أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


البراغماتية الواقعية الجديدة

بقلم : د.باسم الطويسي
11-09-2017 05:27 PM
الكلام السياسي الذي قيل في شتاء هذا العام من قبل أطراف الصراع ومن قبل القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في صراعات التحولات العربية اختلف كثيرا مع قدوم صيف هذا العام، والكثير مما قيل حينما أخذت حرارة الجبهات ترتفع مع مطلع هذا الصيف بات يختلف عما يقال اليوم. في المحصلة ثمة واقعية جديدة تدير المواقف الإقليمية والدولية في النظر إلى أزمات المنطقة، وتحديدا الأزمات الثلاث الكبيرة وعلى رأسها الأزمة السورية ثم الأوضاع في اليمن وليبيا.

في آخر الأخبار؛ تزداد حمى الواقعية البراغماتية في مواقف الدول كافة المؤثرة في الأزمة السورية، بعد أن استطاع الجيش السوري المدعوم من الروس تحقيق إنجازات عسكرية على أكثر من محور، وبعد أن شهدت أولويات الدول الداعمة للمعارضة المسلحة تحولات متعددة؛ فالتحالف الدولي يقبل اليوم الطلبات الروسية المتتالية، وآخرها غض النظر عن مرور قافلة لمسلحين من 'داعش' مع أسرهم بناء على طلب روسي بعد تفاهمات أبرمت بين المسلحين من جهة والروس وقوات النظام السوري من جهة أخرى مقابل تسليم التنظيم لجيب على الحدود السورية اللبنانية. يضاف هذا التطور إلى سلسلة من التفاهمات التي ازدادت بشكل واضح بعد الاتفاق الذي توج بلقاء الرئيسين الأميركي والروسي على هامش قمة العشرين التي جرت في ألمانيا مطلع شهر تموز الماضي على أساس تخفيض التوتر والعمليات العسكرية بين النظام والمعارضة، والاستمرار في محاربة الإرهاب.

شكل الاتفاق الروسي الأميركي الذي منح الروس تفويضا أميركيا بإدارة الصراع في سورية بداية عملية فرط مسبحة المواقف الايديولوجية وإعلانات المبادئ والحديث المرسل عن حقوق الإنسان والديمقراطية، أي بداية الخروج من الغموض إلى الوضوح في البحث عن المصالح.

في الواقع، معظم المواقف الدولية والإقليمية حول الأزمة السورية -إذا ما استثنيا مواقف بعض الدول العربية- بنيت في الأصل على أساس حسابات المصالح بالدرجة الأولى، إلا أنها غلفت بما يسمى الغموض الاستراتيجي، في حين مارست قوى دولية استراتيجية براغماتية واضحة وفجة، الأمر الذي يجعلنا نفهم الحب غير المعلن بين الروس والأتراك على سبيل المثال؛ فلقد ترك كل من بوتين وأردوغان المبادئ المعلنة وغير المعلنة لفترة ليست قصيرة؛ فعلى الرغم من المواقف السياسية والأيدلوجية المتعارضة بين الأتراك والروس على طول الخط أبقت موسكو وأنقرة خطوط اتصال دائمة وقوية بينهما، وعلى الرغم من تقاسم الروس والأتراك الدعم والمساندة لجيش النظام من قبل الروس والدعم والمساندة للجيش الحر وقوى المعارضة المسلحة من قبل الأتراك، إلا أن الطرفين يجدان من المنطق ما يبرر إبرام اتفاقيات اقتصادية كبرى على أصوات المدافع ورائحة الدم.

ينسحب تيار البراغماتية الواقعية الجديدة على المواقف الدولية والإقليمية الأخرى؛ الإنجليز لم يعد بالنسبة لهم رحيل الأسد شرطا أساسيا للوصول إلى مرحلة حسم الصراع، دول عربية خليجية أعلنت أنها 'تنفض يدها من الملف السوري'. حتى الأكراد الذين يعيشون لحظاتهم التاريخية في مسار بحثهم عن الحق في تقرير المصير باتوا أكثر قدرة على التكيف وأكثر براغماتية.

تيار البراغماتية الواقعية ليس بالجديد على السياسة الدولية والإقليمية، لكنه لم يمارس على أقل تقدير بهذا الوضوح والانكشاف منذ نهاية الحرب الباردة، وبطريقة تبادل الصفقات مثلما يحدث هذه الأيام وبالتحديد حول مستقبل الكيانات العربية المريضة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012