أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


وزيرة الخارجية النمساوية الجديدة..تتحدث العربية ووالدها عمل طياراً للحسين

22-12-2017 05:14 PM
كل الاردن -
على الرغم من عدم انتمائها إلى حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف، عُينت 'خبيرة الشرق الأوسط' كارين كنايسل، غير المنتمية إلى أي حزب، وزيرة للخارجية في الحكومة الجديدة التي يقودها المستشار المحافظ سبستيان كورتز.

إلا أن تصريحاتها الحادة ومواقفها السابقة من عدة قضايا، تجعل التساؤل مطروحاً حيال الطريقة التي ستتصرف بها في منصبها الجديد.

كان من شبه المؤكد تولي كنايسل المنصب؛ إذ إنها كشفت في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بعد الانتخابات بقرابة أسبوع، عن تلقيها عرضاً من رئيس حزب الحرية هاينز-كرستيان شتراخه، وأنها تنوي قبوله.

ومدحها شتراخه، الذي أصبح الآن نائباً للمستشار، بأنها شخصية عظيمة، وربما تكون 'برونو كرايسكي' الأنثى في المستقبل إذا تعلق الأمر بالوساطة والتقبل والترويج للنمسا بالخارج، في إشارة إلى وزير الخارجية النمساوي في ستينيات القرن الماضي، لافتاً إلى أنها تتحدث العربية والعبرية.

وكان شتراخه زعيم الحزب، الذي كان فيما مضى مقرباً من أوساط النازيين الجدد، قد حاول ترشيح كنايسل لخوض السباق نحو الرئاسة النمساوية في عام 2016، لكنها رفضت حينها.


أمضت بعض فترات طفولته في الأردن

ووُلدت كنايسل، التي يُقال إنها تتحدث 7 لغات، عام 1965 في فيينا، وأمضت جزءاً من طفولتها بالعاصمة الأردنية عمّان، حيث كان يعمل والدها طياراً لدى الملك الأردني حسين بن طلال، وشارك لاحقاً -بحسب تقارير إعلامية- في إنشاء طيران 'الملكية الأردنية'، حسب ما ذكره موقع 'كرونه' النمساوي.

ولم يقتصر ارتباطها بالشرق الأوسط في طفولتها؛ بل عادت خلال دراستها بقسم القانون والدراسات العربية في فيينا لإجراء أبحاث لأجل أطروحتها في القانون الدولي، بجامعة عمان والجامعة العبرية في القدس، إلى جانب دارستها بالولايات المتحدة.

وأجرت تدريباً مهنياً أيضاً مدة عامين في المدرسة الوطنية للإدارة بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، التي يتدرب فيها عادةً النخبة السياسية الفرنسية، حيث مر بها كل الساسة البارزين في فرنسا منذ القرن الماضي، ومن ضمنهم الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، بحسب موقع تلفزيون 'أو آر إف'.

وبعد أن عملت في الحقل الدبلوماسي والقانوني منذ عام 1990 بعدة مناصب، منها في عواصم أوروبية كباريس ومدريد، وضعت حداً لمسيرتها بهذا المجال عام 1998، وبدأت العمل مؤلفة كتب وصحفية حرة، ونشرت كتباً في العديد من المجالات، وأعطت تحليلات لوسائل الإعلام الناطقة بالألمانية والإنكليزية عن الوضع بالشرق الأوسط والطاقة، ودرست في الجامعات، منها الموجودة بلبنان، كجامعة القديس يوسف الكاثوليكية.


مواقف مثيرة للجدل حيال العرب والإسرائيليين واستقبال اللاجئين

وعلى الرغم من ارتباطها بالشرق الأوسط وقضائها طفولتها فيه واطلاعها -كما هو مفترض- على الواقع السياسي فيه، فإنها وجهت انتقادات لاذعة إلى العرب والإسرائيليين على حد سواء، ولم تتوانَ عن انتقاد القائمين بثورات الربيع العربي.

فحظي مقطع ورد في كتاب لها عنوانه 'الشرق الأوسط خاصتي' بانتشار واسع وانتقادات إسرائيلية، حيث كتبت فيه إن الصهيونية التي أسسها تيودور هيرتزل، هي أيديولوجية 'دم وأرض' مبنيّة على الاشتراكية القومية (النازية).

ونقل عنها مدوِّن في موقع 'دير شتاندار' النمساوي، زعمَها بمحاضرة في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رغم قولها إنها تتحدث العربية بطلاقة، أن ضعف التوجه المستقبلي لدى العرب والعقلية المستسلمة للقدر لديهم نابعة عن عدم وجود صيغة المستقبل في اللغة العربية، وهو أمر ليس صحيحاً بالطبع.

وأرجعت الثوراتِ بالعالم العربي جزئياً، في مقابلة أجرتها عام 2015، إلى وجود 'الكثير من الشبان'، الذين ليس بإمكانهم أن يحظوا بامرأة؛ لأنهم لا يمتلكون شقة خاصة بهم أو عمل؛ ومن ثم ليس بإمكانهن الوصول إلى 'وضع الرجل في مجتمع تقليدي'.

