أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


في مضمار صراع بعض العرب مع إيران ... اسئلة وحقائق محظور على البعض طرحها

بقلم : هشام الهبيشان
17-05-2017 05:32 PM



كل مثقف يؤمن بأن إيران ـ الثورة قد أصبحت قوة إقليمية بمجرد توقيعها على الاتفاق النووي مع القوى العالمية الست 'فدعكم من جعجعة ترامب '، ومع ذلك فما زال بعض العرب يذهبون بعيداً في خطابهم العدائي تجاه إيران، وهم بخطابهم هذا يمارسون أدواراً مختلفة ويتبعون معايير ومعطيات تاريخية خاطئة.


وعلى رغم كلّ هذه المعطيات والمعايير المزدوجة التي يمارسها بعض العرب والتي تحرف مسار البوصلة الحقيقي لطبيعة وأصل الصراع في المنطقة المتمثل بوجود سرطان خبيث يسمى «إسرائيل»، هناك جملة من الوقائع المحقة التي يتغاضى العرب عن التساؤل حولها، في إطار علاقتهم مع الإيرانيين ومناهج سلوكهم في التاريخ الحديث، فلماذا صمت العرب عقوداً من الزمن أمام أجندة ومشاريع شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي كان يجسّد فعلياً الشرطي الإيراني في المنطقة؟ وماذا قدم العرب لإيران منذ 1979، أي منذ إعلان انتصار الثورة فيها؟ ألم يرسل العرب، منذ ذلك الحين وحتى اليوم، الكثير من الرسائل التي تظهر سوء نواياهم؟ ألم يشنّ العرب عشرات الحروب الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية على طهران، أسوأها الحرب الإعلامية التي تحرّض علناً على إيران الشعب والدولة، فتكفِّر الإيرانيين وتشتمهم؟ ماذا يتوقع العرب من الإيرانيين أن يقدموا لهم بعد كلّ هذا؟.


من حقّ كلّ عربي أن يسأل عمّا قدمه العرب إلى الإيرانيين منذ انتصار الثورة، وهنا لن نفتح ملفات الماضي ولن نتحدث عن الحرب العراقية ـ الإيرانية وعن الذي كان سبباً في إشعال فتيلها، سنتجاوز كلّ ذلك ونذكر بواقعة تاريخية وهي أنّ البحرية الإيرانية احتلت الجزر الإماراتية «طنب الكبرى» و«طنب الصغرى» و«أبو موسى» في تشرين الثاني 1971 أي في عهد الشاه، كما احتلت المناطق الحدودية وهي قوس الزين وبير علي والشكره عام 1972 بدأ الصدام العسكري بين إيران والعراق وازدادت الاشتباكات على الحدود وزاد نشاط الحركات الكردية المسلحة في الشمال، وبعد وساطات «عربية» وقعت العراق وإيران اتفاق الجزائر عام 1975 واعتبر على أساسه منتصف النهر في «شط العرب» هو خط الحدود بين إيران والعراق، ونصّ الاتفاق على وقف دعم الشاه للحركات الكردية المسلحة في شمال العراق، وهنا نلاحظ أنّ معظم هذه الملفات عالقة بين العرب وإيران منذ عهد الشاه، أي قبل الثورة الإيرانية، علماً أنّ معظم القادة العرب كانوا حينها حلفاء نظام بهلوي.


ويعلم جميع المؤرخين، وخصوصاً لفترة العقد السادس والسابع من القرن العشرين، أنّ نظام الشاه كان يؤدي فعلياً دور الشرطي في المنطقة والإقليم، برضى عربي وإقليمي، وسبق له أن خطط لبناء وتجهيز مفاعلات نووية سلمية ولم يثر ذلك حفيظة بعض العرب، كما هي حالهم اليوم.

