أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


الأمن القومي العربي

بقلم : د. فهد الفانك
27-03-2017 12:12 AM
الأمن القومي العربي هو الآن في أدنى مستوياته ، والأراضي والمصالح والقيم العربية مهددة من القوى الكبرى والقوى الإقليمية ، كما أن التمزق العنصري والمذهبي والجهوي يلعب دوره في انكشاف الوطن العربي للمؤشرات الخارجية المعادية.

من مظاهر غياب الأمن القومي العربي استمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع ، والوجود الإيراني على أرض العراق ، والعدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة وجنوب لبنان ، والانقسامات الأهلية في لبنان ، وانفصال جنوب السودان ، والخلافات في منظمة التحرير الفلسطينية ، وانفصال قطاع غزة. والخلافات العربية ، والانحياز إلى الأجنبي ضد العربي ، وتاثر الاقتصاديات العربية بهبوط سعر النفط ، وتصاعد موجه التعصب الديني والانقسام المذهبي ، وأخيراً وليس آخراً أزمة الديمقراطية في الوطن العربي التي تشكل الخلفية الكامنة وراء الكثير من مظاهر غياب الأمن القومي.

لم يحصل إجماع على مفهوم الأمن القومي ، فهناك النظرية الاستراتيجية التي ترى في الأمن القومي القدرة على الصمود في وجه التهديد والاعتداء الخارجي.

وهناك النظرية الاقتصادية التي ترى فيه استمرار توافر مادة حيوية مثل الطاقة بالنسبة للدول الصناعية ، والغذاء بالنسبة لدول العالم الثالث.

وأخيراً هناك النظرية الانمائية التي قال بها رئيس سابق للبنك الدولي ، وخلاصتها أن الأمن القومي هو القضاء على الجوع والعوز عن طريق التنمية.

الأمن القومي العربي بالذات هش ومهدد تحت جميع هذه النظريات ، الأمر الذي يجب أن يدفعنا إلى تشخيص الأسباب ومحاولة إيجاد الحلول ، لأن من غير المعقول أن تقبل أمة تحترم نفسها بأن تظل تحت رحمة أعدائها.

ليس هناك شح في الأبحاث العربية حول مظاهر اختلال الأمن القومي العربي وأسبابه ، مثل التجزئة والاستبداد والفساد والتخلف ، والتفاوت الشاسع في الغنى والفقر ، والاخطار الخارجية المحدقة والطامعة بالأرض والثروات والنفوذ السياسي.

لكن سبباً كبيراً يكمن وراء ضعف الأمن القومي العربي هو تدني مستوى الكفاءة أو الاداء لدى الأنظمة العربية ، وهدر الموارد البشرية والمالية.

تكفي معرفة أن الانفاق العسكري العربي يعادل ستة أمثال الإنفاق العسكري الإسرائيل ، وتعداد الجيوش العربية يقارب ثمانية أضعاف تعداد الجيش الإسرائيلي ، ومجموع موازنات الحكومات العربية يعادل اثني عشر ضعف الموازنة الإسرائيلية. وإذا كان العرب يجندون 2ر1% من المواطنين للقوات المسلحة ، فإن إسرائيل تجند 5ر4% في أوقات السلم ، وترتفع النسبة لأكثر من 15% في حالة الحرب.

الوطن العربي غني بموارده البشرية والجغرافيـة والاقتصادية ، وهي أركان القوة والأمن القومي ، ولكن الأنظمة العربية تهدر هذه الموارد ، وتعجز عن توظيفها بكفاءة لخدمة أهداف الأمن القومي العربي.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-03-2017 10:32 AM

مقال رائع ، نعم ، هناك هدر كبير لموارد كبيرة ، وانفاق كبير - في غير مكانه - للاموال والطاقات ، وإنشغال كبير بالجزئيات والتفاصيل الصغيرة وعلى حساب المواضيع الكبيرة والجسيمة (ترتيب الاولويات) ...
وكأني بالاستاذ الكاتب يلخص الامر ليقول ان ازماتنا تنصب في امر واحد لا غير ، الإدارة ، نعم الادارة فقط ...
في مؤتمر القمة المنعقد في الاردن الان يجب ان يكون هناك (ورقة) مهمة تحت هذه المظلة ينبغي مناقشتها

2) تعليق بواسطة :
27-03-2017 10:37 AM

نعم ، الامن القومي العربي ، هو اهم الامور الواجب مناقشتها ، واهمها الدفاع العربي المشترك ، القوات العربية المشتركة ، وقبل هذا وذاك ايجاد مناطق (وسط) يقف عندها الجميع امام بعضهم لايجاد مساحة للحوار والتوافق ...
لن يفيد احد هذا التشرذم وسياسات الانكفاء على الذات والحلول (الآنيّة) والمنفردة للمشاكل ...
ادارة (الازمات العربيّة) بحاجة الي جهد كبير وتنازلات من الجميع ، لن تخلق عقليات العناد سوى الخراب

3) تعليق بواسطة :
27-03-2017 03:08 PM

من ازمة الديمقراطية وصول بعض الانظمة الى الحكم عن طريق انقلاب عسكري وبنفس الوقت انت مناقض حيث لك مقالات كثيرة تشيد بالسيسي الي جاء بانقلاب عسكري وانقلب على الشرعية في مص

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012