أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
البنتاغون للجزيرة : رد إسرائيل على إيران "سيادي" ونتفهم حاجتها لاجتياح رفح ركلات الترجيح تأخذ ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب مانشستر سيتي تقرير: وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية تسعى الى تغيير الوضع الراهن بالحرم القدسي الملك والعاهل البحريني يؤكدان ضرورة إدامة التنسيق العربي فيصل الشبول : الأردن ليس ساحة لتصفية الحسابات 520 شهيدًا باقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات في غزة زراعة الكورة تحذر مزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية وفاة شخص جراء سيول في حضرموت اليمنية وقرار بتعليق الدراسة 7200 جريح إسرائيلي احتاجوا لتأهيل منذ بداية الحرب الإمارات تدرس واقع بنيتها التحتية وتدعم متضرري الأمطار بعد انتهاء العاصفة الصفدي: لا يمكن الاستغناء عن "أونروا" أو استبدالها مجلس الوزراء يمدد قرار منح شركات النقل السياحي مزايا جمركية وضريبية 3 أشهر حملة لإنارة المقابر في المناطق التابعة لبلدية المزار الشمالي نقل 25 رئيس قسم في أمانة عمان - أسماء راصد: علاقة النواب بالحكومة امتازت بالرضا والود رغم "بخلها" بإرضائهم
بحث
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


متى يتعلم الحكام العرب اللغة العربية؟

بقلم : فيصل القاسم
31-12-2017 05:01 PM
في كل مرة أستمع فيها إلى حديث أو خطاب لبعض الزعماء العرب، أشعر بقشعريرة، لكن ليس تحمسا لفيض أفكارهم، أو روعة بيانهم، أو حلاوة لسانهم، بل حنقا وغضبا على براعتهم وتفننهم بإيذاء اللغة العربية، والإساءة إليها، و'شرشحتها' شر 'شرشحة'.

قلما تجد حاكما عربيا متمكنا من لغة الضاد، أو محترِما لها، أو آبها بها، إلا من رحم ربي، فمعظمهم من قبيلة 'المفعولن بوهو'، فهذا يرفع المجرور، وذاك ينصب المكسور، وغيره يجر المفعول، وآخر يكسر الفاعل، وذاك يضم الماضي، وبعضهم يفتح المضارع، والبعض الآخر يسكـن المبتدأ، ويكسر الخبر، وكأن هناك مخططا عربيا رسميا لتكسير اللغة العربية، والنصب عليها، وجرها إلى أقرب حفرة، لتصبح في محل مقبورة، وعلامة قبرها الكسرة الظاهرة على خاطرها.

لا أدري لماذا لا يهمس مستشارو القادة العرب في آذانهم بعد إلقائهم للخطابات، أو إجراء لقاءات مع وسائل الإعلام ليقولوا لهم: 'تخنتوها' يا أصحاب الفخامة والجلالة والسيادة، والله فضحتمونا بين خلق الله بألسنتكم المعوّجة وتشكيلكم البيكاسي (نسبة إلى بيكاسو)، الذي لا يمكن أن تعرف لرسوماته رأسا من رجل، أو أنفا من أذن.

إن لغتكم العربية فضيحة، وليست فصيحة، لفظا، ونطقا، ونحوا، أيها القادة الأجلاء! فلو سمعكم سيبويه لتململ في قبره. لقد مات الرجل وهو يقول: 'أموت وفي نفسي شيء من حتى'.. أما أنتم فقد تموتون وفي أنفسكم حسرة، لأنكم لم تتمادوا بما فيه الكفاية في الإجهاز على تراثه اللغوي العظيم 'حتة حتة'.

متى توقنون يا حكامنا الأعزاء أن هيبتكم من هيبة لغتكم؟ متى تعرفون أن 'اللغة المكسّرة' التي أدمنتم على معاقرتها تسيء إلى مقاماتكم، وتعطي عنكم انطباعات مُخجلة على أقل تقدير، لا بل تجعلكم تبدون في عيون المستمعين والمشاهدين جاهلين؟ ألا يقولون إن اللغة وعاء الفكر؟ فأين الفكر إذا كان وعاؤه عندكم لغة معطوبة نحوا وإلقاء؟ كيف يستطيع البعض أن يستوعب الإسترتيجيات الكبرى وتشعبات السياسة والاقتصاد إذا كان لا يقدر على استيعاب أحرف الجر والنصب والجزم؟

