أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


كيف تحول رعاة الماشية في النيجر ومالي إلى متشددين؟

13-11-2017 09:31 PM
كل الاردن -
عندما حمل دوندو تشيفو السلاح لأول مرة قبل عقد، كان هذا للسبب نفسه الذي دفع رعاة كثيرين غيره من عرقية الفولاني على طول حدود النيجر ومالي إلى ذلك، وهو حماية ماشيتهم. لم يكن يحمل أي ضغينة تجاه جمهورية النيجر ولا الولايات المتحدة، وإنما كان خلافه مع الطوارق الذين يُغيرون على الماشية. ولكن في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، قاد تشيفو عشرات المتشددين المتحالفين مع تنظيم 'داعش' في هجوم دامٍ ضد قوات من الولايات المتحدة والنيجر، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود من كل دولة. كما أظهر الهجوم مدى خطورة مهمة الغرب في منطقة الساحل الأفريقي.

ووصف وزير دفاع النيجر كالا مونتاري، تشيفو بـ'أنه إرهابي ورجل عصابات وشخص يريد إلحاق الضرر بالنيجر'، مضيفاً: 'نتعقبه ونتفقد أثره وإذا وطئت قدمه النيجر ثانية فسيجري تحييده'. بينما قالت مصادر حكومية مطلعة لـ'رويترز' إن تشيفو، مثله في ذلك مثل كثير من المسلحين فيما يعرف باسم تنظيم 'داعش' في الصحراء الكبرى، حيث تلتقي حدود مالي والنيجر وبوركينا فاسو، كان من الرعاة الفولاني العاديين الذين لا يهتمون كثيراً بـ'الجهاد'. ويمثّل تحول تشيفو وأمثاله من رعاة يحرسون أبقارهم إلى مقاتلين متشددين قادرين على شن هجمات معقدة، قصة تحظى باهتمام القوى الغربية.

عاش الطوارق والفولاني لقرون كبدو رحّل يرعون الماشية ويتاجرون. وتركز أغلب الطوارق في مناطق الكثبان الرملية والواحات في الصحراء، فيما عاش أغلب الفولاني في الساحل، وهي مساحة شاسعة من الأراضي شبه قاحلة تمتد من السنغال إلى السودان. وعلى الرغم من أن الفريقين تعايشا بشكل سلمي في أغلب الأحيان، إلا أن خلافات نشبت بين الحين والآخر، وكانت في العادة بسبب مصادر المياه. وجعلت الزيادة المضطردة في انتشار الأسلحة عبر السنوات تلك الخصومة أكثر دموية.

وكانت نقطة التحول هي الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي عام 2011، مع سقوطه عاد الكثير من المرتزقة الذين عملوا لحسابه من الطوارق إلى ديارهم، ومعهم ما نُهب من ترسانة الأسلحة الليبية. وشن بعض العائدين تمرداً في مالي سعياً لإقامة دولة للطوارق في صحراء شمال البلاد، وهي حركة سرعان ما اقتنصها متشددون مرتبطون بتنظيم 'القاعدة' ينشطون في مالي منذ سنين. وحتى ذلك الحين كان المتشددون في مالي يجنّدون المقاتلين ويجمعون الأموال عن طريق الخطف. وفي 2012 اجتاحوا شمال مالي وسيطروا على بلدات رئيسية، ما دفع فرنسا للتدخّل لإجبارهم على التراجع في 2013.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012