أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


أمريكا في الرقة ... لماذا الآن !؟

بقلم : هشام الهبيشان
29-03-2017 05:00 PM


بدا واضحاً لجميع المتابعين أنّ سلسلة المعارك التي جرت في الآونة الأخيرة في محافظة الرقة وتحديداً في ريفها الشمالي الغربي والغربي 'الطبقة'، ما هي إلا هدف من سلسلة أهداف استراتيجية كجزء من خطة ورؤية أكبر، لمسار المخطط الأمريكي التي يعمل عليه الأمريكان بالتعاون مع ميلشيا 'سورية الديمقراطية ' ، والهدف بالأساس هو تحقيق شروط وإملاءات تحاول بعض القوى الإقليمية الحليفة والشريكة والداعمة للمشروع الصهيو ـ أميركي بالمنطقة فرضها على الدولة السورية.



هنا لا يمكن إنكار حقيقة أنّ محافظة الرقة بموقعها الاستراتيجي بشمال شرق سورية، تشكل أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية وتحتلّ أهمية استراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق وسط سورية وشرقها وشمالها، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب العراقي والتركي، إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بمدينة دير الزور شرقاً وحلب شمالاً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة الرقة في خريطة المعارك المقبلة بالشرق والشمال الشرقي والشمال السوري بشكل عام.



في هذه المرحلة وتحديداً بعد إعلان أمريكا عن انطلاق حملتها على الرقة من الواضح أنّ مؤشرات الأحداث في الرقة السورية على وجه الخصوص، تعكس حجم الأهداف المطلوب تحقيقها في سورية ومجموعة من الرهانات الأميركية المتعلقة بكلّ ما يجري فيها. وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للأحداث الميدانية على الأرض مع الحسابات الأمنية والعسكرية والجيوسياسية للجغرافيا السياسية السورية وموازين القوى في الإقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمّياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن «إسرائيل» والطاقة وجملة مواضيع أخرى.




ختاماً ،هنا يجب التأكيد على إنّ ما يجري في الرقة السورية يؤكد استمرار أميركا وحلفائها في مسار حربهم المباشرة وغير المباشرة على سورية،و يؤكد بما لا يقبل الشك في أنّ أيّ حديث عن مؤتمرات هدفها الوصول إلى حلّ سياسي للحرب على الدولة السورية ، ما هو في النهاية إلا حديث وكلام فارغ من أيّ مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع، فأميركا وحلفاؤها في الغرب والمنطقة كانوا وما زالوا يمارسون دورهم الساعي إلى إسقاط الدولة السورية بكلّ أركانها بفوضى طويلة تنتهي حسب رؤيتهم بتقسيم سورية. وإلى حين اقتناع أميركا وحلفائها بحلول وقت الحلول للحرب على الدولة السورية ستبقى سورية تدور في فلك الصراع الدموي، إلى أن تقتنع أميركا وحلفاؤها بأنّ مشروعهم الساعي إلى تدمير سورية قد حقق جميع أهدافه، أو أن تقتنع بانهزام مشروعها فوق الأراضي السورية، وإلى ذلك الحين سننظر إلى مسار المعارك على الأرض لتعطينا مؤشرات واضحة عن طبيعة ومسار الحلول المستقبلية للحرب على الدولة السورية، وعلى الشعب السوري الخاسر الوحيد من مسار هذه الحرب المفروضة عليه.





*كاتب وناشط سياسي- الأردن.


hesham.habeshan@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-03-2017 07:29 PM

النظام السوري هو الذي سلم الرقة للداعش بعد ايام من تسليم المالكي الموصل لداعش والاسلحة التي استولت عليها داعش في الموصل وهي الاسلحة التي تركة الجيش العراقي ارسل قسم من هذا السلاح الى داعش التي كانت في اطراف الرقة وسيطرت داعش على الرقة. الشاهد في الموضوع ان ايران ونظام الاسد وروسيا وامريكيا على قلب رجل واحد وكل الهدف هو تهجير العرب السنة بحجة داعس من اجل تقسيم سوريا والعرتق

2) تعليق بواسطة :
30-03-2017 09:04 PM

طيب وين نظام المقاومة والممانعة ليش ما تصدى للقوات الامريكية في شمال سوريا.طيب زين ايران الي تدعي انها ضد الشيطان الاكبر ليش ما تتصدى للقوات الامريكية...طيب وين روسيا حليفة النظام..الخلاصة ان امريكيا وروسيا وايران جاءت الى سوريا من اجل الدفاع ان النظام السوري ضد الشعب السوري وضد الدولة السورية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012