وفي ضوء ما سبق ذكره، لم يكن موقفها من اللاجئين القادمين إلى أوروبا في عام 2015، ومن بينها بلادها، خارج هذا السياق، وكان سلبياً للغاية، حيث زعمت أن غالبيتهم 'لاجئون اقتصاديون'، وأن 80% منهم شبان تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً.

وتم اتهامها، بحسب تلفزيون 'أو آر إف'، بأنها تخدم بتصريحاتها الصور النمطية المنتشرة عن اللاجئين، حيث تحدثت بعد أحداث ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا الألمانية، التي تم اتهام مهاجرين بالتحرش بنساء فيها، عن وجود 'فائض من الرجال'؛ بسبب استقبال اللاجئين.

وفي هذا السياق، انتقدت بشكل حاد المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لسياستها المرحِّبة باستقبال اللاجئين في عام 2015، حيث قالت إن ميركل تعاملت بـ'إهمال جسيم' عند التقاطها صور سيلفي مع لاجئين.

واتهمت مراراً الاتحاد الأوروبي بالفشل في قضية اللاجئين، وشككت في إمكانية وجود مغزى من وضع حل أوروبي جامع للقضية. واعتبرت اتفاقية اللاجئين الأوروبية مع حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، صيف 2016، 'عبثية'.

وعاتبت البابا فرنسيس، بمقال لها، على تشبيهه مخيمات اللاجئين في اليونان بمعسكرات الاعتقال النازية.

وأشار تلفزيون 'سيرفوس' إلى أن الوزيرة الجديدة تُعرف بطريقة حديثها الصريحة، المتناسبة مع تعريفها للدبلوماسية بأنها 'إرسال أحدهم إلى الجحيم، لكن على نحو يشعر فيه بالسعادة وهو في الرحلة (إلى هناك)'.


المستشار الجديد يحاول تهدئة الإسرائيليين

إسرائيل وصحافتها كانتا غير متحمستين لتعيينها؛ نظراً إلى مواقف الحزب الذي رشحها لهذا المنصب؛ إذ أعلن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مقاطعة وزراء حزب الحرية الستة في الحكومة، من بينهم وزيرة الخارجية.

وأشارت صحيفة هآرتس إلى تولي حزب بجذور نازية عدة حقائب حكومية منها الخارجية، لافتة في الوقت نفسه إلى تصريحات سابقة، رحب فيها زعيم حزب الحرية بنقل السفارة النمساوية إلى القدس.

وحاول المستشار الجديد، سبستيان كورتز (حزب الشعب)، الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2017، التخفيف من مخاوف تحالف حزبه مع حزب يميني متطرف، وحاول التأكيد في كلمة له بالبرلمان على أنهم سيكافحون كل أشكال معاداة السامية الموجودة في بلادهم مسبقاً، والمستوردة إليها.

وستتولى كنايسل، إلى جانب حقيبة الخارجية، العمل في مجال السياسة الأوروبية واندماج اللاجئين، في ظل برنامج الإئتلاف الجديد الذي يشي محتواه بأنه سيصعب حياة القادمين الجدد في البلاد من الناحية المالية والخصوصية؛ إذ سيتم تخفيض المعونات المقدمة لهم، وسيتم تجريدهم من كل ما يحملون معهم من مال عند الوصول للبلاد.

ويبدو أن كنايسل حاولت منذ بداية عملها، التعامل مع الشأن التركي في ظل دعوات كل من المستشار ونائبه المتكررة لإايقاف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي فوراً، حيث قالت وسائل إعلام تركية إنها اتصلت بنظيرها، مولود تشاويش أوغلو، في اليوم الأول لها بالوزارة.

وانتقدت وسائل الإعلام التركية خطط التحالف الحكومي النمساوي الجديد بشأن العلاقات مع تركيا، فنقل موقع كورير عن الصحفي التركي البارز هاكان جيلك كتابته مقال رأي عن الوزيرة كنايسل عنوانه 'حذار من هذه السيدة'، تحدث فيه عن معارضة الحكومة النمساوية الجديدة العلنية انضمام تركيا إلى الاتحاد، وإلى وجود كاينسل في منصب، كثيراً ما ستتحدث عبره بآراء معادية لتركيا، مشيراً إلى أنها شخص يريد إغلاق كل الأبواب في وجه كل الأجانب والغرباء، على الرغم من أنها متعلمة بشكل جيد وتتحدث العديد من اللغات.
هاف بوست عربي.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-12-2017 08:10 PM

.
-- عندما تقول المستشرقة كارين كنايسل بأننا لا نتحدث بصيغة المستقبل فهي محقة وليست هي من لم تفهم اللغة العربية وحضارتها بل نحن العرب الذين لم نفهمها.

-- ألسنا من نقول دوما "نريد العودة الى الإسلام" في حين علينا أن نقول "علينا التقدم نحو الإسلام"

.

2) تعليق بواسطة :
27-12-2017 03:59 PM

يعني وباختصار ورغم انها ووالدها عاشا ببلد تعتبر المناصب بها وراثية تورث من الاب لابنة ومن الابن الى ابنة لم ترث منصب وزيرة الخارجية بل وصلته بمجهودها الشخصي بغض النظر عن رفض الكثير من مواقفها وتصريحاتها لكنها لم ترث المنصب ولن تورثة بل استحقته عن طريق الترشيح من خلال الحزب المنتمية لة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012