أقالت مدريد اليوم السبت قائد شرطة إقليم كتالونيا بعد يوم واحد من إعلان فرض الوصاية إثر تصويت البرلمان الكتالوني لصالح الاستقلال عن إسبانيا.

ونشرت الجريدة الرسمية الإسبانية خبر إقالة جوزيب لويس ترابيرو ضابط الشرطة الأعلى رتبة في كتالونيا صباح اليوم.

وكان تراببيرو مَثُل في السادس من الشهر الجاري أمام المحكمة في العاصمة الإسبانية مدريد بتهمة التحريض على الدولة.

وواجه قائد الشرطة السابق اتهامات بـ'التقصير' في مساعدة الشرطة المدنية الإسبانية في السيطرة على آلاف المحتجين المؤيدين لاستقلال كتالونيا الشهر الماضي.

واستدعت محكمة الجنايات بالإضافة لتراببيرو ضباط شرطة آخر وناشطا كتالونيين فيما وصفت صحيفة 'إلباييس' في حينه تهمة 'التحريض على الدولة' بأنها تهمة غريبة في إسبانيا بعد فرانكو.

وتصل عقوبة 'التحريض على الدولة' في إسبانيا إلى السجن لمدة 15 عاما.

ودخل قرار حل حكومة إقليم كتالونيا وإجراء الانتخابات المبكرة في الإقليم حيز التنفيذ بعد نشره اليوم السبت في الجريدة الرسمية الإسبانية.

وكان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أعلن مساء أمس حل حكومة الإقليم وإجراء الانتخابات في 21 كانون أول/ديسمبر المقبل.

وعقب تصويت البرلمان الكتالوني أمس لصالح الاستقلال عن إسبانيا بدأت الحكومة المركزية بتطبيق المادة 155 من دستور البلاد وعزلت رئيس حكومة كتالونيا ونائبه وأعضاء في حكومة الإقليم وكافة المسؤولين الأمنيين التابعين لوزارة الداخلية.

إلى ذلك دعا رئيس إقليم كاتالونيا كارليس بوتشيمون الذي اقالته السلطات الاسبانية من منصبه، السبت الى “الاعتراض بشكل ديموقراطي على تطبيق المادة 155″ من الدستور الاسباني التي تضع المنطقة تحت وصاية مدريد ردا على اعلان برلمان كاتالونيا الاستقلال الجمعة.

وقال بوتشيمون في خطاب متلفز 'نحن واثقون بان افضل وسيلة للدفاع عن الانتصارات التي تحققت حتى اليوم هي الاعتراض الديموقراطية على تطبيق المادة 155' من الدستور الاسباني التي لجأت اليها مدريد لاقالة السلطات الكاتالونية.

وأضاف في خطابه الذي اختار عباراته بعناية 'سنواصل العمل حتى بناء بلد حر'.

وظهر بوتشيمون محاطا بعلم كاتالوني واخر اوروبي. وحملت الصيغة المكتوبة للخطاب التي وزعت تزامنا مع بثه توقيع 'كارليس بوتشيمون، رئيس الهيئة الحاكمة (جينيراليتات) لكاتالونيا'.

واعتبر ان اقالة الحكومة الكاتالونية وحل البرلمان الاقليمي من جانب مدريد الجمعة 'هما قراران يتنافيان وارادة مواطني بلادنا التي تم التعبير عنها في صناديق الاقتراع'.

وتابع ان سكان كاتالونيا 'يعلمون تماما بانه في مجتمع ديموقراطي، فان البرلمان هو الذي يقيل الرئيس'، لافتا الى ان تفعيل المادة 155 يشكل 'اعتداء مخططا له على ارادة الكاتالونيين'.

وشدد على وجوب الدفاع عن المرحلة الجديدة التي دخلتها كاتالونيا 'بروح مدنية وسلمية'، مضيفا ان “ارادتنا هي مواصلة العمل لانجاز تفويضنا الديموقراطي”.

في خبر أخر وبعد أقل من يوم على تسرب أنباء مؤكدة عن إجراء برلمان إقليم كتالونيا اقتراعا سريا، صوت فيه الأغلبية بالموافقة على الاستقلال، سارعت إحدى الجمهوريات لإعلان استعدادها للاعتراف بـ'جمهورية كتالونيا'.

ورغم إقالة حكومة مدريد قائد شرطة إقليم كتالونيا، جوزيب لويس ترابيرو، وفرض الوصاية التامة على كتالونيا، إلا أن جمهورية 'أوسيتيا الجنوبية' قالت إنها مستعدة للاعتراف باستقلال كتالونيا.

وفي تصريح لوكالة 'سبوتنيك' الروسية، قال وزير خارجية 'أوسيتيا الجنوبية'، ديمتري ميدوف، إنه عاد مؤخرا من برشلونة.

وأضاف: 'افتتحنا مقرا لتمثيلنا. سوف تنظر قيادة أوسيتيا الجنوبية في الاعتراف باستقلال كتالونيا إذا ما تسلمت طلبا في ذلك الصدد'.

وأكد وزير خارجية أوسيتيا الجنوبية أنه 'ليس لأحد الحق في حرمان الكتالونيين من الاستقلال وبناء دولتهم'.

يذكر أن جمهورية 'أوسيتيا الجنوبية' غير معترف بها سوى من روسيا الاتحادية، وفنزويلا، ونيكاراغوا، وناورو وتوفالو.


ويبلغ عدد سكان 'أوسيتيا الجنوبية' نحو 72 ألف نسمة فقط، وذلك بعد استقلالها عن جورجيا مطلع تسعينات القرن الماضي.