أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


رغم الضغط السعودي - الأمريكي " ... لهذه الأسباب مصر لن تذهب إلى المستنقع اليمني

بقلم : هشام الهبيشان
24-04-2017 05:00 PM

تزامناً مع زيارة الرئيس المصري إلى السعودية ، عاد الحديث عن احتمال جر المصريين إلى مصيدة التدخل العسكري البري المصري في اليمن ، بعد الحديث عن تفاهمات تمت بين الأمريكان والسعوديين ساهمت إلى حد ما بإزالة بعض التوتر بالعلاقات بين المصريين والسعوديين ، تزامناً مع هذا الحديث ، انطلقت من جديد فصول حرب استنزاف جديدة ضدّ مصر هدفها الرئيسي الجيش المصري ، فما يجري اليوم في سيناء وبعض المدن المصرية من استهداف ممنهج للجيش والقوى الأمنية المصرية ، يؤكد أنّ المرحلة المقبلة على الداخل المصري المضطرب أمنياً ستشهد مزيداً من التعقيدات الأمنية ، وخصوصاً مع ظهور علامات ومؤشرات واضحة على نسج خيوط مؤامرة واضحة تسعى إلى جرّ واستنزاف الجيش المصري وإغراق مصر ، كلّ مصر ، في جحيم الفوضى ، لتكون النواة الأولى لاستزاف الجيش المصري.



وهنا لا بدّ أن نعترف جميعاً بأنّ إستراتيجية الحرب التي تنتهجها بعض القوى الدولية والإقليمية على الدولة المصرية ، ومن خلف الكواليس ، بدأت تفرض واقعاً وإيقاعاً جديدين لطريقة عملها ومخطط سيرها ، فلا مجال هنا للحديث عن دور السياسة الداخلية المصرية وتأثيرها في الأزمة الأمنية التي تعيشها البلاد ، فما يجري الآن على الأرض المصرية ما هو إلا حرب استنزاف للجيش الوطني.



واليوم ، عند الحديث عن عودة احتمالات تدخل مصر عسكرياً في اليمن 'وخصوصاً مع حديث السعوديين عن عرض مصري بزج 40.000 جندي مصري بمسار معارك اليمن والنفي المصري السريع للحديث السعودي هذا ، يجب الانتباه إلى تحديات الداخل المصري الأمنية ، فهناك حقائق موثقة ، في هذه المرحلة تحديداً ، تفيد بأنّ الدولة المصرية بكلّ أركانها تعصف بها عاصفة من العمليات الإرهابية الممنهجة ، وتشير المعلومات إلى وجود ما بين اثنين وعشرين وثمانية وعشرين ألف مسلح راديكالي مصري وغربي وعربي وشمال أفريقي ومن بعض الدول الخليجية وغيرها من البلدان والمنظمات المتطرفة ، يقاتلون في شكل كيانات مستقلة داخل مصر في سيناء وما حولها وفي بعض الدول العربية وشمال أفريقيا في ليبيا وتشاد وغيرها من الدول المجاورة لمصر.



هؤلاء بمجموعهم هدفهم الأول والأخير مصر ، وما حوادث تفجير الكنائس بالقاهرة والاسكندرية وحوادث سيناء الأخيرة ، إلا رسالة أولى من هذه المجموعات إلى مصر بأنها قادرة على إيذاء مصر وأنّ حرب مصر مع هؤلاء هي حرب طويلة ، لا تبدأ عند حدود سيناء ولن تنتهي عند حدود ليبيا وتشاد. هذه الحقائق نفسها ، تفيد بأنّ هناك اليوم الآلاف من المسلحين المصريين يقاتلون الجيش المصري في سيناء وما حولها من بلدات ومدن مصرية ، ورغم استمرار حملة الجيش الأخيرة في وجه كلّ البؤر المسلحة في سيناء وما حولها وتوسّع عمليات الجيش إلى خارج الحدود المصرية' ليبيا '، يبدو واضحاً أنّ العمليات المسلحة لهذه المجموعات المسلحة بدأت تأخذ طابعاً تصاعدياً بنهجها وطريقة عملها المتطورة ، فهذه المعادلات الأمنية التي فرضت على مصر مؤخراً ، تؤكد بما لا يقبل الشكّ أنّ مصر مقبلة على حرب دموية طويلة مع هذه التنظيمات المسلحة قد تمتدّ إلى أعوام.


