أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


شكرا لك أرييه إلداد..؟؟

21-08-2011 09:08 AM
كل الاردن -



حسان الرواد

    في لقائه الأخير على قناة الجزيرة الفضائية وفي برنامج بلا حدود بتاريخ 7/5/2008 وقبل وفاته ببضعة شهور قال المفكر العربي الكبير المصري عبد الوهاب المسيري (رحمه الله) صاحب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية عندما سئل في بداية الحلقة التي حملت عنوان ( مستقبل إسرائيل وإرهاصات نهايتها) عن الواقع في (إسرائيل) بعد ستين عاما من اغتصابها لفلسطين فرد قائلا:' الواقع متدهور...وأنا دائما مصادري ليست الصحف العربية ولا بقدر الإمكان الأمريكية, مصادري دائما الصحف الإسرائيلية...' وأثناء مقاطعة الإعلامي أحمد منصور له بقوله:' هل الصحف الإسرائيلية تعكس حقيقة الواقع الإسرائيلي...' أجابه بقوله:' الصحف الإسرائيلية تعكس الفوضى الإسرائيلية, لكنها بالمناسبة من أكثر الصحف حرية في العالم؛ بمعنى أن هامش الحرية بالنسبة للصحف الإسرائيلية شيء مدهش للغاية, وبالتالي فهي مصدر خصب للغاية للمعلومات'.

من خلال تلك المقدمة أردت الوقوف على خبرين مهمين نشرتهم الصحف الإسرائيلية خلال بضعة أيام وكلا الخبرين يتعلقان بالأردن...

في الأسبوع الفائت نشرت صحيفة (هآرتس) مقابلة صحفية مع الصهيوني المتطرف أرييه إلداد عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس جبهة (من أجل أرض إسرائيل) المتطرفة التي تضم أكثر من أربعين عضوا من الكنيست والوزراء, حيث تحدث بكل وقاحة عن إعادة طرح المخطط الإسرائيلي القديم الجديد الذي يعتبر الأردن الوطن البديل للدولة الفلسطينية... كما لم تخلُ تصريحات هذا المتطرف من الإساءة الواضحة لسيادة الأردن ووحدته الوطنية من حيث ربطه الخبيث بين الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح ومخطط الوطن البديل باعتباره سينتج الدولة الفلسطينية على حد وصفه, كما أنه أساء لرمزية الدولة الأردنية من خلال قوله:' إن مجرد البحث في هذا الموضوع يسبب ضررا لإسرائيل في علاقتها مع الأردن, لكن من وجهة نظري فإن ملك الأردن لن يبقى طويلا في الحكم ومن الخطأ الرهان على حصان ميت وهذا الفرق بيني وبين صناع القرار في إسرائيل ويخيل لي أن الكثيرين منهم سيرحبون علنا أو سرا في إقامة دولة فلسطينية في الأردن'

وعلى أمل أن يخرج من الجانب الرسمي الأردني ردة فعل على تلك التصريحات التي تهدد كيان الدولة الأردنية من شخصية تمثل تيارا واسعا في الكيان الصهيوني...أو أقلها أن يخرج تصريح من مجلس النواب الأردني (الذي رفض بغالبيته شمول الدقامسة بالعفو العام) للرد على تلك التصريحات نفاجئ بالخبر الآخر الذي لم تنفيه المصادر الرسمية الأردنية و نشرته صحيفة (يديعوت احرونوت) الإسرائيلية نقلا عن مصادر غربية في أن الأردن قد زود الجانب الإسرائيلي بمعلومات عن إمكانية وقوع عملية عسكرية في مدينة إيلات وهو الأمر الذي وقع في نهاية نفس الأسبوع ...

