أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


كفى بالموت واعظا يا عمر !

بقلم : شحاده أبو بقر
09-09-2017 05:30 PM

كلمات العنوان أعلاه كانت نقشا على خاتم الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه , ومبرره بالضرورة هو أن لا يغيب عن باله في غمرة إنشغاله بأمر الأمة , أنه ميت لا محالة في لحظة لا يدرى متى هي , وفي ذلك أعظم واعظ له لأن يكون عادلا , وها هي أكبر وأهم جامعات ومراكز البحث في العالم المتحضر , ما زالت تتحدث حتى يومنا هذا عن عظمة وعدل عمر رضي الله عنه وأرضاه !.

أين نحن في هذا الزمان من عدل عمر , لا بل أين نحن من مجرد إحترام الموت والشعور برهبة الموت , بعد أن أعمانا النفاق عن الحياة الآخرة وصارت الدنيا وما فيها , هي بداية المطاف ونهايته , في مجمل تفكيرنا ومنظومة حياتنا كلها , فالناس جميعا في نظري يموتون قطعا , أما أنا فلا شأن لي في شيء من هذا ! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

لو يتذكر كل إنسان أن الموت آتيه في لحظة ما , لما تجرأ أن يظلم أو يفجر أو يخاصم أو يخرج عن جادة الصواب قيد أنملة ما إستطاع إلى ذلك سبيلا , لكنها الغفلة المستفحلة تغشي أبصارنا عن حقيقة الموت المؤكد وتأخذنا بعيدا عن مخافة الله , فترانا في زحام مصطنع على الحياة وشؤونها وشجونها بما في ذلك الطريق التى يرى كل منا كما لو كانت له وحده دون سائر خلق الله ! .

لا يكاد يمر أسبوع أو يوم حتى إلا ويشارك أحدنا في جنازة أو واجب عزاء , واللافت في هذا , أن القوم لا يقيمون للموت وزنا او إعتبارا أو حتى مجاملة لذوي المتوفى , فهم وأنا منهم , في أحاديث جانبية ليس فيها من ذكر الله شيء , وإنما حديث دنيوي وغيبة ونميمة ونفاق ونسيان مطبق لرهبة الموت وجلال الموقف , وكأن موتا لم يقع أصلا ! .

مؤلم لا بل ومحزن أننا في هذا البلد الطيب قد تغيرنا كثيرا وساءت أحوالنا وصارت الدنيا مبلغ همنا وغاية وجودنا , وليس سرا أن حياتنا باتت طوفانا من النفاق والتلاوم والإتهام وإدعاء محبة الآخر زورا بينما لا يكاد الواحد منا يطيق الآخر وجل همه الفرح بعثراته حتى لو كان أخاه ولا حول ولا قوة إلا بالله , فأين نحن يا ترى من عظة ووعظ الموت يا عمر , وإلى أين نحن سائرون في دنيا السياسة والإجتماع والأخلاق وسوى ذلك في بحر الحياة الهادر , الله وحده أعلم , لكن كل مهتم يدرك , أننا في الطريق الغلط سائرون , والله يستر مستقبلنا ويعيننا على أن نكون أفضل , وهو بأيدينا إن أردنا , وفعلا كفى بالموت واعظا يا عمر , لا بل يا بشر , والله من وراء القصد .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-09-2017 10:43 PM

احييك واشكرك جدا على المقال الرائع...الدليل ان الناس ناسيه الموت هو ان لااحد مطلع ومعلق على مقالك الرائع والجميل والذي يتحدث عن امر لامفر منه

2) تعليق بواسطة :
10-09-2017 08:20 AM

شكرا جزيلا أخي الكريم عقيد عبدالله على إطرائك اللطيف , وفعلا معظم الناس في غفلة عن أن الموت حق لا بد منه , حفظك الله وأمد بعمرك أنت وكل من تحب , وهدانا جميعا لمافيه خيرنا وصلاح أمرنا , وأسلم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012