أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


دوائر يجب أن تحترم وتقدر

بقلم : يوسف العثمان
10-05-2017 05:14 PM
بشكل عام فإن الجهاز الحكومي يعاني من الروتين والبيروقراطية والترهل الإداري والعقم الوظيفي والفساد المالي المقونن (أي المحمي بالقوانين والتعليمات التي شرعنها المتنفذين كي يحموا أنفسهم ومحاسبيهم واولادهم من القضاء) وهذا ليس رأيي لوحدي بالطبع بل هو رأي غالبية المواطنين والكتاب فالمعاملات مهمله ومعطله في أدراج الموظفين وما أسهل عليهم أن يقولوا للمراجع 'ارجع الأسبوع القادم' ولا يكلفون أنفسهم أدنى عناء لإنجاز هذه المعاملات , العدالة الوظيفية مفقودة فترى موظف درجه رابعه مثلاً يقفز بقدرة قادر ليصبح مديراً وتحته موظفين درجاتهم أعلى من درجته وأدائهم الوظيفي أفضل من هذا المتسلق ألف مره ناهيك عن نظافة اليد والإخلاص والتفاني في العمل , فرص التدريب والسفريات محصورة لفئه دون غيرها , ناهيك عن مشاركة البعض منهم في أكثر من لجنة أو ورشه عمل والهدف التنفيع , الواقع في الجهاز المدني غير سليم وغير صحيح , لذلك انتشرت الرشوة والفساد المالي والإداري وتراجع الأداء وبدل من التطور وصلنا إلى حاله من التأخر عن ركوب الموجه , لأن الكثيرين من الذين يقودون السفينة ليسوا مؤهلين , وأصبح الاحباط واليأس من إصلاح الوضع هو سيد الموقف.

غير أنه من الإنصاف القول أن هناك دوائر مفصليه في الدولة شعارها العمل المخلص والجاد وتحفيز الموظفين وتحارب الروتين والبيروقراطية شعارها الإنجاز وتسهيل معاملات المواطنين شعارها المحافظة على أمن البلاد بكل ما تعني هذه الكلمة معنى , لذلك أصبحوا يقودون الدفة ويحق لهم ذلك وأبحروا بالأردن إلى شاطئ الأمان , والسبب الإخلاص في العمل والتفاني وحسن الأداء والإخلاص لقائد الوطن , ولذلك لا ينكر ذلك إلا حاقد أو دساس بغيض , والسبب الآخر والمهم لنجاح مثل هذه الأجهزة والمؤسسات هو تولي مسؤولية الجهاز من أفراد الجهاز نفسه وخاصه أنه يتم اختيارهم على أساس الكفاءة والمهنية والولاء والإخلاص في العمل , كما أن هناك سبب آخر للنجاح هو تخلي هذه الأجهزة أو الدوائر عن الروتين وتتعامل مع روح القانون وليس حرفيته , وبذلك وصلت تلك الأجهزة إلى الحرفية والمهنية الراقية , وأصبح يشار إليها بالبنان داخلياُ وخارجياً.

سبب آخر لنجاح هذه الأجهزة أنها توفر المناخ الملائم لموظفيها , أمان وظيفي , تأمين صحي , وتأمين تعليمي , وأريحيه في العمل , ومطبق فيها وبكل مصداقيه مقولة 'لكل مجتهد نصيب' , ولذلك وبسبب كياسة القائمين عليها وترجمة توجهات سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه على أرض الواقع وبعيداً عن الشعارات البراقة والبهرجة الإعلامية , أنهم يطبقون مقولة سيد البلاد (نريد أفعال لا أقوال) أنهم يلتقطون الإشارة ويترجمونها.

غير أنه من المضحك المبكي أن مؤسسات الدولة الأردنية قامت بتدريب وتأهيل الكثير من الدول تكنولوجياً وإدارياً ولوجستياً وخاصة دول الخليج وسارعت تلك الدول إلى تطبيق الخبرات الأردنية في مؤسساتهم وواكبوا التطور والتكنولوجيا وتقدموا عنا في هذا المجال , وتخلصوا من الورق والأرشفة اليدوية وأصبحت معاملاتهم محوسبه من الألف إلى الياء , وأصبح التساؤل هنا لماذا لا نترجم توجهات ورؤى سيدنا ونطبق على الأرض ما يسمى الحكومة الإلكترونية ؟ هل هي قلة الإمكانيات والموارد أم أشياء أخرى يخفيها بعض المتنفذين حتى لا تطال هذه التكنولوجيا عروشهم التي بنوها على أكتاف الشعب المسكين.

نعود إلى الأجهزة الفعالة والتي تعمل في الظل لحماية أمن البلاد وتقدمه ورقيه ونقول أن هذه الأجهزة وصلت إلى مصافي الأجهزة في الدول المتحضرة , بل وتفوقت عليها في الحرفية والمهنية والشفافية , واصبح يشار اليها بالبنان في العالم ولا يمكن تجاهلها أو تهميشها , بعبارة أخرى أنه نتيجة للعمل التراكمي الجاد وفي الظل وصلت إلى أن تكون أحد الركائز في صنع القرار الأردني , بل نستطيع القول أنها أصبحت المطبخ السياسي لهذا البلد المعطاء والرقم الصعب في حماية الأمن الوطني وهي أهلاُ لذلك.

