23-09-2011 03:48 PM
كل الاردن -
الدكتور عاطف الرفوع
لم تكن ولادة لجنة زكاة بصيرا ولادة عسرة أو شاقة , ولم تواجه انطلاقتها الخيرة المباركة منذ العام وأربعة أشهر ما يعرقل تحقيق برنامجها الاجتماعي , الذي جاء امتثالا لقوله صلى الله على وآله وسلم 'أيما أهل عرصة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله'. بل جاءت سلسة ميسرة بنوايا الرجال المخلصون من أبناء بصيرا الشماء الذين استقر في قلوبهم الإيمان فزادهم الله هدى ونورا على نور تسلحوا بالمعرفة والعلم والإيمان فعرفوا طرائق الحق والخير في سياق تعليمي وتربوي متميز وطنيا إذ يعتبر أبناء بصيرا من المناطق الأكثر تعلما في المملكة .
فجاءت تجربة هذه اللجنة في التكافل الاجتماعي المقرون بصلة الرحم والمودة والرحمة بين أبناء المدينة امتثالا لأوامر الله ورسوله في مد يد العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين وذوي العوز.
إن هذه التجربة تجربة تستحق أن تسيل من اجلها الأقلام راصدة حالة من حالات الخير والعطاء لأبناء هذا الوطن الأشم الأغلى والأحلى يمكن لها أن تمتد إلى باقي مدننا وقرانا في جهد خير يضاف إلى جهود الأجهزة الرسمية في الدولة لمحاصرة بؤر الفقر والعوز والحرمان خاصة أن ذلك يحدث في منطقة هي من اكبر وأوسع جيوب الفقر في الأردن .........
لقد مثلت هذه المسيرة منذ عامها الأول قصة نجاح فريدة من نوعها اختطتها عقول مؤمنة بالله وأياد ناصعة البياض , استهدفت إدخال الفرحة على قلوب المحتاجين في مدينة بصيرا ,وجاءت بمبادرات فردية ذات أبعاد اجتماعية صرفة تنادى بها الأخيار من أبناء هذه المدينة الطيبة لتقديم نموذج في التكافل الاجتماعي يرفد أجهزة الدولة المختلفة في محاصرة بؤر الفقر والعوز في منطقة كما أسلفت هي من أكثر مناطق الأردن فقرا وعوزا .........
فبالرجوع إلى سجلات أنشطتها وجهدها خلال مسيرتها القصيرة منذ عام وأربعة أشهر نجد أنها أصبحت تعيل نحو( 500 ) أسرة فقيرة منها ( 150 ) أسرة تتلقى مساعدات شهرية بقيمة( 4000 دينار) , وترعى نحو(500 ) طالب من طلبة المدارس المعوزين , حيث تقدم لهم حقائب مدرسية وقرطاسيه بقيمة (2000) دينار , وفي شهر رمضان المبارك قدمت مساعدات نقدية وعينية بقيمة (53 ) ألف دينار وتكفل اللجنة ( 65) يتيما.
لقد توجت اللجنة نشاطها لهذا العام بتنظيمها ملتقا علميا للزكاة حضرته عدد من اللجان الفاعلة في مختلف أنحاء المملكة برعاية مدير عام صندوق الزكاة, ولقد وقفت على حقيقة القائمين على إدارتها فوجدت أنهم يشكلون هيئة تطوعية خيرية لا تتلقى آية مكافئات أو رواتب أو مخصصات من أية جهة كانت رسمية كانت أم شعبية , تسعى لجمع التبرعات وإدخالها في حساب اللجنة ويصرف وفقا لدراسة مسبقة , فأعضاء اللجنة يعرفون قومهم جيدا المحتاج منهم والمعوز والمحروم كما يعرفون الذين 'يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ' ولا ' لا يسألون الناس إلحافا 'ولذلك فثمة رصد دقيق وواضح لهذه الحالات التي تبادر اللجنة في سد حاجاتهم بالقدر الوافي والكافي .
إن تجربة لجنة زكاة بصيرا على أهميتها الدينية والاجتماعية يجب أن تعمم وان توضع على أجندة إعلامنا الوطني لتعميمها في أريافنا ومدننا وبوادينا كمثال للسلوك الديني والوطني لأبناء هذا الوطن الخير المعطاء الذي يعج بالأخيار من أبنائه , حمى الله الأردن شعبا ومليكا وأرشدهم إلى كل طرائق النجاح الفلاح .
د. عاطف الرفوع
Atefrafou62@hotmail.com