17-06-2017 09:00 PM
كل الاردن -
{عندما يصبح هناك خلاف بين من تم اختيارهم كمساعدين ومنفذين لخدمة تلك العائلات عندما يتصارعون أو يتسابقون للحصول على أكبر قدر من الامتيازات لهم و لأبنائهم حتى اعتبر البعض أن ذلك 'حق مصان لهم' ما دام قال يوما كلمة أو وقع كتابا أو سمسر لراعي المزرعة}
كل يوم يتأكد المواطن العربي أن زمن الإقطاع والعبيد عائد بقوة، وأن ما يسمى دول ما هي إلا مجرد إقطاعيات ومزارع لعائلات حاكمة تقرب لها عدد من المساعدين وتستبدلهم بين الحين والآخر حسب لون البشرة واللغة وربما الجنس بما يحقق مصالح تلك العائلات دون أدنى اعتبار 'للعبيد' الذين يتم التكرم عليهم بمكرمات ملكية أو أميرية أو جمهورية، فلا اختلاف بينهم إلا بالتسمية ولا اختلاف في العبيد إلا باللهجة وجواز السفر الذي يتنقل به من مزرعة لأخرى بحثا عن عمل أفضل في إحدى المزارع.
العبيد في عالمنا العربي راضون في أغلب الحالات عن تلك العائلات المالكة لهم ولكل ما يملكون حتى أرواحهم وأحلامهم، لكن البعض من العبيد أحيانا 'يغضب' أو لنقل ياخذ على خاطره عندما يصبح هناك خلاف بين من تم اختيارهم كمساعدين ومنفذين لخدمة تلك العائلات عندما يتصارعون أو يتسابقون للحصول على أكبر قدر من الامتيازات لهم و لأبنائهم حتى اعتبر البعض أن ذلك 'حق مصان لهم' ما دام قال يوما كلمة أو وقع كتابا أو سمسر لراعي المزرعة.
المضحك المبكي أحيانا عندما يخرج على العبيد من يزاود عليهم في الانتماء للأوطان 'عفوا المزارع' أو الولاء للنظام أو الأصح 'للسادة' ويشعرنا أنه الباني لهذا الوطن ولولاه لما كان هناك وطن ولا شعب، لا بل ربما يستكثرون علينا وجود التراب والحجارة، حتى وصل الأمر ببعضهم ربط الدولة والشعب به شخصيا، فإن ذهب ذهبت الدولة أو المزرعة كما يجب وصفها، ولم يعتبر من التاريخ بأن 'الحجر الصغير' اثبت على هذه الأرض منه ومن كل ما يملك وما نهب من حق العبيد.
في الغرب كان هناك ما يسمى ثورة العبيد، ولعلي لا استبعد أن نشهد مزيدا من ثورات العبيد في كل دولنا العربية أو مزارعنا، ولكن ليست ثورات التقسيم والتدمير التي تدار من كل أجهزة الاستخبارات العالمية والعربية، بل ثورات تدار من قبل 'الظلم والقهر' والألم الذي يعيشه العبد العربي ويزداد يوما بعد يوم في ظل اقطاعيات أسرية صالت وجالت دون حسيب أو رقيب.
يقال أن التراجع أحيانا لا يعني الفشل والإحباط بل يعتبر الخطوة الضرورية للانطلاق بقوة 'على مبدأ اطلاق السهم' فهل نشاهد بعض الخطوات لتراجع تلك العائلات الحاكمة عن اعتبار دولنا مزارع و إقطاعيات ووقف التوريث والنهب والمحاصصة، واعتبار أن هناك شعوب مواطنين لهم حقوق وليسوا عبيدا ما عليهم إلا السمع والطاعة ودفع الجزية ؟.