أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


من يجدد لنا ديننا؟

23-09-2011 10:03 AM
كل الاردن -


 حسين الرواشدة

 
الحديث عن التجديد، في الأصل، هو حديث عن الدين، ففي الدين متسع لكل جديد يحقق مصلحة الانسان الذي نزل الدين لخدمته وسعادته، اول آية نزلت في القرآن الكريم تدعو الى “القراءة” وفيها اول امر للانسان المؤمن لكي يختبر ايمانه بالعلم والمعرفة والتجديد.

وفي القرآن اكثر من الف آية تتعلق بالدعوة الى التفكير والتفقه، والتأمل والتدبر واعمال العقل في كتاب الله المسطور والآخر المنظور لاكتشاف الجديد وتجديد المألوف.

والتجديد بحاجة الى دين يحفظه من تجاوز العقل لسلطته.. كما ان الدين بحاجة الى تجديد لكي يسدد فهم الناس له وايمانهم به.

والحديث عن التجديد –ايضا- هو حديث عن الانسان، وعلاقته بربه ومن حوله فالانسان المكلف بالخلافة والعمارة هو انسان التجديد لا انسان التقليد وهو انسان البناء لا انسان الهدم، وبذلك فهو بحاجة الى الدين دائما لكي يطور منهجية تفكيره وحيوية فهمه وعندها يصبح الدين باعثا على الحركة والتطور ولا ينقلب التدين الى دين ولا تصبح الاجتهادات والآراء الفكرية هي المعيار والقيمة لانها نتاج بشري يجري عليه الخطأ والصواب.. وهنا تحضر فضيلة التجديد والاجتهاد.

وتاريخ التجديد في الاسلام هو تاريخ نهوض المسلمين في امور دنياهم قبل ان يكون تاريخ نهوضهم في امور اخراهم ولذلك لم تقتصر النظرة الى المجددين على انهم الفقهاء والعلماء فقط وانما ايضا المصلحون الاجتماعيون والحركيون والخبراء في كافة ميادين المعرفة ممن اضافوا الى الخبرة الانسانية جديدا سواء في مجال علوم الدين او علوم الدنيا.

ترى هل نحتاج اليوم لمن يجدد لنا ديننا... لمن يصلح مؤسساتنا الدينية... لمن يحرك عقولنا نحو فهم الدين على حقيقته؟ وهل هذا التجديد متعلق بالافراد ام بالجماعات .. بالحكومات ام المجتمعات؟

في تاريخنا مئات المجددين الذين قلما نذكرهم.. وفي واقعنا مئات “الجامدين” الذي حولوا الدين من وظيفة الهداية والاصلاح الى وظائف اخرى ... وحده التجديد يدلنا على الدين وينقذنا من سوء احوالنا.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012