أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


من مقاعد الدراسة إلى العمل..ضاعت العروبة

بقلم : الفهد الحباشنة
13-12-2017 05:06 PM
كنت لم ازل على مقاعد الدراسة الجامعية حين نشرت هذه الصورة منذ اكثر من ثمان سنوات, حيث لا اذكر سوى تهكمات و ضحك متفرق من قبل اساتذتي و زملائي في الجامعة ، ردود فعل ساخرة اشعرتني لا سيما بارتياح بان المشروع المعروض مستحيل و بعيد عن الواقع.

الى ان بدأت ما يسميها والدي بـ 'الرياح السوداء' باجتياح عقولنا العربية ، مسفرة الى ضياع بوصلتنا بابتعادنا عن هدفنا الاساسي التاريخي و الديني ، وتجاوز العدو الحقيقي. فقسمنا لشيعيّ واخر سنيّ وكرديّ و علويّ وقبطيّ وو.... . من أمة شامخة قوية ثرية بالارض وبالعقول الى شعب يفتقر الايمان بـ'المشروع العربي' المصطلح الذي اصبح مثله مثل العنقاء او اي من المستحيلات الأسطورية ،فكرة بعيدة عن التفكير او امكانية التطبيق . لا ارى من مستفيد لهذا المشروع الا طرفا واحدا ، الطرف الذي لطالما كان مصاباً بعقدة الهجين او الغريب ، مرعوبا من ازدهار و وحدة من حولِه . لم ولن يستفيد من انشقاقاتنا الا الاحتلال الصهيوني على الاراضي الفلسطينية ، لان اي عضوٍ غريب في الجسد لا بد من زواله واضمحلاله، اذ ان الجسد السليم السوي يقوم بطبيعته بطرده ومقاومته.

ولكن للأسف فالعرب في حالتنا في انشغال دائم مغرق بمحاربة بعضهم البعض وتمزيق الكل الى اجزاء متفرقة ضعيفة مهملين الفايروس الاساسي والذي سيتسبب في مقتل الجسد العربي ، فهذا الحال الضعيف الذي كان ضحية بلفور وسايكس بيكو مروراَ بقرار ترامب الأخير ، ما هو الى دلالة على ضياع بوصلتنا واستخفاف الغير بنا كما ذكرت سالفاً ، أمة مكتوفة الأيدي ليس بقدرتها إلاّ الشجب والاستنكار والشعارات المفلسة . كم من أسرة عربية خسرت أبنائها في سوريا والعراق وغيرها من الدول مضحيين بأرواحهم في سبيل قتال اخيه العربي على خلفية مذهبية أو عرقية... فما دامت صراعاتنا الداخلية قائمة فسيظل الغرب متمسكا باتهامه لنا بالعرق القاتل و الدموي ، الاتهامات الغربية المثيرة للدهشة و المتسمة بالوقاحة.

فاذا استعرضنا عينة من سلسلة الحروب الدامية في تاريخ الغرب الحاضر والقديم، فسنشهد دماء سالت على مدى القرون الماضية مثالها حرب الثلاثين عاما بين الكاثوليك والبروتوستات في القرن السادس عشر التي خلفت ورائها اكثر من ثمانية مليون قتيل ،ومرورا بالحرب العالمية الاولى والثانية واستمرارا بوجودهم العسكري في الاراضي العربية خلال القرن الماضي و حتى هذه اللحظة . الحديث يطول عن الدماء التي سفكها الغرب هادفا للسيادة والهيمنة التامة على العالم أجمع ،فلطالما كان وما زال فرضها ذو تكلفة عالية ، لكن ما يميز هذه الحقبة من الزمن مع الأسف ان تكلفة سيادتهم هي دماء وموارد عربية بحتة، وانهيار ادمغة الشباب العربي.

اخشى ما اخشاه ان تكون الصورة المعروضة فقط بداية لنهاية الوجدان والعرق العربي متحسرا على ما ستشهده الاجيال القادمة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012