بدأت هذه التحديات الأمنية التي تواجه مصر داخلياً وفي بعض دول محيطها العربي والأفريقي ، تلقي بظلالها وتداعياتها مؤخراً على صانع ومتخذ القرار العسكري المصري ، وخصوصاً بعد الحديث عن دور مصري بري محتمل في الحرب السعودية على اليمن ، ومعظم هذه الأحاديث تصاغ على احتمال ومؤشرات توحي بقرب التدخل البري المصري في اليمن ، ولكن في المقابل ، هناك مؤشرات كبرى تؤكد أنّ المزاج الشعبي المصري رافض لهذا التدخل وهو قادر على الضغط على صانع ومتخذ قرار التدخل إن حصل ، وفي السياق نفسه ، فإنّ التحديات الأمنية التي تواجه مصر اليوم تؤكد أنها غير مستعدة للدخول في مغامرة جديدة في المنطقة ، وخصوصاً في اليمن التي لها فيها تجربة مريرة بعد خسارتها لأكثر من 15 ألف جندي ما بين عامي 1962 و1967 ، وذلك بسبب تدخلها في اليمن لدعم طرف على حساب طرف آخر.



وتشبه تجربة مصر في ذلك الحين ، إلى حدّ ما ، تجربة مصر المحتملة اليوم في اليمن مع تغييرات جذرية في طبيعة المعركة والحلفاء والطرف المطلوب أن تتدخل مصر لصالحه. ومن هنا نستنتج أنّ احتمالات تدخل مصر في اليمن عسكرياً بدأت تتراجع يوماً بعد يوم ، رغم كلّ الأحاديث الإعلامية التي تثار حول هذا التدخل ، ويبدو أنّ هناك لوبي مصري رسمي تشكل مؤخراً بدأ بالضغط على صانعي ومتخذي القرار المصري للاتجاه إلى الخيار الداعي إلى إنهاء الصراع في اليمن عن طريق جلوس كلّ الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار ، وهذا الخيار يبدو أنه بدأ يدرس من جانب صانع القرار المصري كخيار بديل عن التدخل الغير مضمون النتائج والعواقب.


ختاماً ، فإنّ معظم المؤشرات والمواقف تؤكد حتماً أنّ تضامن مصر بكيانها الرسمي مع الرياض في حربها العدوانية على اليمن هو تضامن متغير الموقف ، والذي تغير اليوم هو أنّ شكل هذا التضامن بدأ يفرض وجوده ، وبقوة ، على طاولة متخذ القرار المصري ، لكنّ السعوديين ينتظرون اليوم قراراً مصرياً سريعاً وحاسماً لطبيعة وشكل هذا التضامن ، بحيث تأمل الرياض أن تتجه مصر نحو التدخل البري في اليمن نيابة عن السعوديين بعد عامان من الحرب على اليمن ، والسؤال هنا: هل سيجرّ متخذو القرار المصري المصريين إلى المستنقع اليمني ، مع علمهم بتجربة ستينات القرن الماضي وبحجم الأخطار الأمنية الداخلية والخارجية التي تستهدف مصر اليوم؟. هذه الأسئلة نتركها برسم صانع ومتخذ القرار المصري ، وعلى الأغلب أنّ الاجابات ستكون واضحة خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة ، وما ستحمله من أحداث ومواقف سنستطيع من خلالها قراءة الموقف المصري من الحرب السعودية على اليمن والدور المصري فيها بوضوح وبعيداً من التكهنات.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-04-2017 05:08 PM

مصر السيسي تناور والهدف كسب مزيد من المال والاستثمارات السعودية

2) تعليق بواسطة :
24-04-2017 05:09 PM

السعودي لن يقدم المال والاستثمارات مجانا لمصر السيسي (فهو يبحث عن مقابل لهذه الاوال والاستثمارات )

3) تعليق بواسطة :
24-04-2017 05:26 PM

كان الله بعون مصر واهل مصر

4) تعليق بواسطة :
24-04-2017 06:29 PM

التيار العروبي القومي اليساري العلماني متناقض جدا فهو ينتقد المشروع الصهيوني الامريكي وهذا طبعا ممتاز لاغبار علية وكل وطني عربي مسلم مع هذا الانتقاد لكن هذا التيار بنفس الوقت يثني على تلاميذ المشروع الصهيوني حيث السيسي جاء الى السلطة ب انقلاب عسكري مدعوم من امريكيا ون الصهاينة وحزب الدعوة العراقي جاء على ظهر الدبابة الامريكية ونظام الاسد استلم السلطة مقابل تسليم الجولان الى اسرائيل.اي تناقض هذا

5) تعليق بواسطة :
24-04-2017 06:30 PM

هل يخفى عليك العلاقة الحميمية بين نظام السيسي واسرائيل

6) تعليق بواسطة :
24-04-2017 06:36 PM

.... فنظام الرسمي بين حالين حال يدور في الفلك الامريكي الصهبوني وحال في الفلك الصفوي.ونظام السيسي يدور في الفلك الي يدفع اكثر.السيسي جعل مصر في ذيل القافلة وهو الذي يساعدةاسرائيل في حصار قطاع غزة وهو من هجر اهل رفح خدمة لامن اسرائيل.

