14-06-2017 09:00 PM
كل الاردن -
{اليوم للأسف هناك من يحرك الشعوب كما تحرك 'العاب الأطفال' فعند مجرد قراءة بيان أو نشر خبر صغير تبدأ حالة الهيجان والاستنفار، وإن تبع ذلك أغنية 'حربية' يرتفع ضغط الدم العربي وتستعد العائلات الحدودية للهجرة، وإن كان الوضع داخليا تبدأ رؤوس الأموال بالهرب وتجهيز الحقائب، فقط بعد سماعهم بيان حتى لو كان على لسان أصغر موظف في الخارجية الأمريكية ومن يتبع لها من موظفي الدول الحليفة والصديقة كما تسمى 'تهكما'}
كثيرا ما نطرح أسئلة ونحتار بالإجابة عليها –هذا قبل الربيع العرب – أما اليوم فلم يعد هناك سرا فقد انكشف المستور والمخفي، وأصبح الشيء المخفي فقط هو صوت المواطن المتألم والصابر على الابتلاء ولا يقوى على رفع صوته إلا في الدعاء بينه وبين نفسه لعل وعسى تكون ساعة استجابة يرفع فيها الظلم عن هذه الأمة كبيرها وصغيرها فقيرها وغنيها .
كنا سابقا نقول إن ما يحرك الشعوب 'الجوع والظلم' وهذا لا ينتج إلا من خلال انتشار الفساد والأحكام العرفية وعزل القضاء أو إضعافه، فقط عندها قد تتحرك الشعوب نحو حريتها بدافع داخلي تقدم التضحيات من الشعب للشعب، وهنا يمكن أن يطلق عليها ثورة الظلم والبحث عن الحرية وليس بالضرورة أن تنجح بتغير الحال على المدى القصير إلا أنه من المؤكد نجاحها في المدى الطويل، وما حصل في الغرب أكبر دليل على ذلك .
اليوم للأسف هناك من يحرك الشعوب كما تحرك 'العاب الأطفال' فعند مجرد قراءة بيان أو نشر خبر صغير تبدأ حالة الهيجان والاستنفار، وإن تبع ذلك أغنية 'حربية' يرتفع ضغط الدم العربي وتستعد العائلات الحدودية للهجرة، وإن كان الوضع داخليا تبدأ رؤوس الأموال بالهرب وتجهيز الحقائب، فقط بعد سماعهم بيان حتى لو كان على لسان أصغر موظف في الخارجية الأمريكية ومن يتبع لها من موظفي الدول الحليفة والصديقة كما تسمى 'تهكما' .
نحن في عالمنا العربي لا نقوى إلا على شيء واحد، اقتتال داخلي وتصفية معارضة إن وجدت في أي دولة، والاقتتال الداخلي هنا المقصود به تدمير الأمة العربية الإسلامية بأيدي أبنائها وليس بأيدي الأعداء، والمطلوب فقط صدور التعليمات للبدء، سواء من الأسياد أو من شركات الأسلحة، أما المعارضة الداخلية فليس المطلوب أكثر مما يحدث في سوريا أو مصر أو غيرهما، فقط دعم عربي داخلي وسلاح خارجي، المهم أن القرار والأدوات ليست عربية، فقط نحن ندفع الأرواح وثمن السلاح الذي يقتل تلك الأرواح والأنظمة الديكتاتورية 'هنية ومحمية' ما دام الأسياد راضون عنها .
ببساطة الشعوب اليوم لا تتحرك إلا بالايحاء والاستعداد والدعم الخارجي، ولنتذكر كيف خرج ملايين المحتجين في مصر ضد الرئيس الشرعي وكيف كانت نهاية المحتجين على الانقلاب، وفي نفس الوقت لننظر ما يحصل في العراق وسوريا واليمن، وما قد يحصل في الخليج العربي، وكل ذلك والشعوب براء حتى هذه اللحظة وأن ما حدث في تونس لم يكن إلا شرارة استغلت أبشع استغلال ومازلنا ندفع الثمن .
ولعلي أختصر القول، كنا نقول أن الأنظمة العربية تحركها القوى التي أوجدتها كيفما تشاء، واليوم للأسف أصبحت الشعوب العربية أيضا تنتظر تلك القوى لتتحرك ضد أنظمة ديكتاتورية مستبدة تحكم من عشرات السنين، فلم يعد يكفي أن يتذمر بعض أفراد الشعب أو يعارضوا سياسيا لأنهم سيدفعون الثمن غاليا، و اخشى ما اخشى أن تصل الشعوب إلى حالة قبول الدمار والخراب من أجل القضاء على نظام حكم لم يعد في نظرهم سوى نظام ظالم وديكتاتور ونهاب لخيرات وطنهم ومن يلتفت حوله سيجد حقيقة هذا الواقع المؤلم .