أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
400 جثة و2000 مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خان يونس بيلوسي تشن هجومًا حادًا على نتنياهو لسياساته وتعتبره “عقبة” أمام حل الدولتين وتطالبه بالاستقالة الفايز يتفقد واقع الخدمات للمواطنين في العقبة زراعة لواء الوسطية تحذر مربي الثروة الحيوانية من ارتفاع درجات الحرارة تقارير: زيادة كبيرة في معدلات هجرة الإسرائيليين العكسية طائرة منتجات زراعية أردنية تغادر إلى أوروبا البنك المناخي الأردني سجل قيم جديدة لدرجات الحرارة العظمى في 2023 الملك وأمير الكويت يبحثان توسيع التعاون الثنائي الاقتصادي والاستثماري - صور مي كساب تعتذر من صلاح عبدالله.. ما السبب؟ تعرف على أشهر توائم النجوم بالوسط الفني هشام ماجد يكشف كواليس"أشغال شقة" وسر انفصاله عن شيكو نيللي كريم تحسم حقيقة جزء ثانٍ من مسلسل بـ 100 وش محمد سامي يكشف تفاصيل مسلسله الجديد مع مي عمر إجراء جديد لهنا الزاهد بشأن طليقها أحمد فهمي المفتي الحراسيس: 5 فتاوى تفيد بحرمة التسول
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


المدح والثناء بين المحمود والمذموم

بقلم : عصمت أرسبي
19-09-2017 05:30 PM
قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي الى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي الى النار ، وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا ) ، إن من أشهر شعوب العالم في المدح والثناء والهجاء والرثاء هم العرب ، والمدح هو الثناء على المرء بما له من صفات حسنة ، وقد اشتهر شعراء العرب في الجاهلية بالمدح والرثاء ، فكانوا ينظمون الشعر في مدح الفارس والفروسية والشجاعة والمروءة والكرم ، ولم يستثنوا من شعرهم مدح النساء الحسناوات ، ثم شيئا فشيئا بدأ المدح والثناء ينحرف عن مساره الصحيح ، إلى أن وصل إلى الكتّاب والإعلاميين في عصرنا الحديث بالإضافة إلى الشعراء ، فصار بعضهم يكيل المدح ويصبّ الثناء صبّا على كل من هبّ ودبّ ، فقط لمجرد أن الممدوح هو شخصية اعتبارية ، ربما تكون سياسية أو مسؤول رفيع المستوى أو شخصيات اجتماعية أو صاحب جاه ومال والقائمة تطول وتطول ، وذلك من اجل مصلحة خاصة وتحقيق مآرب شخصية والتقرب من أولئك الممدوحين ، وجميعهم قد عزفوا عن مدح الصفات الحسنة والقيم النبيلة ، وصار كل همهم وتركيزهم على مدح الأشخاص الاعتباريين والثناء عليهم .

يعتبر المدح والثناء ضرورة نفسية ملحة تتوق لها الطبيعة الإنسانية ، التي تعشق أن يُثني الناس على أدائها وصفاتها وانجازاتها ، فهو بكل الأحوال يمنح الإنسان الثقة بأنه يسير على الطريق الصحيح ، وذلك من خلال إعجاب الناس به سلوكا وفكرا ومنهجا وعملا ، ولكن قد يتجاوز المدح أحيانا دائرة المعقول ، وربما يكون مغلوطا ويجافي الحقيقة ، وقد تأتي بنتائج عكسية يتذمر منها أول من يتذمر ، أولئك المدّاحون والثنّاؤون , والأصل في المدح والثناء أن يكون محمودا يتخلله الصدق والحقيقة وتوصيف الحال ، وليس مذموما يتخلله الكذب والرياء والنفاق ويجافي الحقيقة .

لقد درجت العادة عند بعض الكتّاب والإعلاميين والشعراء العرب اليوم ، أن يكون المدح والثناء للأشخاص الاعتباريين متجاوزا المعقول ، فنقرأ عن القادة السياسيين ما لا حصر له من مصطلحات التعظيم والتبجيل وهو ما ليس فيهم ، وتوصيفهم بالقادة العظام ، أو تشبيههم بقادة عظام من العصور السالفة ، ونقرأ ونسمع تبجيلا في أشخاص اجتماعية اعتبارية ذوي مال وجاه ، وكل ذلك لأسباب لا تخفى على القارئ والسامع ، وفي المحصلة النهائية فإن المدح يكون في غير مكانه ، وناظم شعر المدح وكاتب مقالة الثناء ، يعرفون جيدا أن مدحهم وثنائهم ليس في مكانه الصحيح ، ولكن ظروف اللحظة بالنسبة لهم تستدعي ذلك حسب رأيهم ، وقد غاب عنهم أن الكلمة موقف وأمانة ، سواء قيلت في شعر أو في مقالة ، أو من خلال رأي يتم التصريح به ، ولا يجب أن يكون في الكلمة والموقف والرأي ما هو معلن وما هو مخفي ، وما هو ظاهر وما هو باطن ، ولا يجب أن تكون هناك ازدواجية في الكلمة والموقف والرأي ، ف الإزدواجية نوع من أنواع النفاق ، والصدق ضرورة من ضرورات المدح والثناء .

إذا كنا لا نستطيع أن نضع الناس في مواضعهم الحقيقية فعلينا بفضيلة الصمت ، فذلك انفع وأجدى للمادح والممدوح ، وكما قيل ' الصمت انفع للناس ، والسكون انفع للطير ' ، وقال شاعر ' مُت بداء الصمت خيرٌ لك من داء الكلام ' فلا بد إذن من وجود ضوابط تحكم أقلامنا وألسنتنا حين نهُم بالمدح والثناء ، فلا نقول بما ليس في احد ، ولا نُلبس احدهم ثوبا فضفاضا لا يليق به ، خشية الوقوع في الخيلاء والكِبر والغرور ، ولنكن واقعيين موضوعيين في أي طرح نطرحه ، وصادقين مع أنفسنا قبل صدقنا مع الآخرين ، حيث أن خطر المبالغة في المدح ، لا يقل عن خطر النقد حين يكون القصد منه الهدم لا البناء ، ولنا عبرة في قول علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه ، حين قال لمن بالغ في امتداحه ( والله إني اقل مما قلت وأعظم مما في قلبك ) أي انه أعظم من أن يصدق ما قاله عنه المادح ..

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012