أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


الصراع بين المصالح و المبادئ

06-08-2011 08:27 AM
كل الاردن -

 د.احمد الخلايلة
كلما تخرج أحد ابنائي من الجامعة يبدأ الصراع داخل المنزل ومع الاقرباء والاصدقاء حول ضرورة التحرك والبحث عن واسطة للتوظيف وذلك من خلال معارفي واصحابي ممن يتبؤون مناصب رفيعة في الدولة ,خاصة وانني سبق وان عملت في بعض المواقع ذات الشأن في الدولة. فكانوا يقولون لي 'انت تريد ان تقيم الدين في مالطة'فالفساد منتشر في اجهزة الدولة ولا تستطيع ان تقاوم هذا التيار الجارف وحتى تتمكن من ايجاد وظائف لابنائك فعليك ان تكون واقعيا وتقتنع بأن الوسيلة تبرر الغاية.فكان جوابي لهم هل نسيتم انني وأياكم نلعن الواسطة ليل نهار في مجالسنا وندعو لمحاربتها بكل الوسائل.ونعتبرها احدى وسائل الفساد التي تدمر مبادئ وقيم العدالة الاجتماعية في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.كيف تريدونني ان انسلخ من مبادئي وقيمي التي عشت عليها وضحيت بالغالي والنفيس من اجل المحافظه عليها.وكيف تريدونني أن استمر في نقد من اضاعوا اموال الدولة ونهبوا مقدراتها وخربوا قيم ابنائها ووضعوا الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب وبنفس الوقت تطلبون مني أن استجدي منحه أو وظيفة لأبنائي.فالمثل الشعبي يقول'اطعم الفم تستحي العين' هل تريدونني ان اتسكع على ابواب المسؤولين وانا لم افعل ذلك عندما كنت اعمل بالقرب من ارفع المقامات في هذا البلد في حين كنت ارى بام عيني الكثير من اقراني يستجدون الهبات المالية والقصور والاراضي والمكارم لابنائهم للدراسة في الخارج والوظائف والمناصب الرفيعة. فترفعت عن  السقوط في هاوية  الاستجداء  ومذلة السؤال.فحافظت من خلال كتاباتي ومحاضراتي ومشاركاتي في المؤتمرات على منهجية ثابتة تدعو الى تغليب الفضائل والترفع عن الرذائل وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.وفي خلال خدمتي في العمل العام والخاص تعرضت للكثير من الضغوط والمغريات والرشاوي والعمولات  حتى اتزحزح عن موقعي في منصة الكرامة والشرف والتي متعني المقام فيها بالنظر من فوق الى من هم في المقام الادنى والذين تاجروا بالقيم والمبادئ وباعوها بأرخص الاثمان من اجل مصالحهم الخاصة.ومع ذلك كله فانني اقول لكم ايها الاهل والاصدقاء- وان علت اصواتكم -بانني سابقى على ما انا عليه معتمدا على الله وحده ,محافظا على كرامتي ومبادئي الراسخة ,منددا بكل اشكال الفساد ,معلنا الحرب عليه وعلى رموزه مهما علت مقاماتهم  ,رافضاً السير في تيار التبعية والمهانة  ,مدافعا بكل ما اوتيت من قوة عن القيم النبيله . فالوطن والامه بحاجه الى من يختزن مبادئ وقيم الحرية والعدالة والامانه والعزة والكرامة وينقلها الى الاجيال القادمة التي تتعرض الى هجمة شرسة من قوى العولمة الثقافية وانظمة الحكم الفاسدة في ظل تضاؤل اصحاب المبادئ والاصلاح.فقد عانى المصلحون وحملة المبادئ من قبل وذاقوا امر الغذاب في سبيل المحافظة على مبادئهم وقناعاتهم الراسخة.
فعلينا ان  نرسخ ايماننا بالله وثقتنا به و نحتسب كل امر عنده, فالله عز وجل يقول: 'من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب' ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم'إذا سالت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيئ
لم ينفعوا الا بشيئ كتبه الله لك.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-08-2011 08:44 AM

