06-06-2017 09:00 PM
كل الاردن -
{الولايات المتحدة الأمريكية لديها مليون جندي منتشرون في العالم وهي تمتلك التكنولوجيا الحديثة والصواريخ البعيدة والقريبة والبوارج والغواصات والأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، وهي أكبر دولة مديونة في العالم ولكن من أجل مصالحها لم نسمع من طالب بإعادة 'هيكلة' قواتها المسلحة وتخفيفها حتى تصبح بوزن 'الريشة'، أو من يطالب باختصار مهامها بمكافحة الإرهاب وترك الواجب الرئيس لكل جيوش العالم التي تحمي الدولة والشعب وتترك مكافحة الشغب والإرهاب لجهات خفيفة رشيقة سريعة الحركة كما يحب البعض وصفها}
لا شك بأن مصطلح 'الهيكلة' أصبح نذير شؤم لدى الشعب الأردني خاصة مع ترافقه بمصطلح 'برامج الخصخصة' الذي طبق على معظم القطاعات التي كانت تشكل عماد الاقتصاد الوطني الأردني، حتى بات الوطن اليوم مهددا اقتصاديا وماليا، وما يتبع ذلك من تهديد وابتزاز سياسي في منطقة أصبحت تنام على حدود وتصبح على دمار وإعادة تشكيل .
قبل أشهر سمعنا عن إعادة هيكلة أجهزة عسكرية أو أمنية 'وحتى أكون دقيقا' تم التوجيه لقادة الأجهزة بإعادة 'الهيكلة'، وعلى المستوى الشخصي لا أعرف عن هذا الموضوع سوى تغيير المسميات والتشكيلات الداخلية وأحيانا قد يرافق ذلك الاستغناء عن بعض الأسماء التي سرعان ما تعود أسماء أخرى لنفس المواقع بأسماء ومهام مختلفة شكلا فقط .
ما يهمني اليوم هو الحديث عن إعادة هيكلة القوات المسلحة الأردنية، لتتماشى مع متطلبات العصر وحتى يصبح 'الجيش رشيقا' وخفيفا وسريع الحركة ومستعدا للتصدي 'للإرهاب' في أي مكان وفي كل زمان، وهذا مطلب حق عندما يصبح الأردن دولة مثل 'السويد' وعندما تنتهي المهددات الحقيقية للدولة والشعب، وعندما تعود فلسطين لأهلها من البحر إلى النهر، وعندما يتوقف المد الشرقي والغربي الذي يستهدف الأردن كما يستهدف الكثير من أوطاننا العربية .
الولايات المتحدة الأمريكية لديها مليون جندي منتشرون في العالم وهي تمتلك التكنولوجيا الحديثة والصواريخ البعيدة والقريبة والبوارج والغواصات والأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، وهي أكبر دولة مديونة في العالم ولكن من أجل مصالحها لم نسمع من طالب بإعادة 'هيكلة' قواتها المسلحة وتخفيفها حتى تصبح بوزن 'الريشة'، أو من يطالب باختصار مهامها بمكافحة الإرهاب وترك الواجب الرئيس لكل جيوش العالم التي تحمي الدولة والشعب وتترك مكافحة الشغب والإرهاب لجهات خفيفة رشيقة سريعة الحركة كما يحب البعض وصفها .
نحن في الأردن قدرنا أن تدار الأمور بعيدا عن 'العقل الجمعي' و قدرنا أن نبقى أسرى القرار الفردي والنتيجة كما يشاهد الجميع، أليس الأولى أن نطالب اليوم بتشكيل مجلس أمن وطني حقيقي يأخذ على عاتقه التخطيط للأمور التي تتعلق بالدولة والشعب وثوابتها مثل الهوية والحدود والجيش ؟ أو على الأقل أن تشكل لجان أمن قومي في مجلس النواب والاعيان -مع عدم قناعتنا بقدرتها- في ظل قوانين انتخاب لا يمكن أن تفرز قادة رأي وفكر وسياسة وعلم .
كمواطن في هذه الدولة أطالب بإعادة هيكلة الجيش وزيادة عدد أفراده وضباطه بحيث لا يقل عن 150 ألف واستحداث مزيد من الفرق الثقيلة موزعة على حدود الدولة خاصة تلك المواجهة للعدو الصهيوني، وأطالب أيضا بزيادة قدرة سلاح الجو والقوات الخاصة وكل هذا لا يمنع من وجود فرقة خاصة بمكافحة الإرهاب مع العلم أنها موجودة منذ سنوات وتكفي لمهمات الداخل ولسنا بحاجة إرسالهم للخارج للقتال نيابة عن أي جهة .
لنتذكر جميعا أن الجيش عمود البيت فلا مبرر أبدا لتقليص العدد أو تغيير العقيدة القتالية له، أعداؤنا كثر وعقيدتنا هي مقاتلة العدو الصهيوني وتحرير المقدسات والمحافظة على الوطن والشعب في المقام الأول، وليس من أولوياتنا أبدا بناء مزيد من الأسواق ودور الأزياء .