أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


الانتخابات: مجتمعات بلا قادة وقادة بلا قواعد اجتماعية

بقلم : إبراهيم غرايبة
03-06-2017 01:07 AM
تظهر الانتخابات النيابية والبلدية، وعلى نحو متكرر لم يتغير إلا قليلا، أن المجتمعات لا تكاد تعرف قادة ونخبا تمثلها وتحمل تطلعاتها إلى الإصلاح والكرامة، وتجد خياراتها محصورة بين نخب لم تعد تمثلها وحراك عشائر لم تعد عشائر ولا تملك قادة وممثلين حقيقيين، وربما تكون هذه أزمة الإصلاح اليوم؛ فالأفكار والبرامج والهموم الإصلاحية بلا نخبة تحملها وتحرك الطبقات والمجتمعات المناصرة والمؤيدة. ثمة أفراد وطبقات ومجموعات وفئات اجتماعية وثقافية تملك رغبة في الإصلاح، ولا تثق بالنخبة السياسية والاقتصادية المهيمنة على النفوذ والموارد والتأثير ولا تعوّل عليها أن تنجز شيئا إصلاحيا، ولا تثق أيضا بمعظم إن لم يكن جميع المعارضة السياسية.

لقد أفلحت النخب السياسية والاقتصادية في الهيمنة على الفرص والموارد المنشئة للقادة والتجارب والكفاءات، وربما يكون صعود التشكلات والروابط القرابية والدينية تعبيرا عن الأزمة وليست ظاهرة مستقلة بذاتها، مجرد ملء للفراغ الناشئ من سقوط النخب وانحسار الثقة بها، ولكنها تحولت إلى إنتاج للفراغ والخواء، والأزمات الاجتماعية والسياسية!

في هذه المرحلة الانتقالية أو الوقت الضائع بين مرحلتين لم تتقدم بعد نخب فاعلة وموثوقة تقود المجتمعات نحو أهدافها وتطلعاتها التي صارت أكثر وضوحا وإلحاحا من قبل لأن هذه النخب المفترضة لم تنفك بعد عن النخب المهيمنة والمهددة بالزوال أو أنها لا تملك الدافع والقدرة على التضحية والمواجهة لأجل الإصلاح، وفي الوقت نفسه فإن المجموعات والقيادات الشابة والناشئة في هذا الحراك القائم لم تكتسب بعد الرؤية الواضحة لما تريده ولا تريده ولم تثبت نفسها كقيادة بديلة تنافس في الانتخابات والتأثير والتجميع، ولا تملك أيضا الموارد الكافية والضرورية للعمل والاستقلال... كيف تحقق المجتمعات استقلالها المنشئ لقيادات ونخب صقلتها أولويات المجتمعات وأهدافها؟ كيف تحل نخبة محل أخرى بهدوء؟

يصف المفكر الهندي ديبانكار غوبتا حالة في الهند يسميها 'حداثة غير عصرية' ويعني بها حالة تقدم علمي وتقني واقتصادي لكنه يكرس الفشل والفساد بوعي وذكاء. المسألة كما يراها أن الطبقات التي تتمتع بالامتياز أكثر من غيرها، والتي تبدو على أنها الأفضل لإدخال الحداثة، هي في الحقيقة ليست مهيأة للقيام بهذا المشروع، فهذه الطبقات هي الراعية للفساد والتبعية.

وعلى الرغم من ذلك فإن الحداثة برأي غوبتا ستأتي رغما عن هذه النخب لأن حتمية التطور والصراع سترغمها على إفساح المجال لأولئك الذين كانوا حتى الآن على هامش التطور الاقتصادي والاجتماعي.

تجادل النخب اليوم لأجل الدفاع عن نفسها ومكتسباتها والتأكيد على أن المجتمعات في بنيتها الثقافية والاجتماعية ترفض الإصلاح والعدالة والرابط القانوني وتتمسك بالروابط القرابية والدينية وبالأسلوب الريعي والرعائي في توزيع الفرص والموارد، وهي في ذلك تملك أمثلة صحيحة.

لكن من الملوم في عدم استقلال المجتمعات وعدم تمكينها من المشاركة في المسؤولية والارتقاء بسلوكها ومواردها؟ ولماذا بقيت المجتمعات بعد عقود من قيام الدولة الحديثة عاجزة عن إدارة وتنظيم نفسها واولوياتها واحتياجاتها وعلاقاتها بالدولة والقطاع الخاص؟ هل كانت النخب السياسية والاقتصادية تنتمي إلى مجتمع آخر مختلف؟ وهل جاءت من بيئة أخرى؟
اليوم، ونحن نواجه استحقاقات الإصلاح التي لم يعد ثمة مفر منها ونفكر في مستقبل البلاد، تطل علينا التحديات نفسها التي كانت قائمة عشية قيام واستقلال الدول مضافا إليها الخراب الثقيل والمتراكم الذي مارسته النخب في المدن والأسواق والمؤسسات وقيم العمل والتنافس والاستهلاك وفي تشويه وتدمير العلاقات بين الدولة والمجتمع والسوق والمدن.

اليوم نفكر كما كان يجب أن نفكر أو فكرنا قبل قرن من الزمان في تحديات التعليم المتخلف وتمكين المرأة التي ما تزال لا تحصل على حقوقها في الإرث والعمل والاجور، وفي التحديات الاجتماعية والصحية التي تعوق الانتاج والتشكل الاجتماعي المديني الملائم للتحديث ودولة ومجتمعات القانون. لكن معركتنا اليوم أشد بأسا وألما لأننا في مواجهة نخب تحمي التخلف بذكاء تحسد عليه وإمكانيات هائلة لصناعة وتطوير التخلف والريعية والرعائية!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012