أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة سلطنة عُمان: ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 طفلا نقابة الصحفيين تدعو لحضور اجتماع الهيئة العامة غدا الجمعة 30 شاحنة تحمل 100 طن مساعدات تدخل معبر رفح لقطاع غزة مجلس الامن يصوت الليلة على مشروع قرار بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة عودة مطار دبي لطاقته الكاملة خلال 24 ساعة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


التراجع عن القرار.. أولا!

بقلم : د.محمد ابو رمان
19-02-2018 06:01 AM

قرار الحكومة بتحويل قرابة 1400 مريض بالسرطان (من أعمارهم فوق الستين) من مستشفى الحسين للسرطان إلى المستشفيات الحكومية أتى – كالعادة- من غير أي تقديم أو توضيح أو شرح!
فجأة هؤلاء المرضى القلقون، والعائلات التي ترتبط بهم، يجدون أنفسهم معنيين بالانتقال من مركز طبي متخصص بخدمات طبية متميزة إلى مستشفيات حكومية تعاني من الاكتظاظ، في العادة، ونقص في الأدوية ومشكلات أخرى!
مثل هذا القرار كان يقتضي أولا تقديم مبرراته وأسبابه، ثم التأكّد مسبقا من جاهزية وكفاءة المستشفيات الحكومية، والقيام بعملية تسهيل وتيسير لانتقال المرضى إلى هذه المستشفيات، ما يطمئن المرضى أنفسهم، وعائلاتهم بأنّ البديل ليس الحكم عليهم بالإهمال وسوء الخدمة وعدم توافر الأدوية، بل هو قريب إن لم يكن موازيا لما يقدّم في مركز الحسين للسرطان.
لا أعلم كيف توقعت الحكومة أن يكون ردّ فعل المرضى وعائلاتهم والشارع الأردني؟! والأغرب أنّ القناعة - التي أصبحت راسخة- في دوائر القرار تكمن في 'تمرير القرارات' بالحد الأدنى من النقاش، أو الضجة الشعبية حولها، وهذه قناعة كارثية، لأنّ البديل هو الأصح والأصل، فإذا كانت حجج الحكومة قوية فلتدافع عنها، وتواجه الرأي العام الآخر.
عدم الاهتمام بردود فعل الشارع لا يفسّر بوصفه ترفعا عن الشعبوية، بل نقصا وضعفا أمام المواطنين. وبالمناسبة فإنّ المزاج الاجتماعي السلبي هو نتيجة هذا الغياب أو العزوف في الخطاب السياسي الرسمي، واستنكاف المسؤولين عن الاشتباك مع الرأي العام، ليس فقط للدفاع عن القرارات، بل لتطويرها وتحسين المخرجات وتوسيع قاعدة الحوار الوطني، وتعديل الأخطاء بفعالية وسرعة.
لذلك من الخطير أن تبقى الحكومة صامتة - ما دامت غير قادرة على تقديم حزمة بديلة اقتصاديا واجتماعيا-، فمآل هذا الرأي خطير جدا إذ يعني تجذير وتعزيز الفجوة الحالية بين الحكومات والمسؤولين والشارع، والزجّ بها نحو خط التصعيد المتواصل، وهذا الرهان لا أفق حقيقيا له، ولا نتيجة!
إمّا أن تكون الحكومة مقتنعة بقراراتها وقادرة على الدفاع عنها ولديها الحجج، فلتخاطب الشارع والإعلام والبرلمان وتدافع عن نفسها، وهي الطريقة الوحيدة الكفيلة بالاشتباك مع حالة الاحتقان والغضب، أو القلق والشك في أحسن الأحوال، وإذا تبيّن خطأ بعض القرارات فالخطأ – بل الخطيئة- الاستمرار فيها، فالتعديل والتصحيح أفضل، وبذلك يكون الحوار مفيداً للجميع، وهو أفضل من الصمت والفراغ والقطيعة بين المسؤول والمواطن.

الوزير أو المسؤول غير المستعد أو غير القادر على تفسير قرارات حكومته التي يشارك فيها بالتضامن، أو حتى غير مقتنع بها، ليستقيل ويعود إلى منزله، فسياسة الوزراء والمسؤولين الأخيرة تحت شعار 'سكّن تسلم' أضرت كثيراً بعلاقة الدولة بالمواطنين، فإمّا أن يكون الجميع فاعلين ومتفاعلين مع الشارع، وفي مناقشة القرارات الحكومية والبدائل، وإمّا فالحكومة تفقد جدواها ومسمّاها، فليكن كل وزير مسؤول عن قطاعه، من دون الحاجة إلى مجلس وزراء!
لو أخذنا قرار مرضى السرطان، مثلاً، فأظن أنّ الأفضل التراجع عن القرار أولا والآن، وتقسيم المرضى إلى فئات وشرائح، وألا يتم اتخاذ قرار بالجملة بناء على الأعمار، بل الحالات والظروف، بالتزامن والتوازي مع التأكد من أهلية وكفاءة المستشفيات الحكومية وتأمين من يتم نقلها إليها، بإشراف المسؤولين والمعنيين بصورة مباشرة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012