أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
تأجيل اجتماع الهيئة العامة لنقابة الصحفيين لعدم اكتمال النصاب صندوق النقد الدولي: الاردن نجح في حماية اقتصاده الحكومة: تأخر طرح عطاء تصميم المرحلة 2 من مشروع الباص السريع الأردن يعرب عن اسفه لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة أجواء مائلة للدفء في أغلب المناطق حتى الاثنين وفيات الاردن الجمعة 19-4-2024 بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


محنة اليونسكو أم محنة السياسة الدولية

بقلم : د.باسم الطويسي
14-10-2017 12:08 AM
التحديات التي تواجهها اكبر منظمة دولية ترعى الثقافة والعلوم والتعليم (اليونسكو) تشير بوضوح الى حجم الأزمة الكبرى التي تواجه الثقافة الإنسانية بعدما باتت السياسة والمال وماكنات التزييف تمسح ذاكرة البشر والحضارة، تتجاوز الأزمة الانتخابات الحالية والشعارات التي ترفع بأن المال يشتري الحضارة والتاريخ في إشارة الى الاتهامات التي توجه لمرشح قطر الذي حصد أعلى الاصوات في الجولتين الاولى والثانية، كما تتجاوز الانسحاب الرسمي للولايات المتحدة من المنظمة الدولية، بل تلفت الانتباه بقوة الى حجم الأزمة التي تطحن بالسياسة الدولية وحجم احتقارها للثقافة الانسانية.

ليست هذه المرة الاولى التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من اليونسكو حدث ذلك في العام 1984 في عهد السنغالي أحمد مختار إمبو، الذي طالب بوقف الهيمنة الدولية وبنزع الاسلحة النووية، وأوقفت الولايات المتحدة مساهمتها في موازنة اليونسكو التي تقدر بنحو 20 % وعادت عن قرارها في العام 2003، وعادت مرة أخرى لتجميد مساهمتها المالية في العام 2011 على خلفية حصول فلسطين على العضوية الكاملة في المنظمة لتكون أول عضوية كاملة تحصل عليها في منظمة أممية، في كل مرة تعود الولايات المتحدة الى اتهام اليونسكو بتسييس عملها او بسوء إدارة أعمالها ولأسباب مختلفة لم تسدد كل من بريطانيا واليابان والبرازيل حصصها في ميزانية العام 2017.

واذا ما نظرنا للاسباب المعلنة التي دفعت الولايات المتحدة للانسحاب في المرة الاولى مقارنة بالاسباب الراهنة نجد الفجوة الكبيرة بين ما كان يعلن في السابق وما يعلن اليوم، فحسب الخطاب السياسي في الثمانينيات فإن احمد مختار امبو ذهب نحو تسييس المنظمة الدولية بطريقة تعمل ضد مصالح الولايات المتحدة، اليوم لا تتورع الاخيرة عن الإعلان رسميا انها لا تعترف بأي معايير للعضوية او اي معايير للانضمام لقائمة التراث العالمي او اي إدانة لإبادة الثقافات المحلية او الآثار الا وفق معايير سياسية تتفق وسياسة ومصالح اسرائيل قبل غيرها ولو كان ذلك على حساب سمعة الولايات المتحدة وتاريخها وانجازتها لصالح الحضارة الانسانية، وعلى حساب انجازات الشعب الاميركي ودعمه لحقوق الانسان ومناصرته للحق في تقرير المصير الذي يفتخر الشعب الاميركي بأنه اول من صك هذا المفهوم ودافع عنه في الربع الاول من القرن العشرين.

وكانت الولايات المتحدة قد فعلتها قبل ذلك حينما تمنعت عن دفع حصتها في موازنة اليونسكو خلال العامين 1975 - 1976 بعد قرار المنظمة الدولية الشهير في العام 1975 باعتبار الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية، وفي جميع هذه المحطات كانت الولايات المتحدة تسعى الى تسييس المنظمة التي تعنى بالثقافة والعلوم والتراث وتحرص على الحريات وحقوق الانسان.

في جميع معارك اليونسكو التاريخية كانت السياسة والاموال هما المحركان الاساسيان في ادارة شؤونها وليست السياسة والاموال وليدة هذه اللحظة الراهنة؛ علينا ان نتذكر انه في العام 1974 حينما وصل العمل الدبلوماسي العربي قمته بعد حرب تشرين وانتزع القرار التاريخي باعتبار الصهيونية حركة عنصرية والذي تم التنازل عنه لاحقا وبعد أن أوقفت الولايات المتحدة مساهمتها قامت دول عربية بتعويض النقص الحاصل في موازنة اليونسكو بالمنح والقروض الميسرة.

الأزمة السياسية الدولية الراهنة تفتقد للشكل وللون والروح؛ السياسة الدولية اليوم تعاني من سيولة عالية ومن براغماتية فجة ومن نمط من التسليع القبيح الذي يجعل دولا وتراثا حضارات وذمم الكبار والصغار قابلة للبيع والشراء، ما يجعل مهمة الثقافة وتراث البشرية صعبة وصعبة جدا لكنها مهمة نبيلة وعظيمة وسوف يذكر التاريخ هذه السنوات الصعبة وتتذكرها أجيال من بعدنا بتبصر وحيرة!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012