أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


اتساع الهوة بين الحاكم والمحكوم يزعزع الاستقرار السياسي للدولة الأردنية

22-08-2011 09:09 AM
كل الاردن -



الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة

الأردن دولة فقيرة الموارد قليلة الإمكانات شعبه شعب أبي منتج عزيز كريم جعل من دولته ربما الأفضل والأكثر تقدما من سائر الدول العربية النفطية وغير النفطية، فجامعاته هي الأفضل عربيا وضمت في جنبتاها وأروقتها طلبة من كافة الدول العربية والإسلامية وخريجي هذه الجامعات منتشرون في سائر الدول العربية ،والمستشفيات الأردنية تشكل قصة نجاح أخرى لما تمثله من مستويات متقدمة في الكفاءة والخدمة الطبية ،أما القوات المسلحة الأردنية فحرفيتها معروفة وهي مشهود لها بأنها أكثر الجيوش العربية مهنية وتشكل بيت خبرة للكثير من الجيوش العربية. المعطيات آنفة الذكر تشكل مصدر اعتزاز كل أردني وما كان لهذه الإنجازات أن تتحقق لولا مواظبة ونشاط وكد الأردنيين الذين يسطرون بعرقهم وجهدهم تاريخ الأردن الحديث .

الأردنيون مكافحون مجاهدون بسواعدهم يعلون البنيان، ويعمرون السهول والوديان، ويزرعون الجبال بلا كلل ولا تذمر من ضيق ذات اليد أو ارتفاع فواتير الكهرباء والماء والرسوم والضرائب. ما يوجع الأردنيون ويؤلمهم هيمنة فئة أو شريحة من الانتهازيين ومصاصي دماء الشعب على مواقع صنع القرار في الدولة وسيطرتهم على موارد الدولة وتوجيهيها لخدمة مصالحهم وشركاتهم وأقاربهم ومحاسيبهم .هذه الفئة الانتهازية أصبحت تشكل عازلا وحاجزا بين أولي الأمر والقيادة السياسية للدولة وبين الشعب بقواعده الاجتماعية والأكاديمية والعمالية والنقابية والطلابية والحزبية والعشائرية. لم تعد قنوات المعلومات والتغذية الراجعة عن أحوال الناس وأوضاعهم ورضاهم ومعاناتهم ومظالمهم والتجبر بهم من مراكز القوى المسيطرة على المواقع القيادية في الحكومة أو في الديوان الملكي تصل إلى القيادة السياسية ورأس النظام في المملكة. والحقيقية أن المعلومات عن أوضاع الناس وأحوالهم تصل بصورة معكوسة ومقلوبة ولا تحاكي الواقع المعاش للسواد الأعظم من المواطنين مما يزيد من سخط الناس ونقمتهم على النظام السياسي وقياداته العليا وبالتالي تتسع الهوة مع الزمن بين الحكام والمحكومين نتيجة لهيمنة شريحة قليلة من المتنفذين والمفذلكين من شباب الدجتل وحليقي الرؤوس.

الذي يهدد الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي في الأردن ليس الفقر ،على الرغم من أنه مقلق ومؤذي ويحط من كرامة الإنسان وقدرته على العيش عيشا كريما ، وإنما الظلم وعدم المساواة وهدر أموال الدولة التي تم جمعها كضرائب من جيوب المواطنين ووضع اليد عليها من قبل ثلة من الموظفين وأصحاب الأذرع الطويلة التي تطال المال العام بوجه حق أو بغير وجه حق .نعم هذه الفئة تسرح شرقا وغربا باسم الحكومة والديوان الملكي بعضها يوزع أعطيات ورواتب وبعثات ومنح دراسية ووظائف لشيوخ عشائر ووجهاء مناطق وسواد الناس ممن لديهم مظالم كثيرة وحقوق مهضومة لا يستطيعون الوصول لمراكز القوى ولا للديوان الملكي ولا لرئيس الحكومة.

