حررت القوات الأمنية العراقية منطقة وادي الكصير شرق قضاء عنه غربي محافظة الأنبار بالكامل من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، مشيرةً إلى أن أعداداً من إرهابيي داعش المتواجدين في المنطقة فروا باتجاه قضاء القائم ، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام عراقية.

واضاف المصدر أن القوات الأمنية رفعت العلم العراقي فوق مباني المنطقة المحررة دون وقوع أي إصابات في صفوف القوات الأمنية والقوات المساندة لها.

وفي الحويجة أعلن الجيش العراقي بدء الهجوم لطرد مقاتلي داعش من الحويجة التي تقع غرب مدينة كركوك.

وبذلك تكمل الصفحة الأولى من المرحلة الاولى لعمليات تحرير الحويجة.

إلى ذلك قالت لجنة الإنقاذ الدولية إن قرابة 85 ألف مدني لايزالون في بلدة الحويجة.

وأضافت المنظمة غير الحكومية المعنية بأعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية أن أكثر من 100 ألف شخص فروا من البلدة منذ أغسطس/آب من العام الماضي.

من جهة أخرى اكد رئيس إئتلاف دولة القانون، نوري المالكي، اليوم الجمعة، ان الاستفتاء احدث توترا في كركوك ويشكل خطرا على اهالي المحافظة، داعيا القوات الامنية والحشد الى فرض الامن فيها.

وقال المالكي في تغريده على صفحته الشخصية في'تويتر'، ان 'اجواء التوتر في كركوك، واضطراب الامن فيها بسبب الاستفتاء الكوردي، يشكل خطرا على المواطنين في المحافظة'، بحسب وصفه.

ودعا المالكي في تغريده اخرى الاجهزة الامنية والحشد الشعبي الى 'فرض الامن وحماية المواطنين في المحافظة'.

وكان محافظ كركوك، نجم الدين كريم، وخلال مقابلة له مع الـCNN، قد رد على تصريح رئيس وزراء العراق الأسبق نوري المالكي، حول استفتاء استقلال كوردستان والذي وصف بها الكورد بأنهم 'يحلمون'.

حيث قال كريم، 'بالطبع للجميع حق الحلم، والأحلام في بعض الأحيان تصبح حقيقة، ولا يوجد شيء في الدستور يمنع إجراء استفتاء للشعب كي يعبر عن رأيهم في المستقبل الذي يريدونه، وخصوصا بعد تعرضهم لحملات تطهير عرقي واستخدام الأسلحة الكيماوية ضدهم بالإضافة إلى التمييز الذي استمر لسنوات'.

وأضاف، 'اعتقد أن الوقت مناسب للمضي قدما في الاستفتاء ومن بعدها الانخراط في نقاشات جدية مع الحكومة العراقية فيما يتعلق بالانفصال السلمي والتوصل لاتفاق حول عدد من المسائل العالقة'.

وأردف، 'الكورد كانوا في الصفوف الأمامية في قتال داعش سواء في سوريا أو العراق، وقوات البيشمركة كانت أول القوات التي وقفت في وجه عنف التنظيم في الوقت الذي هجرت فيه فرق وقطاعات عسكرية عراقية للعديد من المدن العراقية مثل الموصل وتكريت والرمادي والفلوجة والحويجة'.

في ذات السياق وجهت تركيا دعوة للإقليم الكردي في العراق للتخلي عن إجراء الاستفتاء 'قبل فوات الأوان'.

وجاء في بيان صادر عن مجلس الأمن القومي التركي، عقب اجتماعه، اليوم الجمعة، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، أن تركيا 'تحتفظ بجميع حقوقها المنبثقة عن الاتفاقيات الثنائية والدولية في حال أجرى الإقليم الكردي في العراق استفتاء الانفصال'، ولم يذكر البيان طبيعة تلك الحقوق.

وشدد المجلس على أن 'الاستفتاء الذي يعتزم الإقليم إجراءه، الإثنين المقبل، غير مشروع وغير مقبول'.

ووفق البيان، فإن 'ظهور عواقب وخيمة من شأنها أن تضر بشمالي العراق والمنطقة بأسرها، باتت أمرًا لا مفر منه في حال الإصرار على هذا الخطأ (الاستفتاء) المرفوض من تركيا ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي والحكومة المركزية بالعراق'.

وأشارت تقارير صحفية إلى أن اجتماع مجلس الأمن القومي التركي 'استمر لأكثر من 3 ساعات، برئاسة إردوغان'.

وأضافت التقارير أن 'المجلس يعقد اجتماعاً كل شهرين برئاسة رئيس البلاد إردوغان، يبحث خلاله التطورات الأمنية الداخلية والخارجية، بين أعضاء الجناح السياسي للمجلس، برئاسة رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، وأعضاء الجناح العسكري، برئاسة رئيس أركان الجيش، خلوصي أكار.'

البارزاني يرفع سقف التحدي.. لن نعود إلى تجارب فاشلة

جاء هذا عقب ما أكد زعيم الإقليم، مسعود البارزاني، أمام عشرات آلاف الأشخاص الذين احتشدوا في ملعب فرنسو حريري بعاصمة كردستان العراق أربيل الجمعة، أن القرار بشان استفتاء الاستقلال بات 'في يد الشعب'.

وألقى البارزاني كلمة أمام الحشود قبل 3 أيام من استفتاء الاستقلال، الذي يصر الأكراد على تنظيمه رغم مخاوف الدول المجاورة والقوى الغربية من أن يؤدي ذلك إلى تقسيم العراق، وإشعال شرارة صراع عرقي أكبر في المنطقة.

ودعا البارزاني سكان إقليم كردستان إلى التوجه لصناديق الاقتراع في الاستفتاء المقرر تنظيمه الاثنين المقبل، وقال 'نحن على قناعة أن الشراكة فشلت مع بغداد' و'لن نعود إلى تجارب فاشلة، ومستعدون للحوار بعد' الاستفتاء.

وقبل إطلالة البارزاني، كان عشرات آلاف الأشخاص توافدوا إلى موقع المهرجان وبدأوا بالاحتفالات تعبيرا عن دعمهم لاستقلال إقليم كردستان، رافعين شعارات تؤكد رغبتهم في الانفصال عن العراق، حسب ما قال موقع رووداو.

وكان البارزاني، رئيس كردستان العراق منذ 2005، رفض جهود الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا لتأجيل الاستفتاء، والضغوط الإيرانية والتركية التي تجري مناورات عسكرية على الحدود مع العراق للتأكيد على مخاوفها من أن انفصال أكراد العراق قد يغذي التمرد على أراضيها.

وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الجمعة في تصريحات بثها التلفزيون، إن الاستفتاء يمثل تهديدا للأمن القومي التركي، وإن أنقرة 'ستفعل ما يلزم' لحماية نفسها، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن الخطوات المستقبلي.

ورغم أنه غير ملزم، يرى كثير من الأكراد في الاستفتاء فرصة تاريخية لتقرير المصير، وقال هوشيار زيباري وهو مستشار كبير للبرزاني، 'تلك هي الخطوات الأخيرة من السباق النهائي وبعدها لن نتزحزح'.

ويتوزع 30 مليون كردي بين إيران وتركيا وسوريا والعراق. وقال زيباري إن تأجيل الاستفتاء دون ضمانات بإمكانية إجرائه على أساس ملزم بعد التفاوض مع بغداد سيكون 'انتحارا سياسيا للقيادة الكردية ولحلم الاستقلال الكردي'.