ بالجراحِ، مع إيصاله إلى «المرفأ العالي»، حيث لا تصل المياه؛ حيث مرفأ المَشرق العربيّ، الذي شيّدتهُ الأساطيرُ، وحطّت على بقايا مَراكبهِ «الغرانيقُ». ذلكَ كان المركبُ الصعبُ الذي ارتقته السفيرُ. وهذا هو المرفأ المتوسطيُّ الكنعانيُّ العجيبُ، الذي قادت جوارحُ السفيرِ، التي ما أصابها وَهنٌ، رُكّابَها إليه؛ جارحةُ القلبِ والعقلِ والعروبةِ وفلسطين.. فطُوبى لَها، وطُوبى للجوارحِ المُثخنةِ، غيرِ المعطوبة، وطُوبى للعروبةِ والسفيرِ وفلسطين.

أمّا هوَ، «طلالُ السفيرِ»، العربيُّ النبيلُ، فحكايةٌ أخرى، أطولُ من أن يسَعها حيّزُ السَردِ هُنا. لكنّها تستحقُّ أن يُشار إلى بعضٍ من ملامح أزمانها..

فقبل نحو عامين، كَرّمتْ «مصرُ الصحافةِ ثُلةً من الصحافيين العرب والمصريّين، ومنهم الراحل الكبير «محمد حسنين هيكل»، و«طلال سلمان» أطال الله في عمره، وأنا. اعتذر هيكل، كعادته، عن الحضور، بسبب ظرفٍ صحيٍّ، اقتضى مرافقة زوجته في لندن، لكنّه هاتَفني، من هناك، بكلّ لياقاته الإنسانية المعروفة. وقال كلاماً كثيراً، ليس هذا أوانُ ذِكرهِ كلّه، وفيه أشارَ إلى «جدارةِ التكريمِ» لعدد محدودٍ من الصحافيين العرب خارج مصر، واضعاً اسمَ طلال سلمان في أوّل هذا البعض القليل، واستحي، هُنا، أن أشيرَ إلى إينَ وضعَ الأستاذُ هيكل اسمي.

والحقُّ، أنّ تجربةَ صديق العمر، والمحنةِ، الأستاذ طلال سلمان، مريرةٌ. وأينَ كانت تجربةُ العربيِّ، في الثقافةِ والمعرفةِ، ليست محنةً ومَريرةً..!؟

طُوبى لـ«السَفيرِ». وطُوبى لـ«طلالِها». ولحديثهما صِلاتٌ لَن تنقطعْ.. ما دامَت «العروبةُ»، وما دامَت «فلسطينُ»، ومَا دامَ «وفاءُ الرِجال للرِجالِ»، في دُنيا العَرب.
_________


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-01-2017 03:56 PM

لم اكن اعتقد ان في الاردن كاتب بهذه الروعه .....

2) تعليق بواسطة :
09-01-2017 04:40 PM

تحية لك أستاذ راكان على وفائك وشهادتك التي سجلتها بحق قامة عربية صاحب قلم حر.أعرفك جيدا وقرأت لك الكثير بل وتشرفت بمقابلتك قبيل صدور جريدتك الأخبار التي وأدت كما ذكرت وكنت أيامها شابا يافعا متحمسا وحضرت للجريدة بناء على إعلان تطلبون فيه خطاط إذ كان الخط اليدوي آنذاك هو المعتمد في كتابة معظم العناوين ولكن لعدم خبرتي وصغر سني رفض طلبي وأصررت على مقابلتك وأنا مستعد لأن أعمل مجانا للخبرة ولشغفي

3) تعليق بواسطة :
09-01-2017 04:48 PM

بالعمل في الصحافة حتى لو فني ولكن الإسفين الذي خوزقني فيه خطاط الجريدة آنذاك وهو من عائلة خوري وأعتقد أنه فعلها خوفا من منافستي له على المنصب كوني كركي وربما أحظى بشوية رعاية من قرابتي رئيس التحرير.
عموما أكلت الخابور ومن لئامة الخوري قال لي وأنا طالع حزين كسير البال اشرب حليب وبس تكبر تعال .
أوردت هذه الحكاية لأضحك القراء الكرام فلو زبطت كان تغير مجرى حياتي كلها لكن أنت تريد والله يفعل مايريد.

4) تعليق بواسطة :
09-01-2017 08:26 PM

كانت السفير
صوت اشراف العرب
وصوت المؤمنون بامتهم العربيه
وكانت السفير قلعه من قلاع القوميه العربيه
وكانت صوت فلسطين
وكانت صوت المناضلين
وكانت المدافعين عن كل شبر من ارض العرب
فلو كانت صوت المطبعين المستسلمين
لما اغلقت ابوابها
ستبقى السفير في عقولنا
وسنبقى سفراء السفير
التي علمتنا ان الوطن العربي
لا يحميه الا شرفاء العرب
المؤمنون بامتهم وعفيدتهم

5) تعليق بواسطة :
10-01-2017 09:20 AM

كل الشكر للاخ المبدع دوما الكاتب الكبير قرأت الكثير لكتاب وصحافيين عن صحيفة السفير ومديرها فوجدتك الافصح قولا وتعبيرا

6) تعليق بواسطة :
10-01-2017 06:26 PM

نعتذر

7) تعليق بواسطة :
12-01-2017 11:53 AM

صوت من اصوات الباطل تم اغلاقه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012