أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


سمات الاردنيين والامن الاقتصادي اساس استقرارنا

بقلم : المهندس وائل سامي السماعين
12-09-2017 05:22 PM
يخرج علينا الكثير من المنظرين في الداخل والخارج وهم ربما الاكثر استفادة من الاستقرار في البلد, بان مرد بقائنا على الوجود ما هو الا نتيجة الحماية الاسرائيلية للاردن , ويغفل هؤلاء التاريخ الاردني الحديث الذي يمتد الى العشرينات من القرن الماضي وكيف تمكن الاردنين من بناء وطنهم بالحكمة والصبر والولاء المنقطع النظير ,والاهم من هذا وذاك سمات الشخصية المعتدلة للاردني والقيم الانسانية الاساسية التي يتحلى بها, مثل احترام الغير وتقبل ثقافة الاخرين وقبولهم في المجتمع بدون اية تحفظات, هي التي مكنت الاردن بتخطي الصعاب , بينما يتناسون ان اسرائيل كيان قد يكون هش لولا قوتها العسكرية لما تمكنت من الاستمرارية . فها هي اسرائيل لا تريد ان تقبل الاخر وتعيش معه بسلام . لجأ الارمن الى الاردن بعد ان فروا من المذابح التي ارتكبت بحقهم في الحرب العالمية الاولى من قبل الدولة العثمانية , واستقروا في معان والشوبك والكرك ومادبا ومعظمهم يعيش حاليا في عمان .

وكذلك الشركس الذين فروا من الحرب التي شنت عليهم من روسيا القيصرية ولجأوا الى الاردن واستقروا فيها . اضف الى السريان والكلدانيين الذين فروا من المجازر التي حلت بهم ابتداءً بتيمورلنك في القرن الرابع عشر مرورا ببدر خان بداية القرن التاسع عشر والتي ادت الى هجرة البعض منهم الى الاردن .

ففي جميع الحالات كانت هذه الفئات من اعراق واديان مختلفة , واضطهدوا بسبب دينهم او عرقهم في بلادهم, ولكن الاردنيين رحبوا فيهم واصبحوا مواطنين اردنيين لهم كامل الحقوق وعليهم كامل الواجبات, وتقلدوا المناصب العليا في البلاد واتيحت لهم فرصا لم يكن يحلموا فيها .

ثم توالت بعد ذلك الهجرات الى الاردن اما بسبب الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والاردنية في ذلك الوقت , وفرار الكثيرين من العرب من بطش حكوماتهم في القديم والحديث حيث كان يقتل البعض في بلاده على اساس هويته الدينية او المذهبية او بسبب عرقه , فاصبح الاردن الملاذ الامن لكل هؤلاء .

عندما وصل الهاشميين الى الاردن في بداية العشرينات من القرن الماضي بايعت العشائر الاردنية الامير عبدالله انذاك ليصبح ملكا عليهم ,حيث اسس امارة شرق الاردن في 21 نيسان 1921م وتم وضع اول دستور في عام 1928 واجريت انتخابات برلمانية في عام 1929, وفي 25 ايار عام 1946 اصبحت هناك دولة مستقلة اسمها المملكة الاردنية الهاشمية.

منذ تلك اللحظة تمازجت القيادة مع الشعب لاسباب عديدة ومنها التشابه بين الصفات الحضارية الانسانية التي يتحلى بها الاردنيين وقيادتهم وعلى رأسها صفة التسامح ,والعفو عند المقدرة, وقبول الاخر والاعتدال والوسطية. فسمات الاردنيين وعاداتهم العشائرية تمخضت في قانون عشائري فريد من نوعه في العالم ,حيث يتمحور على التخفيف من حدة التوتر في النزاعات وحل المشاكل بالطرق السلمية والودية. ان سمات الاردنيين هذه والتي تميزهم عن الاخرين وتشابهها مع سمات الهاشميين جعلت هذه التؤامة بين القيادة والشعب الخلطة السحرية لاستقرار الاردن.