وفي النهاية نتمنى من الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية , أن تحذوا حذو هذه الأجهزة وتزيح عن كاهلها الروتين والترهل فهل هناك من يعلق الجرس , واللبيب من الإشارة يفهم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-05-2017 06:02 PM

بس لا تنسى ... القابعين في السجون ولا تنسى مدراء باقي .... ممن يدخلوا لا يملكوا الا راتبهم المتواضع وشقه في احدى القرى وبعد شهر يصبح مليونير ويملك اسطول سيارات واراضي اميريه الاف الدونمات وشركات وعضوا بمجالس ادارة لا تعد ولا تحصى وقصر جميل ..
...........

2) تعليق بواسطة :
11-05-2017 09:16 AM

اخي الكريم الكاتب يتحدث بشكل عام لمذا الذهاب والتركيز على الحالات الخاصه الموجوده في كل جهاز والحكم على الكثير بجرة القليل

3) تعليق بواسطة :
11-05-2017 09:22 AM

الكاتب يتحدث عن اجهزة تعمل في الظل ولا يوجد شخص فوق القاتنون !!

4) تعليق بواسطة :
11-05-2017 12:03 PM

احترم وجهه نظر الكاتب واعلم انه يتحدث عن جهاز المخابرات الذي قام بدور كبير جدا لحمايه هذا الوطن من شرور الاعداء داخليا وخارجيا رغم بعض العثرات التي تحدث احيانا وهذه تحدث حتى في الدول العظمى التي تتعدد بها اجهزه استخباريه ميزانياتها تفوق ميزانيه الاردن كدوله ويتميز هذا الجهاز بانه لا يتحدث عن انجازاته ولايستعرض بطولاته بل يعمل بصمت وبدون ضوضاء وقاد هذا الجهاز العديد من المدراء المتميزين

5) تعليق بواسطة :
13-05-2017 09:41 AM

الكومبرادور يستهدف تلك الاجهزة

6) تعليق بواسطة :
14-05-2017 10:29 AM

ادخل للموضوع مباشرة بان هنالك قيادة استثنائية عز نظيرها تبعث على الاعتزاز خاصة لدى دوائر صنع القرار في العالم، ولكن المركبة وطريق الوطن شتائي زلق وبمنعطفات خطرة ،وركاب الحافلة كل يغني ريتمه الخاص والحافلة ترتجف من عراكهم الفوضوي وبحيث انك لا تسمع غير الضجيج الغير مفهوم ، والامر الذي يتناساه الركاب ان الوقود على وشك النفاذ والمحطة الاخرى غير معروفة المسافة والاتجاه.

7) تعليق بواسطة :
14-05-2017 01:10 PM

يلاحظ الكثير من المراجعين لمؤسسات ودوائر الدوله المدنيه بأنا البيروقراطيه والمزاجيه والواسطه موجوده بالاضافه للرشاوي بسبب عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعدم القدره على اتخاذ القرار مما اضعف الاجهزه الاداريه بسبب انعدام ولاء الموظفين لمؤسساتهم اما الجهاز المشار اليه فيعمل ضمن مؤسسيه وبرنامج عمل واضح لادارته لانها تكامليه ونتائجه تنعكس على الكل على اعتباره احد اطواق النجاه

8) تعليق بواسطة :
14-05-2017 02:02 PM

الكلمة أمانة وزلة العالم زلة للعالم وهذه الكلمة تعبر عما يجيش في مشاعر الكثيرين من الموظفين العالمين في المؤسسات الحكومية وقد انتقص حقهم ولم يسمع قولهم ونتسائل عن الشفافية التي أرادها سيد البلاد حفظه الله من المسؤولين ولا أرى تطبيقا حيا لهذه الكلمة الطيبة الا في بعض أجهزة الدولة العسكرية.. الأمر الذي يترتب علينا إعادة النظر في التخصصات والشهادات العلمية والخبرة والكفاءة حتى نحقق الهدف المنشود.

9) تعليق بواسطة :
15-05-2017 09:04 AM

صدقت... وهذا ما نلمسه في الاجهزة الادارية في معظم مفاصل الدولة...... واعتقد ان السبب يعود الى سؤ اختيار المسؤلين من قبل اصحاب القرار..... والبطانة السيئة التي تعيث فسادا في هذة الدوائر وقيامهم باعمال من شأنها تضليل المسؤل عن حقيقة الامر... السؤال لماذا لا يتم اختيار الكفاءات المجربة والمعروفة بولائها وانتمائها لتراب وطننا الغالي لتولي هذة المناصب القيادية العليا سيما وانهم اثبتوا جدارتهم سابقا.

10) تعليق بواسطة :
17-05-2017 02:14 PM

ان ماتحدث به الكاتب هو كلام صحيح وفي الصميم ايضا وبناء على ذلك يتوجب اعادة النظر في الواقع الذي فيه الموظفين اليوم والقياس والامتثال لما فيه الايجابية والنهوض بمقدرات الاردنين بداء من سيادة الفرد ( العنصر الانساني ) من امن قومي وامن اجتماعي ووظيفي حتى تحمى سيادة الدولة من الاختراقات التشريعية الناظمة للحياة وذلك بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب من اصحاب الخبرة كل في اختصاصه من ذي الولاء للدولة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012