وانطلاقاً من هذه الوقائع، نسأل: لماذا يفتح العرب اليوم ملفات الماضي مع إيران بعد الثورة، متناسين ما جرى في عهد الشاه؟ يرى البعض أنّ ذلك يعود إلى عوامل سياسية وإيديولوجية، ليس أولها ولا آخرها اتهام بعض الأنظمة العربية طهران بأنها تسعى إلى تصدير ثورتها إلى شعوب المنطقة.

نسأل أيضاً: ماذا نسمي اشتراك بعض العرب في الحصار المفروض على طهران منذ 38 سنة؟ في أي خانة نضع صب الزيت على النار الذي كان يمارسه بعض العرب خلال صراع العراق و إيران؟ لماذا أيدت دول الخليج ودعمت سياسة تجويع الشعب الإيراني من خلال «حرب النفط» وتخفيض أسعاره في شكل متلاحق، والذي وصفه أحد المسؤولين الخليجيين «بالأداة الناجعة ليثور الشعب الإيراني ضدّ دولته؟.

إضافة إلى ذلك، وقف بعض العرب في خندق «إسرائيل الصهيونية» التي احتلت أراضي عربية وهجرت وقتلت شعوب المنطقة، وها هم يعارضون الاتفاق النووي مع إيران ويحرضون من خلف الكواليس ترامب لالغاءه، ويدعون «إسرائيل» إلى ضرب مصالح إيران النووية، كما أنهم يمارسون التحريض الطائفي والمذهبي عبر وسائل إعلامهم.

هل المطلوب من الإيرانيين أن يصفقوا لبعض العرب وهم شركاء في حصارهم وتجويع أطفالهم؟ هل المطلوب أن يصمتوا وهم يرون بعض العرب في خندق واحد مع أعدائهم؟ هل يريد بعض العرب من الإيرانيين أن يصمتوا وهم يسمعون ويشاهدون كيف يستخدم بعضهم منابر الدين والإعلام كحديقة خلفية للتحريض على الإيرانيين وتكفيرهم وشتمهم؟.

الجواب باعتقادي ،انه لن يصمت الإيرانيون حيال كلّ ما يجري، ولن يسمحوا لبعض المتطرفين العرب والإيرانيين كذلك بتمزيق المنطقة وتقسيمها وإدخالها في صراعات جاهلية «صراع فارسي ـ عربي»،'سني – شيعي ' خدمة لمشاريع التفتيت والتقسيم التي ترسم لها.


ختاماً، فإنّ مجمل هذه الأسئلة في رسم بعض الأنظمة العربية، فهذه الأنظمة لها أجندة خاصة ترتبط بمشاريع صهيو- أميركية تستهدف إشعال التناقضات المذهبية والدينية في المنطقة والإقليم، لإشاعة الفوضى وخلق صراع مذهبي وعرقي تستفيد منه بتقوية أعمدة حكمها، من خلال تخويف شعوبها من خطر يستهدفهم من الخارج، وهذا ما يتم بالفعل في هذه المرحلة، ومع ذلك فثورة إيران الإسلامية انتصرت، وتوجت إنجازتها بالتوقيع على النووي الإيراني لتكون إحدى القوى الإقليمية ، وهذا ما يستدعي من بعض العرب مراجعة حساباتهم ونواياهم تجاه إيران، فالوقت يمضي سريعاً، ويجب تصحيح أخطاء الماضي.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-05-2017 08:13 PM

التعامل بند لند هي العلاقة الاصح بين العرب وايران بما تمليه مصللحة الجانبين

2) تعليق بواسطة :
18-05-2017 12:45 PM

السرطان الاول في هذه المنطقة هو السرطان المجوسي الايراني
ومتى ما تخلصنا من هذا العدو سنتخلص من اسرائيل تلقائيا
تحرير ارض فلسطين لن تكون بحال من الاحوال على يد هذا المحور الصفوي الخبيث
لا بد ان تتخلص الامة من المنافقين الصفويين حتى تبدأ نهضة امتنا

