أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


طوقان يكتب...لترحل الحكومة وتقف في طابور "الصبر"

بقلم : عبد الفتاح طوقان
21-08-2017 05:45 PM
يردد رئيس الحكومة الأردنية 'صبر”، صبر' وكأنه بائع صبر يدير الأردن من فوق عربة خشبية، ويطالب رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي من الشعب أن يصبر تسعة أشهر اخرى، بعد ان صبر الشعب العظيم أكثر من عام على حكومة ضعيفة وبليدة ومترهلة، من خلال لقاء متلفز لبرنامج ستون دقيقة، واعدا الشعب الطيب بتحسين ظروف المعيشة، ويمتدح في نفس اللقاء المتلفز في خطوة غير مسبوقة في تاريخ العمل السياسي الدستوري الأردني أداء مجلس النواب بطريقة مكشوفة بها كثير من التزلف وكآنه يقول:' منشآن الله دعوني ابقي تسعه أشهر إضافية'.

والشعب يرد التحية هنا ا لي الرئيس المحترم ويطالبه بالترجل عن رئاسة الحكومة والاصطفاف في طابور ' الصبر' الذي يدعو اليه واقترحه.

ونتساءل: أليس مجلس النواب هو الذي يقرر و يقيم أداء الحكومة حسب صلاحياته الدستورية، ام العكس؟، ومن متي الحكومة هي التي تقرر وتصنف أداء المجلس النيابي وبلائه من عدمه؟

و افتراضا ان أداء المجلس كان غير مرضي ومزعج لرئيس الحكومة فهل كان سيطالب الرئيس الحالي الملك بحل المجلس او يوافق علي طلب الحل ام سيرفض برجولة حل المجلس مثلما فعل رئيس الوزراء مضر بدران الذي كان يناقش الملك الحسين لا ينافقه*؟ (من مذكرات سياسي يتذكر لرئيس الوزراء مضر بدران التي نشرتها جريدة الغد ان قال: انه رفض اقتراح الملك الحسين لحل مجلس النواب الذي كان مزعجا للحكومة، حيث كان من أشرس المجالس النيابية معارضة للحكومة). انتهي الاقتباس.

إن تحسين ظروف المعيشة أساساها الوفاء باحتياجات الشعب على نحو أفضل، النهوض بالصحة والبيئة للسكان، مراعاة حقوق الطفل، ازدياد حجم الاستثمار الأجنبي، تحسين الظروف المعيشية والصحية للسكان في الاغوار والجنوب، تحسين الظروف المعيشية للاجئين في المخيمات الفلسطينية، الإدارة السليمة للموارد الطبيعية وموارد الطاقة، الارامل والمحتاجين، وجود خطط المساواة بين الجنسين في استراتيجيات التنمية المستدامة وكفالة حقوق الانسان، والحريات وغيرها. وأكرر هذا ما يعني 'تحسين ظروف المعيشة'. ُ فأين الحكومة من كل هذا؟ ماذا فعلت حتى الان؟

ليتفضل رئيس الحكومة ويعلن ما هي الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية خلال عام مضي ولا يعرف عنها المواطن الأردني من اجل تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين، داخل الاردن على المستوي المركزي او المحلي وللمغتربين في الخارج؟، اين خطط حماية الموارد؟، آين المخطط الوطني لتسيير النفايات.؟، اين خطط حماية البيئة؟، اين خطط تطوير الطرق التي تؤدي حقا الي تحسين ظروف المعيشة؟، اين خطط المياه والاراض الزراعية للتحكم في المياه وتوفير مياه الشرب؟، اين خطط السدود؟، اين الحريات العامة؟ و أين واين وأين؟.

آم فقط على الشعب أن يستمع الي 'منادي “بائع' الصبر' مذكرا إياهم ببائعي 'الصبر' (فاكهة الصبارة) على عربات من الخشب مثل تلك التي كانت تجول المدن الأردنية هي وعربات بيع الذرة الساخن وشعر البنات للأطفال؟

واقصد أن الشعب الأردني شعب ناضج وواع ويحتاج الي خطاب عقلاني وتوثيق لا الي 'منادي أطفال يصرخ: صبر صبر'.

