من منا لا يعلم من هو دونالد جون ترامب الرئيس الأمريكي الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية ، ترامب صاحب المليارت الذي أصبح رئيسا ، ترامب الذي تصدر عناوين وسائل الإعلام لأسابيع طويلة .

ترامب الذي صدم العالم بانتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ضد منافسته المخضرمة هيلاري كلينتون ، وذلك بسبب برنامجه الانتخابي المتعصب و تصريحاته المثيرة للجدل التي رافقت حملته الانتخابية ، إلا اننا علينا أن نعترف الرجل يعمل من منطلق فكرة 'مصلحة بلادي وشعبي فوق أي مصلحة' مجسدها بشعار 'أمريكا أولاً'.

وكان لقاطن البيت الأبيض الجديد ، العديد من القرارات والسياسات التي اعتبرت معادية للشعوب والديانات والاقليات الموجودة على الاراضي الأمريكية مثل قراره حول الهجرة من المكسيك وبعض الدول الإسلامية وحول المخالفين داخل الولايات المتحدة 

وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين ممن حذروا من مجيئه أثناء مشواره الانتخابي ، حيث وصل الأمر إلى أبعد من ذلك حيث شهدنا تمرد احدى موظفات وزارة العدل على إدارة البيت الأبيض الجديدة.

وفي سالف ما ذكرت لا تمثل تلك الانتقادات والسياسات والقرارات إضافة مباشرة على مستوى مزاج و معيشة الشعب الأردني ، لكن ما لفت إنتباهي هو خبر تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية ، مفاده أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سمح للأردنيين بالسفر إلى أمريكا بدون تأشيره (فيزا) ، وتحولت ملاحظتي إلى فكرة ومن فكرة إلى سؤال، كيف هو الحال إذا طبق القرار؟

لا أعلم مدى دقة الخبر من عدمها ، لكن تلاطم الأفكار و الأسئلة اوصلتني إلى نتيجة جزم هي أن هكذا سيناريو سيكون الحل المثالي للظرف الأردني وسيساعد بخلق أجواء جديدة صحية تكون صالحة للحكومة الأردنية من جهة وللشعب الأردني من جهة أخرى .

فالشباب الأردني أصبح ينتظر فرصة ذهبيه للهجرة والهروب من واقعه الاقتصادي المتردي والسياسي المرير ، وبرأي الخاص فإن 30% من الشعب الأردني أي مليونين ومائة ألف نسمة ، اذا ما اعتمدنا على الرواية الحكومية المتمثلة بتقرير دائرة الإحصاءات العامة ،والذي أعلن نتيجة التعداد السكاني للشعب الأردني والمقدر بسبعة ملايين نسمة.

فهذا العدد المتوقع - الكبير نسبيا - سيسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، مستفيداً من قرار إعفاء التأشيرة -في حال تطبيقه- مما سيؤدي بطبيعة الحال إلى انتعاش اقتصادي ، بسبب تناقص المصروفات المترتبة على الحكومة من حيث الخدمات و الرواتب الخ...

مع الأخذ بعين الاعتبار المدخولات المتوقع وصولها إلى خزية الدولة القادمة من الولايات المتحدة عبر عمليات الحوالة التي سيقوم بها العاملين هناك من أبناء الشعب الأردني .

وهنا تماما تحول جزمي إلى تساول أخر فبرغم ذلك كله ، هل ستعمل الحكومة على تسديد الديون المستحقة بعد الرخاء الذي سيشهد الميزان التجاري الأردني ؟

أم انها بتلك الهجرة ستكون قد فقدت جزء كبير من دافعي الضرائب؟

وأخير اسأل ،ما الذي سيفعله ما تبقى من الشعب ليعيش حياة كريمة ؟!