أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


سورية في حضورها وغيابها

بقلم : فهد الخيطان
21-03-2017 12:09 AM
علم سورية المرفوع على طريق البحر الميت، مرفقا بعبارة 'ربوع الشام مروج العلا' أثار أسئلة حول ما إذا كانت مشاركة السوريين ستكون مفاجأة القمة العربية التي تنعقد نهاية الشهر الحالي في الأردن.

ودفع هذا الأمر بالمسؤولين في الحكومة إلى التوضيح بالقول إن عضوية سورية في الجامعة العربية ماتزال قائمة، لكن مجلس الجامعة كان قد اتخذ قرارا بتعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة، بما فيها القمة العربية.

وفي مرحلة سابقة حاولت دولة عربية منح مقعد سورية في الجامعة لوفد يمثل المعارضة السورية، الذي حضر بالفعل اجتماعا للقمة في الدوحة، لكن لم يلق التوجه موافقة الدول الأعضاء فظل مقعد سورية فارغا في اجتماعات وزراء الخارجية والقمم العربية.

كان قرار تعليق مشاركة سورية في الاجتماعات سياسيا بامتياز، ورد فعل على عدم تجاوب النظام السوري مع مبادرة الجامعة العربية لتسوية الأزمة سياسيا. وفي وجهه الآخر كان دعما ضمنيا من دول عربية للمعارضة التي حظيت بدعم تلك الدول، ومحاولة منها لإضفاء الشرعية عليها كممثل لسورية.

لم تتراجع الجامعة العربية عن قرارها، وبذات الوقت لم تفلح المعارضة السورية في نيل الاعتراف بشرعيتها، فصار مقعد سورية في الجامعة تمثيلا للفراغ.

ثمة إشكالية هنا تجعل من وضع سورية المعلق في الجامعة العربية محل سؤال محير. ففي الأمم المتحدة، المنظمة الدولية المعنية أساسا بشرعية الدول، ماتزال سورية ممثلة ببعثة تمثل النظام السوري، ولم تعلق مشاركتها رغم قرارات مجلس الأمن التي صدرت بحقها، لابل إن سفيرها في الأمم المتحدة بشار الجعفري هو من يمثل سورية في اجتماعات جنيف وآستانا الخاصة بالأزمة السورية. فماالفرق بين موقف الأمم المتحدة والجامعة العربية من الشرعية في سورية؟

والسؤال هنا لايخصّ النظام السوري، ولايحمل دعوة ضمنية لمشاركته في القمة، إنما سؤال يخص سورية الوطن والجغرافيا والهوية 'ربوع الشام مروج العلا'ومكانها في خريطة العروبة، فهل تبقى هي الأخرى معلقة في الفراغ؟

وحال سورية اليوم ليس أفضل كثيرا من أقطار عربية مشاركة في أعمال الجامعة العربية؛ اليمن الممزقة بالصراعات، وعاصمتها مركز شرعيتها تخضع لحكم المليشيات. ليبيا المحكومة بثلاث حكومات، ويستعد ما يصف نفسه بجيشها الوطني لخوض معركة تحرير عاصمتها، أو الصومال التي لا نعرف عاصمة لها وغيرها من الأقطار نتجنب ذكرها منعا للإحراج، لكنها في قاموس الدول كيانات سياسية فاشلة.

لكن في حضور سورية بالجامعة العربية ومن ثم في غيابها لاحقا، أخفقت هذه المؤسسة العتيدة في تقديم حل لأزمة الشعب السوري. وحين شعرت بالعجز، ألقت بملف الأزمة في حضن الأمم المتحدة عسى أن تجد الدواء الشافي. الأخيرة فشلت أيضا فانتهت سورية في حضن اللاعبين الإقليميين والدوليين، يدارون أزمتها وفق حساباتهم ومصالحهم، فصار حضورها وغيابها عن القمم العربية سيان.

على كل حال الحاضرون ليسوا أحسن حالا من الغائبين. عالمنا العربي كله في غياب.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-03-2017 11:16 AM

شوف فهد صديقنا: اليمن مزّقه عرب روتانا عبر الناتو العربي.... وهم ذاتهم حاولوا في سورية كوكلاء حرب للغرب وفشلوا جميعا -- قمة عربية لا نعوّل عليها بالمطلق لا لاحقا ولا سابقا أيضا عولنا .... ومع ذلك اي قمة عربية بدون سورية لا قيمة لها -- سورية بنسقها السياسي ونظامها وشعبها وديكتاتورية جغرافيتها رافعة لأي قمة عربية --- صباح الخير

2) تعليق بواسطة :
21-03-2017 12:28 PM

على اساس القمم التي ضمت سوريا كانت فريدة ومميزة وخدمت الشعب العربي . .............. . المفروض ان العرب على قمة العالم في الصناعات والزراعة والتعليم والبحوت والتكنولوجيا والاختراعات والتكامل ..الخ المشهد امامكم حروب وقتل ودمار التاريخ والحاضر والمستقبل وتشريد الشعوب - غباء وتخلف وحقد وحسد وكره واستغلال الدين والفساد والسرقة .....

3) تعليق بواسطة :
21-03-2017 06:42 PM

حضرة المحامي:اليمن مزقه صالح والحوثي قبل الناتو العربي,الغرب لا علاقة له بما يجري في سوريا ام نسيت اطفال درعل والمظاهرات السلمية لمدة 8 اشهر قابلها النظام بالحديد والنار؟ام نسيت انشقاق اكثر من70الف من الجيش النظامي دفاعا عن اهلهم واعراضهم,طالما لا تعول على اي قمة,فلماذا لم تكن القمم السابقة باشتراك سوريا ذات قيمة؟سوريا انتهت:نصف مليون قتيل واضعافه جرحى,12مليون مشرد,دمار كامل,؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012