أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


متى نغضب

بقلم : أسعد العزوني
20-07-2017 05:30 PM


عجبا لنا ،فنحن أمة غريبة عجيبة ،رمينا وراء ظهرنا ما أنزله الله علينا في كتابه العزيز ، رغم ما فيه من تعليمات حول العزة والكرامة وإحترام الذات ، وبدونا مسخرة أمام العالم ،لأننا نصادق أعداءنا ونعادي بعضنا وأصدقاءنا .

عندما يتعلق الأمر بكرامتنا نقوم بهدرها كمن ينثر طحينا في أرض تعج بالشوك أو فوق رجم من الحجارة وفي يوم ريح عاصف أو يوم ماطر ،بمعنى أننا لا ندري كيف نحافظ على مصالحنا ،وليس لنا دراية بكيفية تحقيق المصالح عن طريق التحالفات الإيجابية المدروسة،لذلك نكون نحن الخاسرين على الدوام.

اما في حين يتعلق الأمر بالآخر العدو فإننا نفتح له أذرعتنا نضمه إلى صدورنا وهو يحمل السكاكين والمسامير المسمومة ليغرسها في ظهورنا ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على غبائنا وليس على ذكاء العدو.

ظاهرة غريبة إلتصقت بنا وهي العمل على نحر كل زعيم عربي غرد خارج سرب الضلال ،ومثال ذلك الرئيس الشهيد صدام حسين ،الذي دفع ثمن تغريده خارج سربهم ،وليت الأمور وصلت إلى هنا ،بل كان الهدف هو العراق الذي يتعرض للشطب عن الخارطة السياسية الدولية تتبعه سوريا والمحروسة مصر، تلبية لرغبات وتنفيذا لمخططات الحركة الصهيوينة ،إذ قال ثاني رئيس وزراء في مستدمرة إسرائيل الصهيوني ديفيد بن غوريون ذات خطاب للمستدمرين اليهود أن القوة النووية لن تحافظ على أمن إسرائيل ،بل إن ذلك يتحقق عندما يتم تدمير ثلاث دول عربية كبرى هي بالترتيب كالعراق وسوريا ومصر ،وها نحن ننفذ هذا المخطط .

قدمنا الدعم لمن صورناهم على انهم مفجري الثورة السورية ،مع أن النتن ياهو قالها صريحا أنه رجل الثورة السورية، كما تم تقديم الدعم للمعارضين الليبيين وها نحن نلحظ المؤامرة تزحف على المحروسة مصر وقد أثبت السيسي انه ليس رجل حكم بل تاجر أراض وعقارات ،فمؤخرا باع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية وها هو يريد بيع جزيرة الوراق للإمارات ،وسيناء لمستدمرة إسرائيل كي تجمع الفلسطينيين فيها.

إتحدنا في موقفنا من إيران وباتت هي العدو لأن مستدمرة إسرائيل وامريكا يريدان ذلك،علما أنها كانت صديقتنا إبان العميل الشاه المقبور ،وعادينا فنزويلا وكوبا ودول امريكا اللاتينية إرضاء لأمريكا، وتم فرض حصار مالي على الأردن إرضاء لإسرائيل وامريكا.

كما أننا رسميا ودينيا إتحدنا معا وتحالفنا مع الإمبريالية الأمريكية ل'تحرير' جبال وصخور تورا بورا في أفغانستان ،مع ان القدس وفلسطين أقرب لنا مسافة على الأقل،بل على العكس من ذلك تحالف أركان التآمر العربي مع الإنعزاليين في لبنان وزودوهم بالمال والسلاح لقتل الفلسطينيين في مخيماتهم بحجة انهم شيوعيون.

مارسنا كل الموبقات بحق انفسنا ،فها نحن كمن فقد الإحساس والنطق والكرامة والبصر والسمع إزاء ما يحصل في المسجد الأقصى ، بعد العملية المشبوهة التي إستغلها النتن ياهو ليحسم امر الأقصى ويصادره ،ولكنه وبفضل من الله وبإرادة المقدسيين والأحرار من أبناء فلسطين تراجع عن موقفه ،ويقيني أنه سيستفيد من الموقف العربي والإسلامي لينقض مرة أخرى وربما بعملية أخرى ليحسم الأمر ويهدم الأقصى لبناء الهيكل المزعوم ،وهو بذلك حائز على الموافقة العربية والإسلامية.

متى نغضب سؤال طرحه عليّ صديق ،فقلت له من فقد الكرامة طوعا لن يغضب ،والغضب ليس مسيرة او مظاهرة يتقدمها المدمنون على الظهور في الصف الأول لحصد الصور والإدلاء بالتصريحات المايكروفونية ،ولكن الغضب يكمن في تحريك كتائب النصر ،فبدلا من المشاركة في مهزلة الحرب على فرع الإستخبارات السرية الإسرائيلية'ISIS' الملقب بداعش ،المحمي امريكيا ،علينا التوجه غربا إن كنا ممن يغضبون لكرامتهم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012