18-09-2017 11:07 PM
كل الاردن -
استهل الدكتور عبدالحسين شعبان، حديثه في جمعية العلوم والثقافة الأردنية بالحديث عن مؤسسات المجتمع المدني له دور كبير لا يقتصر على الاحتجاج فقط، بل هو قوة اقتراح وشريك في عملية صنع القرار.
وقال الدكتور شعبان في الندوة التي أقيمت اليوم الأثنين، أن عاتق إبراز دور المجتمع المدني يقع على عاتق المثقفين المجربين الذين تولوا مسؤوليات في السابق، لتقييم الأوضاع وتقديم وجهات ومشاريع قوانين تخدم المجتمع والدولة، ولتكون جسرا بين صاحب القرار وبين المثقفين.
وحول مبادرة 'النداء العربي' التي أطلقتها الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة، في حزيران الماضي، عبر الدكتور شعبان عن اعتزازه بوجود مبادرة شاملة كهذه، تعمل على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء ضمن برنامج عمل واضح.
ودعا الدكتور شعبان الشخصيات العربية إلى الانضمام للمبادرة، وإعطائها زخما أكبر، دون أن تنخرط مع طرف دون الآخر ولا تتدخل في الصراع الأيدلوجي الدائر حاليا في المجتمعات العربية العربية، من منطلق الإيمان بالثوابت العربية والوطنية وحق التعبير وحرية التفكير.
وأضاف الدكتور شعبان، أن من شأن هكذا مبادرة أن تتحول إلى مرجعية عربية تعمل على إعادة اللحمة في الدول العربية التي تشهد صراعات مختلفة.
وعن الأوضاع العربية قال الدكتور شعبان، أن أمام الوضع العربي عدد من سيناريوهات إذا ما نظرنا إليها من خلال عين المستقبل.
ولفت الدكتور شعبان، إلى إمكانية بقاء الحال على ما هو خلال العقد المقبل، وهو ما من شأنه زيادة حالة التشرذم والتفتت العربي، من جانب آخر قال الدكتور شعبان أنه الممكن أن نشهد انتقال الدول من حالة التفتت إلى التفكك ومن التفكك إلى الانهيار.
كما نوه الدكتور شعبان، إلى وجود قوى خارجية لها أجندات خاصة، تسعى لتطبيقها في المنطقة بطريقة أو بأخرى، وهذا ما يزيد في تعقيد المشهد العربي بكل كبير من خلال إنتاجه لكيانات تحمل ايدلوجيات بعيدة نسبيا عن الفكر العربي المستنير.
وفي سؤال للصحفي مروان الشريدة، حول إمكانية عودة الدولة السورية إلى الإمساك بزمام الأمور، قال الدكتور شعبان أن مشكلة الدولة السورية تتمثل في شرعية الحكم ومدى احترامه للتعددية السياسية، وهي مشكلات معقدة لا تنتهي بزوال الحركات التكفيرية ومن شأنها أن تسمح للقوى الخارجية بالمزيد من التلاعب في البلاد.
ونوه الدكتور شعبان، أن مسألة حماية الدولة الوطنية لم تكن تهجس المفكر العربي، إلا أن وجود هذا الخطر يتطلب إجماعا بضرورة مساندة الدولة السورية بغض النظر عن التباينات الموجودة.
وفي سؤال للعميد المتقاعد خالد المعايطة، عن سبب حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العراق منذ ومن طويل، وضح الدكتور شعبان أن إصرار القوى العالمية على تدمير العراق كان السبب الرئيس في عدم استقرار العراق، فكانوا وما زالوا ينظرون إلى العراق بأنه دولة مركبة كقطع الكرتون بسبب التنوع الكبير الذي يحتضنه، فتارة يلعبون على وتر الطائفية وتارة أخرى على وتر التنوع القومي.
إلى ذلك وجه الدكتور سليمان البدور، سؤالا حول إمكانية خروج الفكر العربي بحلول عملية لإنهاء حالة التخبط التي يشهدها العرب، قال الدكتور شعبان أنه للأسف الشديد في ظل عدم قبول الآخر والتعددية وعدم الاحتكام للقانون وضياع العدالة وحقوق الإنسان وتفشي الفقر، لا يمكن الوصول إلى حلول عملية وواقعية قابلة للتطبيق.
وحول الحالة العراقية تسأل الأستاذ عبدالكريم الكباريتي، عن ضرورة العودة إلى زمن القائد الواحد ليعود العراق موحدا كما كان سابقا، حيث أجاب الدكتور شعبان أن سمة العصر تفرض إشراك الآخر في الحكم وهو السبيل الوحيد لاستقرار العراق.
مضيفا أن تجربة أمريكا اللاتينية في صعود الأحزاب اليسارية إلى الحكم من خلال صندوق الاقتراع يمكن أن يأخذ كتجربة جيدة يمكن الاستفادة منها، بعيدا عن حكم القائد الواحد والفكر الواحد.
وفي نهاية اللقاء شكر المهندس سمير الحباشنة، رئيس الجمعية، الضيف على محاضرته القيمة، معقبا عليها أن أمام الجيلان الحالي والقادم تحديا كبيرا يتمثل في ضرورة توسعة الثوب العربي ليعود ويستوعب التنوع الموجود في العالم العربي، وهو تنوع كان موجودا منذ 1400 عام.