إن الظلم والاحتقان الشعبي المتنامي نتيجة للتباين الكبير في مستويات المعيشة بين المواطنين في الأغوار والبوادي والأرياف وهوامش المدن وبين فئة البرجوازيين ذوي الصلات القوية مع أولي الأمر يولد ويؤجج السخط الشعبي على النظام السياسي وقياداته وينبئ باحتمالات كبيرة لاضطرابات وزعزعة للاستقرار السياسي في الأردن. الأردنيون يتحملون الفقر والعوز ويصبرون عليه فقد صبر آباؤنا وأجدادنا على الفقر وقلة الحيلة وشظف العيش وكانوا دوما مع القيادة ما دامت عادلة وقريبة من نبض الناس وحياتهم وهمومهم ،ولكن الأردنيون لم ولن يصبروا يوما على الظلم أو من يمكن ويسهل لفئة متسلطة تعرف من أين يؤكل الكتف أن تنتهز مقدرات الشعب وتحط من كرامات الناس وتكون شلل وشبكات من مراكز قوى التي تمارس السلطة باسم النظام السياسي . الأردنيون يحبون بلدهم وقيادتهم السياسية ولكن بنفس الوقت كبريائهم عالية وكرامتهم عزيزة ولا يصبرون على الظلم والضيم من يني جلدتهم.

الظلم والاحتقان الشعبي يتنامى أيضا بسبب عدم تطبيق القوانين على الناس بالتساوي، وبسبب فضائح الفساد المتعلقة بنهب المال العام، وبسبب تولية مواقع قيادية لأفراد ترشحوا للانتخابات النيابية وفشلوا فإذا بهم يعينوا نواب لرئيس الوزراء ووزراء لوزارات سيادية مهمة ويدخلوا مجلس النواب قبل النواب المنتخبين ، وبسبب تغول الأجهزة الأمنية وتدخلها في الجامعات وتعيينها لرؤساء جامعات يدمروا ما تم انجازه في الماضي ،وبسبب التعيينات في المواقع القيادية في الدولة استنادا لسجلات أمنية وتعاون أمني وليس للكفاءة والجدارة ،وبسبب التدخل السافر لرجالات في الديوان الملكي في إدارة شؤون الدولة ،وبسبب عدم تقديم من تحوم حولهم شبهات فساد للقضاء بسبب صلات وعلاقات مزعومة مع أولي الأمر،أليس هذا كله والكثير غيره يشكل مصادر لتنامي السخط الشعبي؟ ألا يشكل الظلم والتهميش للعناصر الوطنية الكفؤة مصدر احتقان وحقد يمكن أن ينفجر في أي وقت وبأي مناسبة ؟ألا يشكل نهب المال العام والإثراء السريع واستغلال الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب وامتيازات خاصة قنبلة موقوتة يمكن أن تزعزع استقرارنا السياسي ؟ نعم نقولها وللآسف أنه إذا ما استمرت الأوضاع بنفس الوتيرة، واستمر الظلم والتنفع والتكسب من الوظائف العامة من قبل شريحة من الشباب المدعومين المتنفذين، وإذا ما استمر التستر على عناصر الفساد والإفساد في المجتمع ،وإذا ما استمر الإقصاء والتهميش للعناصر المخلصة والجديرة من إشغال المواقع القيادية في الدولة ، وإذا ما استمر تدخل الأجهزة الأمنية في كل مفاصل الدولة فإن استقرارنا السياسي سيكون من الصعوبة بمكان المحافظة عليه وإدامته.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-08-2011 09:56 AM

يا دكتور انيس ارجو الاجابة عن بعض الاسئلة؟

من يعين في الديوان الملكي الأن؟
من يأخذ المقاعد الجامعية المخصصة من الديوان الملكي؟
من يعين الآن في وزارة الداخلية الأن؟
من وضع مكرمة لابناء المخيمات؟
والاسئلة تطول في هذا المقام
المكارم يجب ان تبقى لا يتساوى عسكري اردني حارب دفاعا عن الوطن مع من يحروقون الاعلام الاردنية ويحيكون لها المؤامرات ؟

وشكرا جزيلا على سعة صدركم

2) تعليق بواسطة :
22-08-2011 10:02 AM

والله الك وعد علي بس استلم منصب غير احطك وزير امين عام يا ابن عمي

3) تعليق بواسطة :
22-08-2011 12:06 PM

لا يختلف معك في هذا الطرح المتوازن أي مواطن عاش على هذا الثرى ورأى بأم عينه كيف يتم هدم ما بناه الآباء وما بنيناه نحن يتبخر على أيد ثلة من اشقياءالأمس الذين اصبحوا حكام وحكومات .لا يقبل اي اردني شريف مهزلة تفكيك وطنه ومؤسساته والإستهتار بثوابته وقيمه وتبديد ثروته . نعم الأردنيين غير راضين ويتطلعون بشوق نحو الديمقراطيه والحريه والعداله الإجتماعيه ، لأنها الطريق الوحيد لبناء وطن القانون والمؤسسات والبحث العلمي .نعم الأردنيين يصبرون على ضنك العيش ولكنهم لا يصبرون طويلا على الإستهتار بمقدراتهم وكرامتهم .

