وحثّ السلطات السورية على الإسراع في تنفيذ خطوات الإصلاح التي وعد بها الرئيس بشار الأسد، مؤكداً أن الفرصة ما زالت سانحة لإنجاز تلك الإصلاحات استجابة لطموحات الشعب السوري ومطالبه المشروعة في الحرية والتغيير وإنجاز الإصلاحات السياسية، «ودرءاً للتدخلات الخارجية المغرضة». كذلك دعا العربي الحكومة وجميع القوى الوطنية السورية إلى اتخاذ ما يلزم لتهيئة الأجواء للانخراط بجدية في حوار وطني شامل، معرباً عن استعداد الجامعة العربية للمساعدة في هذا الاتجاه للخروج من «الأزمة المصيرية» التي تمرّ بها سوريا. وحذَّر من مخاطر الانزلاق نحو سيناريوهات الفتنة الطائفية والفوضى في سوريا، والتي سيكون لها نتائج مدمرة على المصالح العليا للشعب السوري وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة على اتساعها. ودعا الحكومة السورية إلى تأليف فريق قضائي محايد للتحقيق في أعمال العنف والانتهاكات المرتكبة ضد حقوق الإنسان في سوريا.
وأكد الأمين العام أن جامعة الدول العربية، طبقاً لميثاقها، ترفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتحرص على أمن الدول الأعضاء وسلامتها واستقرارها السياسي.
وكان قد أكد الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، واجب الدولة بالتصدي لـ«الخارجين على القانون»، لحماية أمن المواطنين، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «سانا». وأفادت الوكالة بأن الأسد أكد خلال استقباله وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أن «التعامل مع الخارجين على القانون من اصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الاهالي واجب على الدولة لحماية امن وحياة مواطنيها»، مشدداً على مضي بلاده في طريق الإصلاح «بخطوات ثابتة».
بدوره، أعرب منصور خلال اللقاء عن «رفض بلاده الكامل لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون السورية»، مضيفاً أن «استقرار لبنان هو من استقرار سوريا، وأن ما يجمع البلدين اكبر بكثير من كونه علاقات بين بلدين متجاورين بحكم علاقات التاريخ والثقافة والأخوّة».
ويأتي هذا اللقاء بعدما نأى لبنان، العضو في مجلس الامن الدولي، بنفسه عن التصويت على بيان مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، والذي دان استخدام السلطات السورية «العنف ضد المدنيين»، ورأى على لسان مندوبته في المجلس أن هذا البيان «لا يساعد» على إنهاء الأزمة في سوريا.
أما في ما يتعلق بزيارة وزير الخارجية التركي لسوريا «لنقل رسالة حازمة» إلى الأسد، فقد أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية، بثينة شعبان أنه «إذا كان وزير الخارجية التركي قادماً الى سوريا لنقل رسالة حازمة، فإنه سيسمع كلاماً أكثر حزماً بالنسبة إلى موقف بلاده الذي لم يدن حتى الآن الجرائم الوحشية للجماعات الإرهابية المسلحة بحق المدنيين والعسكريين والشرطة».
وأضافت شعبان في تصريح صحافي اليوم، نقلته «سانا»، أنه إذا كانت الحكومة التركية لا ترى موضوع سوريا مسألة خارجية نتيجة روابط القربى والتاريخ والثقافة، فإن «سوريا قد رحبت دائماً بالتشاور مع الأصدقاء، لكنها رفضت رفضاً قاطعاً طوال تاريخها محاولات التدخل بشؤونها الداخلية من أي قوى إقليمية أو دولية كانت».
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن خلال حفل إفطار أمس «نفاد صبر بلاده»، الأمر الذي يدفعه إلى إرسال وزير خارجيته إلى سوريا الثلاثاء المقبل.
وفي سياق متصل، أعربت سوريا اليوم عن أسفها حيال بيان دول مجلس التعاون الخليجي الذي عبرت فيه عن قلقها البالغ حيال «الاستخدام المفرط للقوة» في سوريا، ورأت أن على المجلس ان يدعو الى وقف «اعمال التخريب» فيها. وصرح مصدر رسمي في بيان صادر عن وزارة الخارجية، تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة عنه، أن «سوريا تلقت بأسف البيان الذي أصدره مجلس التعاون الخليجي»، مضيفاً أن «الخروج من دوامة العنف الراهنة وصدق الرغبة في مصلحة سوريا يتطلب من الأشقاء العرب في مجلس التعاون الخليجي الدعوة إلى وقف أعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيرا».
ميدانياً، أفاد ناشط حقوقي بأن 20 مدنياً على الأقل قتلوا اليوم وجرح العشرات اثناء عمليات عسكرية قام بها الجيش السوري في مدينة دير الزور. وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة «فرانس برس» ان «العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الجيش وتركزت في حي الجورة في دير الزور أدت إلى مقتل 20 مدنياً وجرح العشرات». وأضاف رئيس الرابطة أن هذه العملية «ترافقت مع حملة اعتقالات».
(أ ف ب - الاخبار)