لا نطالبكم أبدا بأن تكونوا خطباء مفوهين كونستون تشيرتشل، بل على الأقل بأحرف الجر، والممنوع من الصرف، والمضاف إليه، والمبني للمجهول ملتزمين.. هل يرضيكم أن «تئن» أحرف العلة تحت صرير أسنانكم؟ هل يسعدكم أن يصبح الفاعل المغوار في نحوكم مفعولا به، والمجرور المسكين فاعلا بضمتين، والمفعول العنــين فحلا بواوين صغيرتين؟

ألم يلفت أحد انتباهكم أنكم تقترفون مجازر رهيبة بحق اللغة العربية في تصريحاتكم وخطبكم غير العصماء؟ ألم يقل لكم أحد إنكم تجعلون الكثيرين يقفزون من مقاعدهم هلعا من أخطائكم القواعدية الفظيعة؟ لماذا يتكلم بعضكم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية ببراعة متناهية أحيانا دون أن يلحن بكلمة واحدة، بينما يلحن 'عمــال على بطــال' عندما ينتقل للتكلم بلغة الضاد، وكأنه يقول لمستمعيه: أنا أحترم اللغات الأجنبية وأحتقر لغتي العربية؟ أليس تعلم لغتكم الأم أسهل من تعلم اللغات الأجنبية التي تتباهون بتكلمها وكتابتها؟ ما الذي يمنعكم من أخذ دروس لبضعة أشهر لتعلم أبجديات النحو العربي المبسط ومخارج الحروف، خاصة أن كلكم قادر على دفع أجور الدروس الخصوصية، أو شراء كتب تعليم اللغة العربية المبسطة؟

لماذا أيها السادة الكرام لا تتعلمون من نظرائكم الغربيين؟ هل بربكم سمعتم يوما زعيما غربيا يقترف خطأ نحويا واحدا في مقابلاته مع وسائل الإعلام أو خطاباته أمام الجماهير؟ لا أتذكر أنني اكتشفت خلال إقامتي في بريطانيا لأكثر من عقد من الزمان 'دجة' لغوية واحدة لرئيس وزراء أو مسؤول بريطاني.

وكنت أتساءل دائما: 'لماذا يتقن هؤلاء لغتهم من ألفها إلى يائها، قواعدَ، ولفظا، ونطقا، بينما يضرب حكامنا عرض الحائط بأبجد هوز اللغة العربية؟' أليس من المخجل أن يقتل العرب لغتهم الحية، بينما يُحيي الإسرائيليون لغة ميتة؟ هل سمعتم يوما مسؤولا إسرائيليا يتحدث بعبرية ركيكة ونحو مهترئ، ينصب، ويجر، ويرفع على هواه؟

ألا تعلمون أيها السادة أن تشجيع اللهجات المحلية في وسائل إعلامكم العربية المسموعة والمرئية في الآونة الأخيرة مقدمة تمهيدية لـ'سايكس بيكو' الجديدة التي تريد تقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ؟ ألا يُخشى أن يضيع دم اللغة العربية بين القبائل والطوائف والكانتونات وزواريب الشرق الأوسط الجديد؟

لقد ذكرني سلخكم للغة العربية أيها الزعماء العرب بكاريكاتير في صحيفة الجارديان البريطانية قبل بضع سنوات يظهر فيه مجموعة من التلاميذ يعملون بجد، باستثناء واحد فقط لا يأبه بالدراسة، فسأله المعلم: 'لماذا أنت كسول ومهمل في دراستك؟' فأجابه التلميذ: 'أريد أن أصبح رئيسا للوزراء'، على اعتبار أن رئيس الوزراء البريطاني وقتها كان جون ميجر الذي لم يكمل تعليمه الثانوي. وأرجو ألا يجيبنا الطلاب العرب إذا سألناهم عن تخلفهم في اللغة العربية بأنهم يريدون أن يصبحوا زعماء!

ويسألونك: لماذا أصبح وضع لغة الضاد في الحضيض في مدارسنا ووسائل إعلامنا؟ هل نلوم تلاميذ المدارس وطلاب جامعاتنا إذا؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-12-2017 07:30 PM

بعد ان ينتموا لامتهم وينحازوا لمصالحها اولا بعد ذلك ستتحسن لغتهم العربية وتصبح مفهومة للشعوب.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012