ما زلت اذكر قصة قد تكون فريدة من نوعها حدثت ما بين القيادة وشعبه وارغب في مشاركتها مع القراء الاعزاء وكنت قد ذكرتها في مقالات سابقة. ففي منتصف السبعينات من القرن الماضي حيث كان يدرس بعض الطلاب الاردنيين في كلية بيرث للطيران في اسكتلاندا, تفاجئوا ذات يوم ان المغفور له جلالة الملك حسين رحمه الله قد لبى دعوتهم بزيارتهم ,حيث قام اخي انذاك مفوضا عنهم بالاتصال بالسفارة الاردنية طالبا زيارة الملك حسين لهم, وفعلا لم يمضي عدة اسابيع الا وان كانت المفاجئة السارة لهم ,حيث امضى عدة ساعات معهم وتناول طعام الغداء واطمئن عليهم, فكانت تلك الزيارة بمثابة الاب لابنائه بينما ما زلنا نتذكر ان بعض الطلاب العرب في ذلك الوقت اما ملاحقين او فارين من بلادهم.

استهداف استقرار الاردن ما زال مستمرا , ولكن بشكل اخر , فبينما كان في الخمسينات من القرن الماضي مستهدفا من قبل الاحزاب اليسارية والشيوعية والقومية والدول العربية التي تدعي القومية العربية والتي فشلت في النيل من الاردن بسبب انتماء ابنائه واخلاصهم لوطنهم وايمانهم المطلق بالحفاظ على العرش الهاشمي ووحدة واستقلال اراضيه ,لان الاردنيين ارتضوا ان يكون الهاشميين حكاما لهم واستمروا على العهد اوفياء بسبب التمازج بينهم والهاشميين .

اما في يومنا هذا اصبح استهداف استقرار الاردن مغايرا تماما فاصبح الواتس اب الوسيلة الاكثر استسهلال لترويج الشائعات المغرضة والتي تفرق بين الاردنيين على اساس عنصري او ديني او قومي ,او تلك الشائعات التي تنال من العشائر الاردنية وقيمها العربية الاصيلة , ولكنها ستبوء بالفشل لان الشعب الاردني بكل مكوناته واعي جدا لما يحاك ضده .

اما الاخطر في وقتنا هذا ويحتاج الى عمل جاد هو الامن الاقتصادي وهو العامل الاخر لاستقرار الاردن . قرأت تقريرا يشير الى ان المساحة المزروعة بالقمح في الاردن في عام 1940 كانت مليون واربعمائة الف دونم وفي عام 1954 ارتفعت الى مليونيين وثلاثمائة الف دونم وكنا نصدر الفائض من القمح والشعير , بينما تقلصت المساحات المزروعة بالقمح في عا م 2004 الى 160 الف دونم انتجت 16 الف طن من القمح فقط, بينما كان انتاج الاردن من القمح في عام 1954 مائة وستة وسبعين الف طن صدر منها 3,000 الاف طن.

وفي عام 2017 استقبلنا شحنة قمح امريكية بالسجاد الاحمر لان القمح الذي ننتجه لايكفي سوى 10% من حاجتنا. الامن الاقتصادي سيكون بمثابة الوقاية من الاخطار التي تهددنا اقتصاديا, وهذه كثيرة ومنها السياسات الاقتصادية الخاطئة الناجمة عن سوء تخطيط او عن قصد احداث الضرر.هيئة مكافحة الفساد تتلقى الشكاوي او التهم في قضايا فساد وقد يكون الفأس قد وقع بالرأس, ولكن الامن الاقتصادي هو الذي سيكون بمثابة الفرع الوقائي ,فتشكيل هيئة للامن الاقتصادي جلها من الخبراء لوضع الخطط ورسم السياسات الاقتصادية والبرامج القصيرة وطويلة الامد, والتي يجب ان تعمل على تنفيذها الحكومات المتعاقبة لدرء التخبط الذي نراه , بل ومن الضروري ان يكون من ضمن واجبها ايضا مراقبة القررات الاقتصادية التي تصدر عن بعض المؤسسات الحكومية او حتى المدنية, فمعظم دول العالم لديها اجهزة متخصصة في الكشف عن التجسس الصناعي لاهميته .

فوجود هكذا هيئة اصبح امرا ملحا لا يمكن الاستغناء عنه.

waelsamain@gmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012