أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
تأجيل اجتماع الهيئة العامة لنقابة الصحفيين لعدم اكتمال النصاب صندوق النقد الدولي: الاردن نجح في حماية اقتصاده الحكومة: تأخر طرح عطاء تصميم المرحلة 2 من مشروع الباص السريع الأردن يعرب عن اسفه لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة أجواء مائلة للدفء في أغلب المناطق حتى الاثنين بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


شتاء مغترب..

بقلم : احمد حسن الزعبي
18-11-2017 11:50 PM
ثمة تشابه بين سماء الصيف وسقف السجن،كلاهما أجرد الملامح لا علامات فارقة فيه ، تثيران الضجر لمن ينظر
إليهما ليقتل الانتظار،فيقتله الانتظار..
نحن محكومون كذلك بالانتظار ، مثل أم تقف خلف حاجز صالة القادمين تراقب المارين بعرباتهم ، تفتش بين
الوجوه عن ابنها المغترب الذي قال لها انه قادم على هذه الرحلة ، تدقق بسمعها أكثر في وقع أقدام المسافر
الأخير هل هي مشيته؟ لا تستطيع أن تجزم ، يخرج الشرطي يغلق الحاجز باستراحة قصيرة للرحلة القادمة، تخلص
وجبة العائدين و لم يحضر..
**
نحن الواقفون في صالة العطش منذ تشرين الأول ، ننتظر كل المنخفضات القادمة على خطوط الغيم ، نفتش في وجوه الأيام المسافرة ،
ندقق أكثر في وقع أقدام الريح هل تحمل رائحة الشتاء وعرق الأرض المشتاقة؟؟ فتطلق ريح ضجرة زفيرها وتغلق حاجز الانتظار لشهر قادم..
**
في تشرين كانت تبتل واجهات بيوتنا الطينية مثل أبٍ تعب، ويصيب المطر أذرع الخشب و»قرامي» الشجر، نسحبها إلى داخل بيت الطابون
لتنشف قليلاً حتى يأتي دورها في الاحتراق،الحمام ينفض ريشه المبتل يهدل بين فاصلي مطر ، في تشرين كان ينبت الصمغ اللؤلؤي على
سيقان شجر اللوز يذوب من الشتوة الأولى فيثير فينا شهية اللعب..السهول حمراء كجبلة حناء ، والتراكتورات عائدة من وظيفة الحراث
الطويل وقد علقت بأصابع العود كُتلٌ من الطين الطري ، على جوانبها أكياس الخيش الفارغة وبقايا البذار وأصبعين من «حلاوة الحراثين»
و»علبة سردين حار»..في تشرين كانت تجمع الصبايا الغسيل باكراً ، ومن شرع في بناء غرفة إضافية لغرفتيه المصفوفتين كان يغطي
أسمنته بالأكياس والشوادر خوفاً من ان ينتزع هواء المنخفض كل الأغطية ويبلل الاسمنت ..وكنا نشاهد أيضا «الجراكن»تصطف على
الكازيات تحسباً لمنخفض قادم..كنا ننتظر النشرة الجوية أكثر من نشرة الأخبار لنشاهد جمال موسى أو محمد البطاينة في الأبيض والأسود
ليشيران لنا حول المنخفضات التي تتمركز حول قبرص والفرصة المهيأة لسقوط الأمطار..في الليالي الباردة المبتلة بماء المطر كان لطعم
«الهريسة» الحاضرة في أكياس الورق طعم مختلف ،والاجتماع في غرفة العيلة الوحيدة طعم مختلف، والفوجيكا المتوهجة حضور مختلف،
وسكون الأمهات طعم مختلف ..و»الحرامات» المخططة بألوان عريضة و «شرابيشها « تدغدغنا عند النوم حضور مختلف..
يا ايها الشتاء المغترب ، هذه رسالة شوقنا اليك..فاقرأها متى شئت وكيفما شئت وقرر موعد قدومك..يا أيها الشتاء المغترب لا تطل وقوفنا
في صالة الانتظار..فقلوبنا عطشى..وأيامنا تقلع كل مساء على مدرج اللا عودة..يا أيها الشتاء المغترب كن أبا مثلنا واشعر بشوقنا...
(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012