14-08-2011 05:55 PM
كل الاردن -
حسان الرواد
في مشاجرة اعتيادية قد يكون سببها أنه نظر إليه محدقا به, فرد عليه لاكما وجهه... ففزع من في البيوت للتتطور إلى مشاجرة جماعية يشترك فيها العشرات فتتفوق على بعض المسيرات في عددها وضحاياها... فيقع قتلى ويجرح العشرات ثم سرعان ما ينتهي الأمر بفنجان من القهوة وعليه تطوى الصفحة...
في مسيرات الحراك الشعبي المستمرة في الأردن, وفي الكرك تحديدا, وقع اعتداء (نأسف له) على منظمي المسيرة يوم الجمعة, وكان من نتائج هذا الاعتداء عشر اصابات خفيفة, واحدة منها فقط حسب ما تناقلته وسائل الإعلام استدعى نقلها للمستشفى لتلقي العلاج وهي إصابة بسيطة كما ذكر الخبر...
لكن الملفت في الأمر هو الاهتمام البالغ من قبل وسائل الإعلام بهذه الحادثة وضخامة العنوان الذي حمله الخبر مقارنة بما حدث, فكان خبرا رئيسيا في جل المواقع الاخبارية وانتشر انتشار النار في الهشيم, ناهيك عن التعليقات الخبيثة التي كانت تنشر من قبل المعلقين المجهولين ...؟؟؟ لتستثير حميّة المواطنين في الكرك و المحافظات الأردنية الأخرى من باب الفزعة...؟!
من المؤكد أن من يعشق وطنه فلن يتردد في التضحية بحياته في سبيل ذلك, وستهون عليه الدنيا عندئذ فداءً له ليبقى حرا عزيزا منيعا, ومن يخرج بتلك المسيرات السلمية المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد وهي مطالب مشروعة يتوقعون بكل تأكيد أكثر من ذلك بكثير, ومن يخرج من أجل كرامة وطنه لا تهمه الحسابات الأخرى رغم كل المنغصات ما دام هدفه سامٍ بكل تأكيد, ولا يرى غير الطرق السلمية بديلا ونهجا ثابتا لخيار تحقيق الإصلاح, لذلك عليه أن يصبر ويتحمل فالوطن يستحق أكثر من ذلك, كما أنه من المهم جدا عدم إعطاء الفرصة لكائن من كان أن يحوّل تلك المسيرات لصدام قد يمتد بسرعة كبيرة لا يعرف أحد منا نتائجه فندخل في دوامة صراعات أطرافها داخلية وخارجية وحساباتها من غير شك كثيرة ومؤلمة وضبابية ...
إن من أبرز وسائل احتواء الحراك الشعبي العربي هي الفوضى والعنف التي يسعى المتآمرون حقا لتحقيقها في بلادنا فيختلط الحابل بالنابل, فتتحول تلك المسيرات من سلمية إلى مواجهات دموية ومشاريع حروب أهلية تطحن ما بقي من مكاسب وتحول المسار بالكامل فتضيع كل الجهود, وهو ما يسعى إليه كل من لا يريد لهذا البلد خيرا.
علينا أن لا نضخّم صغائر الأمور, وأن لا ننجر إلى كل ما من شأنه أن يطلق شرارة الفتنة التي يسعى إليها الساعون بكل جد ومكر وخبث, ولتعلم كل الأصوات الغيورة المنادية بالإصلاح والعدالة في كل مدن المملكة أن هذه الاعتداءات التي تحدث بين فترة وأخرى ما هي إلا إرهاصات ومؤشرات لحالة الضيق التي وصل إليها رموز الفساد الخائفون من يوم الحساب, فهم حريصون على إفساد كل الأمور لتتغيير الأهداف وتخلط الأوراق... ومن هنا فعلينا أن لا نعطيهم الفرصة لتحقيق ما يريدون...ويجب أن لا ننسى أنهم العائق الأكبر والأهم في طريق الإصلاح ... لذلك علينا أن نتوقع منهم الكثير وأن لا نستغرب منهم شيئا.
rawwad2010@yahoo.com