4) تعليق بواسطة :
22-08-2011 01:52 PM

تعبنا من الكلام يا دكتور دون أي جدوى أو طائل أو أمل بالتغير وأصبحت قناعاتنا الآن تتمحور حول التغيير الذي لا بد أنه قادم إن لم تبدأ عملية مكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين المخربين مهما كانوا وهذا أمر بيد صاحب القرار فقط ولا يجرؤ أحد غيره عليه فهل يا ترى يكون؟

5) تعليق بواسطة :
22-08-2011 07:32 PM

طارت الطيور بارزاقها...وسلام عليك ياوطني.

6) تعليق بواسطة :
22-08-2011 07:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

ألأخ الدكتور الأستاذ أنيس خصاونه الأكرم

أن ما ورد بمقالكم هو وصف دقيق لواقعنا الأردني. أود هنا أن أناقشك بجزئ واحد وصغير مما كتبت. لقد أوردت في الفقره الثانيه، في السطر الخامس ما يلي:
"لم تعد قنوات المعلومات والتغذية الراجعة عن أحوال الناس وأوضاعهم ورضاهم ومعاناتهم ومظالمهم والتجبر بهم من مراكز القوى المسيطرة على المواقع القيادية في الحكومة أو في الديوان الملكي تصل إلى القيادة السياسية ورأس النظام في المملكة. والحقيقية أن المعلومات عن أوضاع الناس وأحوالهم تصل بصورة معكوسة ومقلوبة ولا تحاكي الواقع المعاش للسواد الأعظم من المواطنين "

ألا توافقني الرأي بأنه من أهم واجبات ومسؤليات صاحب الأمر ان يتحرى الحقائق بنفسه؟ ألا تذكر قول عمر إبن الخطاب خائفا أن يسأله الله تعالي فيما لو غرقت شاة في العراف لأنه لم يؤمن لها السلامة من الغرق. لا آحد يطلب من ولي الأمر أن يكون كإبن الخطاب أو كإبن عبد العزيز ولكننا نطلب ما يقول به مثلنا الأردني: دقه على الحافر، ودقه على المسمار. إننا دائما نتهم هذا وذاك، وهذه المجموعه وتلك بالإهمال وما شابه ذلك. ألا تشركني الرأي بأن غالبية المتهمين أردنيون وأبناء عشائر أردنيه معروفه. ألا تشاركني الرأي بأن الفساد داء يصيبنا جميعا، وأننا نرى فساد الآخرين ولا نرى فساد أنفسنا. ألا توافقني الرأي أن غالبية الفاسدين المتهميه هم خريجى الجامعات وأصحاب الشهادات العليا، فالراسب فى التوجيهي لا ولن يشغل منصبا كبيرا ليسرق شيئا. وشكرا

7) تعليق بواسطة :
22-08-2011 08:18 PM

الاستاذ الدكتور انيس الخصاونه تحيه اردنيه
بالامس دعانا مندوب رويتر سليمان الخالدي بالقبليين المتخلفين واستكثر علينا مجلس النواب لان عددنا اكثر مما يجب ونحن نمثل بوادي وصحاري مقفره ليس اكثر من ذلك وسياتي يوم يعتبرون الاردني بحاجه الى كوتا برلمانيه
ومن قبل الخالدي وصمنا جهاد الخازن باسوأ واقذر الاوصاف ودعانا مستهزءا باسماء امهاتنا ثقله وشوفه وفوزه ومزنه وبنظره ان لا مجال لمقارنه الشريفات العفيفات مع عاريات الصدور وكاشفلت السيقان اي ان التخلف يتجلى بامهات من كافح وناضل وحافظ على تراب الوطن والحضاره والتقدم بمن باعوا الوطن ومقدراته وسرقوا خيراته لذا يا دكتور الشعب ينتظر من المتنورن والمثقفين امثالك من الشرفاء بان يضعوا النقاط على الحروف ويسمون الاشياء بصراحه وبدون انتظار طويل قبل فوات الاوان لان هيمنه الانتهازيين ومصاصي الدماء اججت المشاعر وزاد الحقد والكراهيه في القلوب وان الرماد يغطي جمرا احمرا كالبركان الذي يوشك ان يقذف حممه وغضبه على من ظلم وتجبر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012