عن أي صبر يتحدث رئيس الوزراء وصبر الطيبين قد نفذ تأكيدًا لضآلة نجاحات الحكومة في المجال الاقتصادي وتحسين الاوضاع المعيشية؟

يتساءل البعض حكومة لا تتوافر لها معلومات ولا تخطيط وليس لديها قدرة على التنفيذ وإجراءاتها غير فاعلة، وتنازلت عن الولاية العامة، وقرارتها لها انعكاسات سلبية على القدرة المعيشية للطبقة العاملة ولعموم الأردنيين، وأظهرت فشلها في تطوير الاقتصاد وتحسين المؤشرات المالية، وفشلت في احتواء الضائقة المعيشية، ولم تعمل علي تحسين احوال الفقراء.، فكيف سيتحسن مستوي المعيشة خلال تسعة أشهر؟ ثم ولماذا حدد الرئيس تسعة أشهر؟

ولعل من أطرف التعليقات عن مدة التسعة أشهر ان وصفها البعض بآنها فتره حمل وأضاف آخرون ولكنه حمل كاذب على مواقع التواصل.

إن الحكومة فشلت في الإيفاء بوعودها في تحسين مستوى معيشة المواطن حسب فعاليات خرجت من الكرك والطفيلة ومدن اخري من أشهر مطالبه بأسقاطها، وقدم نواب واعيان سابقون بيانات تطالب بالقصاص من الحكومة، فما هو أساس الصبر على بقاؤها الذي يعتمد عليه رئيس الحكومة؟

الشعب لن يصبر على بقاء الحكومة والتجديد لها لقناعته أن الحكومة غير قادرة على التأثير في المشهد الاقتصادي والسياسي العام، وان طريقها بات ' الخروج' من الدوار الرابع والانضمام الي طابور ' الصبر' المقترح. أن سمح لها بالاقتراب أصلا.

الشعب ينتظر حكومة بآمر ملكي غير تقليدية وجادة بمخرجات جديدة ذات حوارات واستراتيجيات وطنية تعين الملك وتساعده في تحسين مستوي معيشة الشعب، وزيادة الإنتاج والتصدير، وجذب الاستثمارات وحل أزمات الأردن الاقتصادية، وغيرها من القضايا الملحة، لا حكومات ترضية وتوزيع مغانم تثقل الهموم على الشعب والملك في آن واحد.

الخميس القمبل نهاية أسبوع وفجر جديد مع جمعة مباركة عندها تظهر نتائج التسعة اشهر، عفوا نتائج الحمل الكاذب كما هو منتشر علي مواقع التواصل.

اه يا وطن.

aftoukan@hotmail.com

إيلاف

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-08-2017 07:02 PM

مضر بدران كان رجل دولة ومشكلتنا في هذه الايام هي افتقارنا لهذه النوعيات بعد زواج المال والسلطة

2) تعليق بواسطة :
21-08-2017 08:12 PM

دائما جلالة سيدنا يشدد على رؤساء الوزراء والوزراء والحكام الاداريين بضرورة التوجه الى الميدان لمواجهة مشكلات المواطنين كثير من الحكومات المتعاقبة عملت ولو جزئيا بهذا الامر الملكي في حين ظلت الحكومة الحالية عاجزة تماما عن تحقيق اي منجز على ارض الواقع فهي من فشل الى فشل لذا حان لها ان تريح وتستريح

3) تعليق بواسطة :
22-08-2017 01:50 PM

الشعب الاردني عايش فيهم وبلاهم وأصابته التخمه والشحاد شبعان, أما الإنجازات فها هم يعملون على بناء الجسور والبنيه التحتيه حسب المنح المقدمه, أما الكرك والجنوب عامة فلماذا لا يتقدم أبناءها المقرشين المليارديريه من بناء ومساهمه بإنعاش مدنهم؟!
المؤسسيه المفقوده بمؤسسات الدوله وأصبحت قلم قايم تحت شعارات مدعوم من فوق ومش عارف أي فوق !من يعمل بها؟ أبناء البلد من بياعين البطيخ لأبناء رؤساء وزراء وعامه!

4) تعليق بواسطة :
22-08-2017 02:15 PM

من يترجل فقط من رئيس حكومه أردنيه هو رجل كدولة عون الخصاونه المحترم ,
ومن يترجل هو الرجل الذي يملك قراره,
ومن يترجل هو إبن الأردن الذي يأتي لخدمة أمته لا نفسه,
ومن يترجل هو رجل صاحب كرامه وعزة نفس لا يبيعها بكرسي ومال الدنيا
ومن يترجل هو رجل يعيش بدوله الوهم والضياع
ومن يترجل هو رجل الزمان وليس الآوان
ومن يترجل هو رجل إبن رجل
وصفات المترجلين كثيره والقائمين علينا بالوقت الحالي ليسوا بحاجتهم
وعشت.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012