3) تعليق بواسطة :
18-05-2017 06:31 PM

لقد قاومنا ٦٥ عاما بدون تدخل الصفويين المجوس لنحرر فلسطين من ٤٨ ونحن نحرر والنتيجة تحالفات مع هذا العدو وصفقات وتامر على من تبقى من ابناء الامه الذين يرفضون الخنوع والذلة لهذا الكيان المسخ
لان ابن خلدون قالها: المغلوب مولع دائماً بتقليد الغالب
حتى لو كانت على كرامته
اعذار واهية وباهته وتملق ساذج بالعداوة مع بلد مسلم ينعت بجميع الموبقات ....

4) تعليق بواسطة :
18-05-2017 06:50 PM

أليس بلد مسلم يا محرر
من قال أشهد أن لا اله إلا الله وحده و محمد رسول الله
فهو مسلم متفق عليه بجميع المذاهب الإسلامية

5) تعليق بواسطة :
18-05-2017 07:37 PM

ليس للعرب اي مشكله مع ايران داخل حدوده.بدأت مع تدخل ايران في اربع دول عربيه ولعلمك ايها الكاتب هذا التدخل ليس شطاره في ايران او بسبب قوتها العسكريه انما بضؤ اخضر من امريكيا واسرائيل ليس حب في ايران او ان ايران دوله وظيفيه او تأمر بل من اجل سببين1•استنزاف ايران ماديا عسكريا اقتصاديا..الخ2•خلخلة وتدمير واحداث فوضى في كل من العراق واليمن وسوريا.يعني التوافق الامريكي الايراني هو توافق مرحلي تكتيكي

6) تعليق بواسطة :
18-05-2017 07:40 PM

مرحلي وليس دائم استراتيجي وكما اسلفت من اجل السببين اعلاه.سيحصل مع ايران كما حصل مع حركة طالبان استخدمت من قبل امريكيا لاخراج الروس من افغانستان وبعد ذلك حاربت امريكيا طالبان..تحياتي لك

7) تعليق بواسطة :
19-05-2017 03:17 AM

...Iran had a historical opportunity to show that it is an honest leader in the region after the occupation of Iraq. Instead, Iran decided to add gasoline to fire in Iraq by installing Maliki and his thugs to rule and take revenge on Iraq and the Iraqi people

8) تعليق بواسطة :
19-05-2017 03:23 AM

Iran is heavily responsible for making the situation and conditions in Iraq much worse after the occupation for most iraqies by supporting the thuggish government of Maliki. That is a fact. Also, it is rather disturbing that the writer categorizes Arabs who are against Iran's interference in Arab affairs as if they were supporting Israel. That is utterly dishonest and incorrect

9) تعليق بواسطة :
19-05-2017 03:30 AM

One can be against Iran, against Israel, against the US interference in the Arab World and occupation of Iraq, against the against the bloody regime in Syria, and against the rest of the Arab regimes that enslave their people all at the same time. What is right is right and what is wrong is wrong, no matter who is behind it. Israel, Iran, Russia, USA, and the Arab regimes are all wrong PERIOD

10) تعليق بواسطة :
19-05-2017 03:45 AM

It is amazing that the tribal politics that governed the attitudes of Arab politicians and so-called intellectuals in the 1960s still govern the attitudes of the current generation .. These are the attitudes that brought us to this miserable state we are in today. The attitude of the writer is simply "My tribe is above reproach, and all other tribes must be immoral cowards

11) تعليق بواسطة :
19-05-2017 10:46 AM

الكاتب يقول ليه يا حكومات العرب ليه ما تقفوا مع ايران ضد شعوبكم ليه تتضايقوا لما ايران تفجر في بغداد وتتحرش بالحدود مع الجيش العراقي وليد دعمتوا العراق والمفروض تدعموا ايران ... ويؤكد الكاتب ان ايران هي ام العرب ولكن لا نعلم .... ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012