7) تعليق بواسطة :
24-04-2017 07:00 PM

تصريح عسيري كان عن انشاء جيش عربي مشترك تساهم فيه مصر 40000 وكذلك الدول العربية لمكافحة الارهاب .... وتصريح عسيري جاء لان الشعب السعودي رافض زيارة السيسي فحاول عسيري ترقيع وتجميل مصر بالكذب .... معركة الحديدة على الابواب ورح يسقط الحلف الصفوي باليمن وهم ليس بحاجة اصلا لمصر ...

8) تعليق بواسطة :
24-04-2017 07:07 PM

معركة اليمن انتهت بخطاب الحوثي الاخير واعترافه بالهزيمة ..... ومن يؤخر معركة الحسم النهائي هي امريكا والامم المتحدة بحجة ان ميناء الحديدة المنفذ الرئيسي لايصال المساعدات والبنزين للجيش الصفوي والحوثي .... اتمنى ان تعي ما يدور حولك اكثر .... الزيارة فرضت على السعودية واشترطت السعودية تحديد موقف زمني واضح لنقل الجزيرتين وموقف واضح لمصر من سوريا ......واما ارسال جيش مصري فهذا من قبيل تجميل مصر ا.

9) تعليق بواسطة :
24-04-2017 07:14 PM

ان مصر ساعدت الحوثيين بالاسلحة وزوارق بحرية كما ساعدت النظام السوري.... فكيف ستحارب اصلا باليمن ومن يأمن لهم .... اتمنى ان تعي الحقائق وليس الخط القومجي الذي يسير متوازيا مع ايران ..... تحالفات ايران والعراق وسوريا وروسيا ليس مشكلة عندكم ... المصيبة لو يصير تحالف عربي بقيادة السعودية .

10) تعليق بواسطة :
24-04-2017 07:49 PM

إلى الكاتب العزيز :
احيي فيك القراءة العميقة لزيارة السيسي للسعودية وقراءة حقائق الداخل المصري بواقعية مطلقة - ومع ذلك فالمصري مأزوم اقتصاديا وقد يذهب لليمن .

11) تعليق بواسطة :
24-04-2017 08:10 PM

قلمك مميز في عرض الحقيقة دائما بعيدا عن الشعارات الفارغة .... نتمنى الجميع بتفكيرك ... ... .... هل تعلم لو اسرائيل تحالفت مع ايران ضد السعودية سوف يقفون مع اسرائيل وايران ..... كما يقفون حاليا مع روسيا وايران ....؟

12) تعليق بواسطة :
24-04-2017 08:15 PM

مصر خسرت 50 الف جندي قرابة نصف جيشها باليمن وليس 15000 كما تكتب ..... اذكر لي معركة واحدة انتصر بها الجيش المصري حتى يعتمد عليه ؟
....

13) تعليق بواسطة :
24-04-2017 11:22 PM

إلى هذه اللحظة لا أعرف كيف يفكر القوميين العرب
يترحمون على صدام حسين ويطلبون ويزمرون لقتلته
يتغنون بالمقاومة العراقية ضد الأمريكيين ويتغزلون بالحكومة الطائفية في بغداد التي جاءت على ظهر الدبابة الأمريكية
يهاجمون السعودية ويتهمونها بالعلاقات مع إسرائيل
ويمدحون السيسي الحليف الأقوى لإسرائيل
كانوا يقفون مع صدام ضد المشروع الصفوي واليوم نجدهم...ضمن هذا المشروع

14) تعليق بواسطة :
25-04-2017 05:51 AM

الى الساده المعلقين القضية بالاساس لا تتعلق بموقف هنا وموقف هناك للكاتب بل تتعلق بمصير امه تذبح ونحن نتفرج على ذبحها

15) تعليق بواسطة :
25-04-2017 12:17 PM

الامة ذبحت عن طريق القومجيون العرب ... بعد ما ذبحوا اقتصاد وجيش مصر والعراق الان يقفون بجوار ايران .... لانها تستخدم شعاراتهم الكاذبة تحرير القدس التي استخدموها بقتل الامة سابقا .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012