الحكمة تقول "الغاية تبرر الوسيلة" يا دكتور وطرحك الكريم بكل ما يحمله من إظهار للتمسك بالقيم والمباديء يشعرني بشكل غير مباشر بأنه كشف سيرة ذاتية أدعو الله لرجل شريف مثلك أن تحقق غايتها ويتوظف الولد

2) تعليق بواسطة :
06-08-2011 10:09 AM

مقالة صادقة تعكس حالة الشرفاء في هذا الوطن القابضين على الجمر وخاصة ثلة تيار المتقاعدين العسكريين الذين تحاصرهم عائلاتهم وابناؤهم واقرباؤهم احيانا بمثل هذه التساؤلات، ويحرصون على ان لا يسقطوا امام احد وخاصة امام انفسهم، ازاء اوضاع صعبة تعيشها غالبية القطاعات الاجتماعية في هذا الوطن وخاصة البوادي والارياف بصورة خاصة، ونحن نعيش في وطن على عتبة مرحلة من التحولات العميقة، وهي مرحلة تستهدف احتواء النخب الشريفة لكي تصبح عجلة في هذا التحول الماساوي القادم لنا شئنا ام ابينا. ان حال قطاع كبير من الشعب الاردني هم اشبه بحال ابناء قطاع غزة المحاصرين من كل حدب وصوب نتيجة تمسكهم بثوابت العقيدة والوطن. وصدق رسول الله الذي اعلمنا بانه سياتي زمن على امتي القابض فيه على دينه( وهي القيم والمبادئ) كالقابض على الجمر. بوركت يا دكتور على مقالتك.

3) تعليق بواسطة :
06-08-2011 12:03 PM

الى الاخ الحوراني " الغاية تبرر الوسيلة " ليست حكمة ولن تكون انما هي مبدأ سياسي وضعه ميكافيلي في كتابه الامير وهذا المبدأ منبوذ من الحكماء والعقلاء امثال كاتبنا الموقر اهل القيم والمباديء ... لك ولكاتبنا كل الاحترام والتقدير

4) تعليق بواسطة :
06-08-2011 12:59 PM

شكرا للتصحيح وجل من لا يخطيء

5) تعليق بواسطة :
06-08-2011 02:26 PM

الله يصبرك على دنياك يا د. أحمد الخلايلة ، وقليل من الرجال من يمشي واثق الخطا ملكا .. على رأي إبراهيم ناجي ورياض في هزامه وراحة الأرواح.
وأسأل الله أن يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ، وألا يلجئك إلى من هم دونك في الزهد وخلفك في الصفاء.

6) تعليق بواسطة :
06-08-2011 05:35 PM

الى الاخ الحوراني: اذا كانت السيرة الذاتية وما فيها من تجارب عملية وواقعية تمثل دروسا وعبرا للاجيال القادمة فمن الواجب ذكرها . فتاريخنا الذي نعتز به في جله سير ذاتية للمصلحين والعظماء من هذه الامة.

7) تعليق بواسطة :
06-08-2011 09:33 PM

اخي العزيز /
بحضور الدولار تتوارى المبادىء والقيم والاخلاق والتربية السليمة ....فهذا الساحر الاخضر يقلب كل شىء رأسا على عقب, يشتت القبائل ويجمعها , يشعل الحروب ويطفئها, يقرب البعيد ويبعد القريب, يتكالب الدم الواحد لأهراق الاخر ,

هذاعصر العولمة كل الكون يتصارع على ماذا؟؟؟؟؟ على سيد العالم الان الدولار

8) تعليق بواسطة :
06-08-2011 09:36 PM

الاخ الدكتور احمد الخلايله المحترم

حقا ما قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...ان سألت فسأل الله ..وان استعنت استعن بالله ...لقمة الخبز المغموسه بالكرامه ...تشفي من المرض ...اما المذله والتذلل فأنت واهلك بعيد عنها وانا اعرف جيدا ..كنت وما زلت وستبقى النظيف الكريم ...