وبالعودة للمفكر المصري المسيري الذي ذكر أن هامش الحرية لدى وسائل الإعلام الصهيونية كبير وأنها مصدر خصب للغاية عن المعلومات؛ فإننا ندرك حقيقة مفادها أن تلك الصحف لا تتردد كثيرا في إحراج حلفائها أمام شعوبهم رغم الخدمات التي تقدم لهم ولأمنهم...

ثم في الوقت الذي كنا نأمل من وزارة الخارجية الأردنية, أو أي مسؤول أردني إدانة تصريحات المتطرف أرييه إلداد التي مست وجود وكيان الدولة الأردنية ورأس هذه الدولة إلا أننا لم نسمع شيئا يرد الاعتبار...أما مجلس النواب فقد نجح كثيرا عندما رفض بغالبية أعضائه شمول أحمد الدقامسة في العفو العام حرصا منه على علاقة الأردن الرسمية بالكيان الصهيوني... لكنه أي المجلس فشل بامتياز بالرد على تلك التصريحات التي أساءت لمشاعر كل الأردنيين ومليكهم...

بصدق أشكرك أرييه إلداد... فقد أنعشت ذاكرتنا, وكنا قد نسينا أن عدوا لنا يقبع خلف النهر ما زال متربصا بنا, وعينه لم تغفل عنا يوما كما غفلت عنه عيوننا وقلوبنا, فقد نامت وصامت عنه ألسنة وعقول وقلوب وعيون مسؤولينا التي قرّت أعينهم منذ عقود, فاكتفوا بالانشغال فينا وفي أحلامنا يرقبون كل همساتنا وتسبيحاتنا...حتى تناموا قريري الأعين...

شكرا لك إلداد...وأنت ما زلت تذكّرنا بأننا مستهدفون منكم رغم تسليمنا ومعانقتنا وودنا الحميم لكم صباح مساء...شكرا لك لأنك وكنيسكم تذكروننا بأن مجلس نوابنا (المنتخب) قد رفض بغالبية أعضائه الإفراج عن أحمد الدقامسة حرصا على مشاعركم المرهفة في حين أنكم تصوّتون بديمقراطيتكم التي تعبرُّ فعليا عن شارعكم وأفكار مواطنيكم, فتصوّتون دون حرج منا لصالح قرارات إزالتنا عن الخريطة...

ليت عندنا من النواب من يحمل فكرك المتطرف يا إلداد, ليت نوابنا كنوابكم يردون القانون بقانون والتصريح بتصريح والمؤتمر بمؤتمر... فلربما ما تجرأتم علينا كل يوم, ليت عندنا مثلك يا إلداد ومثل جبهتك (من أجل أرض إسرائيل) تحت قبة برلماننا (المنتخب) تفكر كما تفكرون بغيرة وحرقة على مستقبل (البلاد) بعيدا عن كل المعاهدات المحترمة من جانب واحد... نقدر ديمقراطيتكم لأنها حقيقة غير مزيفة وأعضاء الكنيست عندكم يعبرون عن نبض كل مهاجر ومستوطن قد صوّت لهم, فلا  تحرككم أصابع من جاءت بكم زورا وبهتانا فترتهنون لهم, فأنتم مرآة صادقة لشعبكم...؟؟

قبل أيام يا إلداد وأثناء استراحة ما بين صلاة التراويح, خرج أحد المصلين يلقي لنا درسا, لكنه اختلف كثيرا عن الدروس والخطب التي نسمعها منذ سنوات وتحديدا بعد اتفاقية وادي عربة, فقد ذكّرنا هذا الشيخ بحقيقة الصراع الذي بيننا وبينكم والذي ما عاد يذكر على المنابر أو بعد الصلوات حرصا على مشاعركم وصونا للعهد الذي بينكم وبينهم...حقيقة هذا الصراع الأزلي صراع العقيدة لا صراع الأرض والحدود..حقيقة أنكم العدو الأوحد لنا المغتصب لكل فلسطين والمصُدّر لنا كل أزماتنا ومصائبنا... حقيقة أنكم العدو والسرطان المتآمر علينا وعلى الشعب الفلسطيني...بصراحة وأنا أستمع لهذا الشيخ يا إلداد شعرت بأني أسمع هذا الكلام لأول مرة ...

