أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
“نيوزويك” : حماس انتصرت وتملي شروطها لوقف إطلاق النار من تحت أنقاض غزة السعايدة يلتقي مسؤولين بقطاع الطاقة في الإمارات ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34049 والإصابات إلى 76901 زراعة لواء الوسطية تحذر مزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم سلطة إقليم البترا تطلق برنامج حوافز وتخفض تذاكر الدخول ارتفاع أسعار الذهب 60 قرشاً محلياً 186مقترضا من مؤسسة الإقراض الزراعي في الربع الأول من العام وزير الأشغال يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري تراجع زوار المغطس 65.5% في الربع الأول من العام الحالي طقس دافئ في معظم المناطق وحار نسبيًا في الاغوار والعقبة حتى الثلاثاء وفيات السبت 20-4-2024 نتيجة ضربة جوية مجهولة المصدر : انفجار هائل في قاعدة عسكرية سستخدمها الحشد الشعبي
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


حوار الطرشان!

بقلم : د.محمد ابو رمان
15-11-2017 11:22 PM
يبذل رئيس الوزراء وحكومته جهوداً ملحوظة، في الأسابيع الأخيرة، في التواصل مع الرأي العام، عبر اللقاء مع هيئات اقتصادية وممثلي المجتمع المدني، والكتل النيابية، ونخبة أكاديمية، في محاولة لشرح أبعاد السياسات الاقتصادية الجديدة وضرورتها للرأي العام.

وبالرغم من التطمينات الحكومية بأنّ القرارات والسياسات، بخاصة تغيير آلية الدعم للخبز، لن تمسّ الطبقة العريضة من الشارع، فإنّ المزاج العام - الذي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي المنبر الرئيس الذي يجري جسّ نبضه من خلالها- لم يتغيّر، ويقابل الجهود الحكومية بخطاب مسكون بالسخرية والرفض!

خلف المشهد، في الكواليس، فإنّ المسؤولين يلقون باللائمة على المواطنين، ويتساءلون كيف يمكن إقناع الناس بأنّ عليهم أن يغيّروا سلوكهم الاستهلاكي ورؤيتهم للوضع الاقتصادي، وأن يقتنعوا بأنّ هنالك إمكانيات محدودة للدولة، وأنّنا أمام تحديّات حقيقية.

بمعنى أنّنا لسنا فقط أمام مزاج اجتماعي سلبي، بل أيضاً رسمي سلبي، وإن كان غير معلن، لكنّه متداول في الحلقات المغلقة والضيقة، وهذا المزاج الرسمي هو فقط للتغطية على الفشل في الوصول إلى الشارع والاتصال معه، لأنّ السياسي، أيّاً كان التبرير والتفسير، المفصول عن الشارع، هو سياسي ومسؤول فاشل، وأي لعبة سياسية لا تؤطّر الشارع والحكومة والمجتمع المدني معاً في إطار واحد، هي لعبة خطيرة وغير آمنة!

إذاً، وبدلاً من الاكتفاء بالتلاوم، والقبول بمنطق 'حوار الطرشان' بين المسؤول والشارع، من الضروري أن يفكّر المسؤولون في الأسباب الكامنة لما وصلنا إليه، وأن يعيدوا النظر في الفجوة العميقة المتجذّرة بين الدولة والشارع (التي كشفت عن أوضح صورها في الاستطلاع الأخير، الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بعد مرور عام على حكومة الملقي)، وفي أولويات الحكومة المطلوبة لردمها، وهي أولويات وضرورات لا تقل أهمية عن تأمين الـ500 مليون دينار للموازنة، وفقاً للتفاهمات مع صندوق النقد الدولي؟!

هل المشكلة هي في تصميم الرسالة السياسية والقنوات الاتصالية بين الحكومة والمواطنين؟ قد يكون ذلك صحيحاً جزئياً، فهنالك اختلالات في بناء الخطاب السياسي، لكنّ ما هو أهم من ذلك إعادة التفكير في القنوات الحيوية والحقيقية للعلاقة بين الشارع والحكومة، وهي التي ضعفت وتراجع دورها، ما خلق الأزمة الراهنة.

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي البديل لدى المواطنين الذين لم يعودوا يعبأون بالاستماع إلى الخطب الرنّانة في البرلمان، ولا انتظار بيانات أحزاب المعارضة، ولا ترقب مقالات قوية في الإعلام، ليس فقط لأنّ العالم تغيّر وثورة الاتصالات قلبت المفاهيم السياسية بصورة كبيرة، وإن كان ذلك صحيحا، لكن – أيضاً- لأنّ هنالك تجريفاً للملعب السياسي الواقعي!

المعارضة السياسية النشيطة، والبرلماني الكارزمي والمناظرات الإعلامية الساخنة، هي ضمانات حقيقية وضرورية لحماية قواعد اللعبة السياسية وترصيص الملعب السياسي وازدهاره، بدلاً من اللعب خارج الميدان وفي الشارع!

إذا كنّا بالفعل جادّين وصادقين في الاعتماد على أنفسنا في المستقبل، وفي نقل المواطنين إلى مرحلة جديدة تقوم على ثقافة الإنتاج والعمل، وعدم الركون إلى الدولة والوظيفة، ولدينا خطط حقيقية في إعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية، لمواجهة المرحلة الجديدة، فإنّ المرحلة ذاتها تقتضي، أيضاً، إعادة هيكلة العقلية الرسمية، لتؤمن بأنّ عبور هذا المنعرج التاريخي، داخلياً وخارجياً، يتطلب تفعيل جسور العلاقة بين الحكومة والمجتمع، وتنشيط المؤسسات السياسية والإعلامية.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012