أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


"داعش" والفساد.. "القطبة المخفية"

بقلم : د.محمد ابو رمان
22-02-2017 12:12 AM
يحمل التقرير الأخير الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية بعنوان 'المحفّز الكبير'، بحسب موقع 'بي. بي. سي'، رؤية عميقة بعيداً عن التسييس والتهويش لقصة 'داعش' والإرهاب والتطرف.

يقول التقرير: لا يمكن أبدا هزيمة تنظيم 'داعش' ما لم يتم التعامل مع الظروف الفاسدة التي تساعد التنظيم على النمو والتمدد. واتهم حكومات الدول الغربية، بما فيها المملكة المتحدة وأميركا، بتجاهل الفساد كمحفز رئيس يؤدي إلى انتشار الإرهاب.

ووفقاً للتقرير أيضا؛ فإنّ التنظيم استغل الفساد لنشر التطرف والتجنيد، مقدما نفسه على أنه العلاج للفساد بينما يسعى إلى ستر أنشطته غير الشريفة.

تقول كاثرين ديكسون، مديرة برنامج الدفاع والأمن في منظمة الشفافية الدولية، إن الفساد هو الصرخة التي يجمع بها التنظيم المؤيدين، وأسلوب عمل رئيس له. وترى أنّ 'المجتمع الدولي يبذل جهودا هائلة لمواجهة 'أيدولوجيا' جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية، بالتركيز على الخطاب الديني الرنان الصادر عن هذه الجماعات، لكنه يتجاهل تماما الظروف المادية التي تزدهر فيها'.

وتضيف ديكسون في نقد السياسات الغربية المتواطئة مع الأنظمة الاستبدادية: 'الأمر لا يتعلق بمجرد إغلاق قنوات الفساد التي تزيد قدرة العمليات اليومية لجماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية؛ بل بإعادة التفكير في العلاقات مع أمثال مبارك (في مصر)، والقذافي (في ليبيا)، والمالكي (في العراق) الذين سوف يظهرون في المستقبل'.

وتخلص المسؤولة في المنظمة، وفق موقع 'بي. بي. سي'، إلى أن 'الفساد تهديد أمني حقيقي، وأكثر من مجرد وسيلة تتبعها الصفوة لملء جيوبها. إن الحكومات الفاسدة، في النهاية، إنما هي -بتأجيج غضب الناس وتقويض المؤسسات- مهندس أزماتها الأمنية'.

بصراحة، الخلاصات والنتائج السابقة دقيقة للغاية، وتضع موضوع صعود الراديكالية في العالم العربي في موقعه الصحيح، وتلفت الانتباه إلى خطورة الفساد بوصفه التهديد الحقيقي والكبير للأمن الداخلي والإقليمي؛ فهو يقوض المؤسسات السياسية من الداخل، ويسمّم علاقة الناس بها، ويخلق مناخات الاحتقان والشعور بغياب العدالة الاجتماعية وبعدم المساواة، ويؤدي إلى انتشار الشللية والمافيات، ويجرف شرعية أيّ نظام سياسي من جذورها.

مثل هذه الشروط هي بمثابة 'المحفّز الكبير' لقدرة 'داعش' وغيره من جماعات راديكالية على التجنيد؛ فالفساد وفق التقرير هو 'الصرخة' التي يستثمرها التنظيم ليدلل على أنّه 'العلاج' أو المشروع البديل.

وبالضرورة، فإن الفساد مقترن بالاستبداد والدكتاتورية وغياب المساءلة والشفافية، وانتهاك الحريات العامة وحقوق الإنسان، وضرب حرية التعبير والإعلام. لذلك، فإنّ التقرير يعبُر من موضوع الفساد إلى الحكومات الفاسدة الدكتاتورية، ويطالب بإعادة التفكير في العلاقة معها.

ذلك لا ينفي وجود عوامل أخرى ثقافية وأيديولوجية مساندة. لكنّ التقرير يؤكد على الثيمة التي كنّا دوما نتحدث عنها، وهي أنّ 'داعش هو ابن شرعي للأنظمة الاستبدادية ولغياب الديمقراطية'. ولعل إحدى النقاط المهمة التي يشير إليها التقرير تتمثل بأنّ التنظيم يعمل على تقديم نفسه بديلاً عن الواقع الموجود، عبر التدثّر بالأيديولوجيا الدينية، بوصف دولته هي 'المدينة الفاضلة'، والدولة البديلة للأنظمة الاستبدادية العربية الضعيفة الفاسدة الهشّة، كما هي صورتها في رواية التنظيم.

هذا الخطاب وإن كان يبدو لنا هشّاً وغير واقعي، إلا أنّه لشرائح اجتماعية واسعة ولفئة من الشباب يشعرون بعدم القدرة على التصالح مع هذا الواقع المتردي، البديل الوحيد. وهنا تكمن خطورة التنظيم وأيديولوجيته، حتى لو تمّت هزيمته عسكرياً، ودُمرت خلافته الوهمية؛ إذ من الممكن إعادة تصنيعها إما في العالم الافتراضي أو مكان آخر على الأرض، والأخطر أنّنا إذا لم نعالج الخلل فإنّ النسخة المقبلة من 'الجيل الداعشي' ستكون أكثر خطورة!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-02-2017 04:58 PM

سيدي الكاتب هناك 3 امور يجب الاخذ بها للقضاء على التطرف في المجتمع وهي1.مواجهة الفكر بالفكر2. وجود القدوة3.تطبيق العدالة في المجتمع بجميع اشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية..نعم شاهدت التقرير على احدى المحطات والصحيح انه يحتوي على مصداقية عالية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012