تحياتي لك ولأمثالك ابناء الوطن الشرفاء

9) تعليق بواسطة :
06-08-2011 09:48 PM

تابع

اما من اصر من الشرفاء المجبولين جبلا بالمبادىء والاخلاق والقيم, والتي لا تفصل عنهم حتى بالموت, على ازدراء اسلوب النخاسة وبيع الذات مقابل الثمن ,سيبقون كما تحدثت يا دكتور , قابضين على الجمر , متعبين , منهكين , محاربون , محرومون,يمارس الاقصاء عليهم ليلا نهارا وجهارا, وعزاءهم الوحيد انهم احرار اشراف كرماء سيحتضنهم القبر بحنان, فلا دور للدولار بالقبور

10) تعليق بواسطة :
06-08-2011 11:59 PM

من خلال قراءتى للتعليق تمتلك اسرار كثيره تستطيع من خلالها ان تخدم الدوله فانت كما فهمت رايت الاستغلال الوظيفى والرشوات والعطايا وامتلاك القصور فلماذا لم تطرح الاسماء لتكتمل الحكايه.اخى المحترم القيم والخلاق كنز الاخره اما الدنيا فالمسكين الذى لا يحقق غايته ولو كنت مكانكم لوظفت الاولاد ولامتلكت قصرا لان المثل والقيم لا مكان لها هذه الايام والمبادىء قد اندثرت فى زمان السمسره واللهط والهبش.

11) تعليق بواسطة :
07-08-2011 01:02 AM

كلام صحيح :-*

12) تعليق بواسطة :
07-08-2011 11:01 AM

والله انك بترفع الراس يا دكتور وان شاء الله يكون في حدا من جيلنا متلك و ازا احنا بلشنا من حالنا بلكي منأدر انظف حالنا و انظف البلد و نسير كلنا عنى مبادئ نمشي عليها

13) تعليق بواسطة :
07-08-2011 03:57 PM

كلام الدكتور صحيح فالرجل المناسب ليس في المكان المناسب هذه الايام
ربما ياتي يوم على الامة نرى فيه الرجل المناسب في المكان المناسب

14) تعليق بواسطة :
07-08-2011 06:09 PM

التغيير آت لا محاله ... اصبر وصابر انت وامثالك، وان شاء الله سيجزي الله صبركم خيرا.

15) تعليق بواسطة :
07-08-2011 09:08 PM

لساني عاجز عن قول اي كلمة لا ادري لماذا لكن الذي اعرفه ان لو كل الناس يمثلك يا دكتور لكانت الحياة افضل و افضل.لكن في هذه الايام الذي يمتلك الاخلاق الحميده مثلك لا احد ينظرون له والذي ليس له ضمير كل الناس ترفع من قيمته و اولها الدوله. كم كنت اتمنى لو انك وزير او رئيس وزراء لانك فعلا تستحق هذا المنصب بجدارة و لكانت الدولة بخير و كان الرجل المناسب في المكان المناسب فعلا. لكنني اقتنع بفكرة ان الله لا ينسى احد وانه سوف يأتي يوم والناس تعرف ما هي الحقيقة وان الصواب هو الذي سيدوم.
اتمنى لك يا دكتور كل التوفيق في حياتك واولادك الله يوفقهم وييسر لهم اولاد الحلال الذين يساعدوهم لانك ياما ساعدت اناس كثر من دون مقابل فهل من المعقول ان لا تجد احد يساعدك!!!

16) تعليق بواسطة :
08-08-2011 12:35 AM

ان تركيبت الاردن العشائرية تجعل من تفشي الواسطة والمحسوبية شي صعب المقاومة لقد اصبح الكل يعتمد على الواسطة وابتعد عن المنافسة الشريفة للحصول على ما نستحق من مكان في العمل واخذ حق الغير بدون وجه حق وابتعادنا عن الدين وعدم التوكل على الله هو من العوامل القوية ايضا "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}
مقال رائع يا دكتور احمد ولقد عرفت عنك كل خير وانك رجل تقول الحق في زمن اصبح فية قول الحق يزعل الجميع

اتمنى منك يا دكتور ان تتحفنا دائما بمقالاتك الهادفة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012