أقولها لك يا إلداد وأنا من أصول أردنية, لم ولن يكن الفلسطيني يوما عدوا لي أو مصدر تهديد لوجودي...و مهما نفثتم من سموم لن تغيروا واقعا وحقيقة تقول أنكم عدونا الأوحد, فأنتم فقط الغرباء اللقطاء الذين جاؤوا من كل بقاع الأرض لتكونوا غربي النهر ونحن شرقيه, فيتحقق الوعد الإلهي الذي تعرفونه...ألا إن وعد الله حق يا إلداد.

  rawwad2010@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-08-2011 09:28 AM

وأنا أقول.. شكراً لك يا حسان

2) تعليق بواسطة :
21-08-2011 05:20 PM

" لتكونوا غربي النهر ونحن شرقيه, فيتحقق الوعد الإلهي الذي تعرفونه...ألا إن وعد الله حق يا إلداد." .. افهم بأن فلسطين العربية .. ستُفرّغ من اهلها .. الى الاردن!؟ وبعدين نهجم !؟!؟؟؟!!؟؟!!!؟؟!؟!؟

وليت كل شيء بالتمني ............ آخي الكاتب

3) تعليق بواسطة :
21-08-2011 09:16 PM

بارك الله فيك وفي قلمك وجعلنا الله من اصحاب الصف الاول في قتال الصهاينه, والى الاخ رقم ٢ اقول .. توكل على الله اهل فلسطين باقين فيها باذن الله رغم كل الصعاب وكلام الكاتب ليس فيه اي تمني بل عقيده صحيحه وايمان كبير بالله

4) تعليق بواسطة :
21-08-2011 11:11 PM

Quote:أقولها لك يا إلداد وأنا من أصول أردنية, لم ولن يكن الفلسطيني يوما عدوا لي أو مصدر تهديد لوجوديEnd Quote

It seems you are too young to remember Black September when Palestinian CIVILIANS, thinking that the militias will win, stopped paying rent to their Jordanian landlords or that they used to stand on a hill overlooking Jordanian houses and start dividing them up amongst them.

You are not too young to remember the Palestinian response to the Iraqi invasion of Kuwait. I imagine that they would have the same reaction if it happened to Jordan.

I live in north America but when watching the Jordanian Satellite TV you would think that there are no Jordanians left in Jordan and you are watching a Palestinian TV channel.

I have two kids that I would like to learn the Jordanian accent but I can't do that through TV because they will learn a hybrid Palestinian accent instead.

Palestinians have failed to confiscate houses in the Seventies but they were successful in confiscating our culture.

I sincerely wish that Israel is defeated just to be rid of our Palestinian problem but it seems that, even if Israel is gone, we will still have the lasting scars of their presence. Our culture is dying with the death of its living memory (our grandparents) and the Palestinian-run cultural institutions of Jordan do not care. And Jordanians like you are too BLIND to see that.

5) تعليق بواسطة :
22-08-2011 12:57 AM

im shocked that you live in the states and still have this mentality, with all due respect , ramadan kareem

6) تعليق بواسطة :
22-08-2011 03:50 PM

What should I do? Should I just deny everything that I've witnessed and say everything is OK?

From living in North America I've witnessed firsthand that Palestinians DO NOT regard Jordanians as fellow countrymen. It does not matter to them that they lived in Jordan or carry a Jordanian passport. The Palestinians I've met here sincerely believe the lie that Jordanians are all Bedouins .Who do you think taught them to regard us in this way??

Can you deny that there is a systematic neglect of the Jordanian identity on the "Jordanian" TV and radio?

This is not a "mentality" issue but a pragmatic assessment of the facts on the ground.
With all due respect to you,
Allah Akram!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012