أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


الغرايبة يكتب: سالم الفلاحات وتاريخ الإخوان المسلمين

بقلم : إبراهيم غرايبة
18-03-2017 11:20 AM
يعرض الأستاذ سالم الفلاحات في كتابه 'الحركة الإسلامية في الأردن: دراسة تاريخية وتحليلية ونقد ذاتي'، تاريخ الإخوان المسلمين في السنوات الخمس والعشرين الماضية، ويتوقف عند المحطات الرئيسية في هذه الفترة. والحال أنها كانت فترة تحولات كبرى في مسار الإخوان المسلمين كما هي بالطبع فترة تحولات وطنية وإقليمية وعالمية كبرى، وأفضّل شخصيا مصطلح الإخوان المسلمين على الحركة الإسلامية لأنه أكثر واقعية في الوصف، كما أن الحركة الإسلامية مصطلح لا يخص الإخوان المسلمين بل يشمل غيرهم.
والكتاب في الواقع عن الإخوان المسلمين، وقد انتخب سالم الفلاحات مراقبا عاما لجماعة الإخوان المسلمين (2006 – 2008)، كما كان عضوا في المكتب التنفيذي للجماعة منذ العام 1994، وهو بالطبع يصلح شاهدا على الأحداث والتحولات التي جرت، كما كان طرفا رئيسيا في معظمها.
يتوقف الفلاحات عند التحولات السياسية التي جرت في العام 1989 باستئناف الديمقراطية الأردنية وإطلاق التعددية السياسية وحرية الصحافة، وقد شارك الإخوان المسلمون في ذلك، وتحولوا إلى جماعة سياسية مؤثرة تشارك في العمل السياسي بفاعلية، وفي ذلك تحولت الجماعة من جماعة دعوية اجتماعية تأثيرية إلى حزب سياسي يشارك في الانتخابات والحكومات، وبالطبع فقد أنشأ ذلك أزمات تنظيمية وفكرية معقدة في صفوف الجماعة وحزب جبهة العمل الإسلامي، وظهرت تلك الأزمة بوضوح في العام 1997 عندما أعلنت الجماعة مقاطعتها للانتخابات النيابية، وهي أزمة كانت متوقعة أو مرئية، فالعمل السياسي المباشر يختلف، في فلسفته وتنظيمه، عن العمل الاجتماعي التأثيري، ولم تنشئ أزمة 97 مناسبة للمراجعة، وظلت الأزمة تتصاعد وتتعقد حتى انتهت باختفاء الجماعة قانونيا وواقعيا (بنسبة كبرى) في العام 2015.
كان انتخاب الفلاحات مراقبا عاما للجماعة في العام 2006 تعبيرا عن تفاعلات وتطورات مهمة في صفوف الجماعة بدأت بالظهور في العام 1989، وظلت تتطور في مسارات معقدة، يمكن تلخيصها ببساطة بصعود تيار قيادي وتنظيمي في الجماعة مستقلا عن الخلاف التقليدي والتاريخي فيها، وهو التيار الذي سمي 'الوسط' تعبيرا عن اختلافه عن التيارين اللذين وصفا في الجماعة بالصقور والحمائم، وهي تسمية غير دقيقة، لا مجال هنا لمناقشتها.
ويتكون هذا التيار أساسا من الجيل الذي انضم الى الجماعة في سبعينيات القرن العشرين من طلبة المدارس والجامعات، وصار في التسعينيات يشكل الكتلة القيادية والتنظيمية الكبرى، وتشكل وعيه الدعوي والسياسي في لحظة 1989، لكنه تيار انقسم في سرعة بين اتجاهين، هما الوسط وحماس التي كان يقودها الجيل نفسه، والذي، وإن كان ينتمي فكريا وجيليا إلى الوسط لكن آفاق وتطورات العمل السياسي والعام جعلت الأجيال والجماعة تتنازعها الأولويات والاهتمامات بين العمل الوطني والعمل للقضية الفلسطينية.
لم يكن صعود الوسط في الجماعة مرحبا به لدى الحكومة كما التيارات التقليدية في الجماعة من الأجيال السابقة (الصقور والحمائم أو المعتدلون والمتطرفون). وكان عداء حماس لهذا التيار ضربة قاصمة إضافية عجلت بانتهاء دور التيار، وإبعاد الفلاحات من موقعه مراقبا عاما في مبادرة مسرحية فيها الكثير من التآمر الذي اجتمع فيه ظلم الرفاق مع الحكومة.
لكن المسألة لم تكن فقط صراعات وتحالفات تنظيمية وقيادية، وإنما تحولات كبرى في البيئة المحيطة بالعمل العام، لم تلاحظها الجماعة كما الحكومة، وجاء الربيع العربي مفاجأة للجميع وإن لم يكن في واقع الحال كذلك. ولم يقدّر لهذا التيار (الوسط) أن يضع رؤيته المستمدة من استيعاب التحولات وإدراكها موضع التنفيذ، فقد كانت الظروف أكبر منه، لكن من المؤكد أنها رؤية تحولت في الربيع العربي إلى تيار شعبي واجتماعي لم يعد يخص تيارا أو جماعة أو حزبا، لكنه وعي الجيل الجديد الذي وإن لم ينجح في التأثير بوضوح على سياسات الحكومة واتجاهات المجتمعات فإنه وبلا شك أنشأ رؤية جديدة منفصلة عن التجارب والأحداث السابقة. إنها لحظة وعي لا تقل أهمية وجذرية عن لحظة 1989 وسوف تغير كثيرا في بنية واتجاهات الدول والمجتمعات والأسواق والأحزاب والجماعات.

(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012