أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


العدوان يكتب...الاعتراف بالخطأ في تأييد عملية السلام

بقلم : موسى العدوان
09-08-2017 12:20 PM

في كتابه بعنوان 'المواجهة بالكتابة' والذي سيتم إشهاره يوم السبت 12 / 8 / 2017 يقول الصحفي والوزير السابق طاهر العدوان ما يلي عن معاهدات السلام مع إسرائيل وأقتبس :

'في نظرة إلى الوراء إلى عام 98 أجد أن حدس الشعوب ونخبها الحزبية والسياسية والإعلامية، التي كانت تصف عملية السلام بأنها لعبة وقت بيد إسرائيل هو أكثر نضوجا ووعيا من سياسات الحكومات وتفكيرها تجاه الخصم ومن مستقبل أوطانها وشعوبها. لم أكن منتميا لأصحاب الرفض العدمي، لقد كتبت مؤيدا لاتفاقية أوسلو في عام 93 ورأيت فيها اختراقا مهما يوصل إلى دولة فلسطينية في عام 99.

كما أيدت المعاهدة الأردنية الإسرائيلية مع تحفظات أساسية على أمل أن تتحقق تسوية شاملة لقضية الشرق الأوسط تجعل السلام شاملا بإعادة الأراضي المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل الخامس من حزيران 67. لكنني كنت من أشد المعارضين لرحلة السادات إلى الكنيست ولمعاهدة كامب ديفد، باعتبارها خروجا على الإجماع العربي، وقد طلب مني مغادرة القاهرة بسبب ذلك . . .

لم يمض عام واحد على توقيع معاهدة وادي عربة وعامان على توقيع اتفاقية أوسلو حتى شعرت بأني لم أكن صائبا عندما كتبت مساندا لعملية السلام في أوقات سابقة. أعترف اليوم بأني أخطأت وأنا أرى كيف حولت عمليات السلام إسرائيل إلى وحش كاسر، وكيف تحولت الأمة العربية بكل عددها وقوتها إلى صفر مكعب في ميزان القوة والحضور بين الأمم.

لقد تولدت لدي قناعة بعد كل ما جرى لهذه الأمة في الربيع العربي من انقسامات وتفكك شعوب وتدمير أوطان، بأن العرب منذ أن تخلوا عن عقيدتهم بأن إسرائيل هي العدو، وأن استعادة الأرض والحقوق هي الهدف، حلت بينهم الفتن وتوطنت الانقسامات في العقول والكراهية في القلوب، غابت الأحلام الكبيرة والأهداف التي تليق بالأمة وتاريخها، لتحل مكانها أهداف ضيقة أنبتت لكل دولة ولكل فريق عدوا من بين صفوفها على أسس مذهبية وطائفية وإثنية بعثت شياطين الفتنة من قماقمها.

أما وأن الحروب ضد إسرائيل قد أسدل الستار عليها ولو إلى حين، لم أجد غير مقاومة التطبيع وسيلة للنضال الشعبي ضد ما تريد أن تحققه إسرائيل من مكاسب باسم عملية سلام شرعت أبوابها على لا شيء من حقوق الفلسطينيين والعرب. منذ البداية رأيت في التطبيع سلاحا يعمل لصالح إسرائيل وليس لصالح الفلسطينيين والعرب، وأنه يمنح إسرائيل القوة والإحساس بالأمان فيما هي لا تزال تحتل الأرض وتبني المستوطنات وترفض عودة اللاجئين'. انتهى الاقتباس.

* * *
التعليق :

بعد مرور ما يقارب أربعة وعشرين عاما على معاهدات السلام الخادعة، والفشل في إقامة الدولة الفلسطينية، ها نحن نشاهد معظم حكام الدول العربية، يهرولون لإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية مع إسرائيل، منها ما هو ظاهر ومنها ما هو مستتر، دون اهتمام بمصالح الأمة أو التفكير بمواجهة الصلف الإسرائيلي وتحرير الأرض المحتلة.


التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012