أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


مؤامرة على ضفتي النهر

بقلم : ماهر ابو طير
23-07-2017 12:06 AM
دوما، وبعيدا عن الترسيمات السياسية، تثبت الايام، ان الاردن الاقرب الى فلسطين، وهذا الامر ليس جديدا، فهذه هي اقدار التاريخ والجغرافيا، وهي اقدار لن تتغير، لا اليوم، ولا بعد الف عام، وسيبقى مابين الناس على ضفتي النهر، اكبر بكثير من الصغائر.
المظاهرات ضد الاحتلال في كل مدن فلسطين، مثلما المسيرات في كل المدن الأردنية، ضد الاحتلال، فالقدس، توحد الجميع، وهي فوق الحزبيات، والشعارات، وقد روت دماء الاردنيين ارض فلسطين، على مدى عقود، مثلما يروي الفلسطينيون، بدمهم ارض فلسطين اليوم، وقبل اليوم.
برغم ان التوقيت، ليس توقيتا للعواطف، الا ان المشهد، في القدس، بما فيه من شهداء وجرحى، يثبت ترابط الضفتين، وجدانيا وسياسيا، ولايمكن اليوم، الا ان نكرر الخلاصة، فما يحدث في فلسطين يؤثر على الاردن، ومايحدث في الاردن يؤثر على فلسطين، وهذه الخلاصة لها معنى مختلف هذه المرة.
الاردن رئة فلسطين، وقوى كثيرة تريد انهاك هذا البلد، واضعافه، وجعله هشا، حتى تمر مخططات كثيرة، ولربما يقال اليوم بكل صراحة، ان قدرتنا على الاحتمال في الاردن يجب ان ترتفع، وتجاوزنا للازمات، وصناعتها، يجب ان تصير اكثر احترافية؛ لاجل الاردن اولا، ثم لاجل فلسطين، ولاجل الذي تريده إسرائيل هذه المرة.
المحنة في القدس، لها وجه فلسطيني، ووجه اردني، اما الوجه الفلسطيني، فيتمثل في كون الناس في فلسطين، في مواجهة مع الاحتلال، وهذا الاحتلال سفك دماء الناس، على مدى اكثر من ستين عاما، ومافعله البارحة، يثبت انه احتلال مجرم، لا حل الا بأنهائه كليا، بعد ان ثبت ان كل الكلام عن تسويات وحلول، مجرد تنازل مجاني، وقد آن الاوان، الاقرار بهذه الحقيقة التي تجاوزها كثيرون.
الوجه الاردني في محنة القدس، يتعلق بالعلاقة التاريخية التي تربط الاردنيين بالقدس، اولئك الذين امضوا عمرهم بعد كل حج وعمرة، يذهبون الى القدس، يقدسون حجهم او عمرتهم، وهم الاقرب جغرافيا وتاريخيا، فوق الدم،واليوم فأن الجانب السياسي، المتعلق بالاردن، واضح، فهناك كلفة معاهدة السلام، والرعاية الاردنية للمقدسات، والتآمر على الاردن ودوره، وامكانات الاردن، في رد هذا البلاء، وقدراته.
كل هذا يفرض معالجة مختلفة؛ لان اسرائيل تركن الى هموم الناس داخل فلسطين، ومتاعبهم، ومشاغلهم، وسجنهم وترويعهم، من اجل حشرهم في الزاوية، لكنها لاتريد ان تصدق ان عتاة الفلسطيينين والاردنيين، عند تهديد الاقصى، ينقلبون الى كائنات مختلفة.
نحن اذا امام وضع مختلف، اكبر من اغلاق مسجد، وضع قد تديره اسرائيل بطريقة، تحقق عبرها اكثر من هدف، في اكثر من مرمى، على ضفتي النهر.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-07-2017 03:12 AM

التآمر على الاردن و الكيد له دولة وشعبا ليس من الصغائر ، و دعوات المحاصصة والتوطين ل والتجنيس ا تخدم سوى العدو الإسرائيلي وعملائه، وهي تصفية لفضية فلسطين وتآمر على الأردن لا ينكره إلا المنخرطين في المؤامرة، الهوية الفلسطينية مكانها فقط هناك فلسطين ، وليمسأ نتنياهو و زمرة عملائه

2) تعليق بواسطة :
23-07-2017 11:21 AM

الاردن قوي بقيادته الهاشمية ومكونات نسيج شعبه الوفي وسيصمد كما صمد سابقا امام كل المؤامرات القذرة التي تحيكها صهاينة بالشراكة مع اطراف عربية للاسف كانوا سبب خراب الامة

3) تعليق بواسطة :
23-07-2017 12:00 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012