أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


على هامش حديث التعديل الوزاري !

بقلم : شحاده أبو بقر
23-02-2018 10:09 AM

بقلم : شحاده أبوبقر
لم يتعلق أحد من عباد الله جل جلاله بعشق المنصب الوزاري كما يتعلق به نفر من الأردنيين , فالحظوة بمنصب ' وزير ' بالنسبة لهؤلاء البعض تفوق كل حظوة في هذا الوجود , فهم في شوق وولع دائمين لتغيير أو تعديل وزاري لعل الكرة تتدحرج بإتجاههم لينضموا إلى نادي الوزراء , ولا شأن لهم بسواهم من خلق الله في هذا الوطن المأكول المذموم منذ نشأ ! .

أعرف هذا الواقع وخبرته عن قرب من خلال عملي ثمانية عشر عاما مستشارا يستشارفعلا لا تنفيعا فقط ! , لرؤساء الوزراء والأعيان والنواب , فما أن تسري معلومة أو إشاعة عن تغيير أو تعديل وزاري , حتى يشرع هؤلاء بالتقاطر أو بالإتصال الهاتفي بأولئك الرؤساء طالبين ضمهم في التغيير أو التعديل , وبعضهم يلجأ لرؤساء سابقين طالبين تزكيتهم لدى الرئيس المكلف ' فتزبط ' معهم أو مع بعضهم أحيانا , ولا تزبط مع غيرهم في أحيان أخرى .
ما أعرفه من سنن الحياة أن طالب الولاية لا يولى , لكنه ولسوء الحظ في بلدنا قد يولى حتى لو كان غير أهل للمنصب , بمعنى من يسعى حثيثا ويتوسط كثيرا غالبا ما يجد ضالته , ومن يستحي من الله أولا قبل عباده ثم من نفسه , راحت عليه . وأذكر هنا أنني إستحلفت ذات مرة مسؤولا كبيرا فاضلا أحترمه , وقلت , أستحلفك بالله هل فلان وقد دعمته للوصول لمنصب مهم يصلح لذلك المنصب ؟ , سكت برهة وقال .. لن أجيبك ! , وطبعا كان هذا بالنسبة لي أوضح جواب أسمعه في حياتي ! .

مكابدة الشوق لمنصب وزير تعادلها مكابد مماثلة لمنصب ' عين ' عند الكثيرين , ولدي ذكريات كثيرة غير بعيدة عن قصص من هذا القبيل , ولا أجد حرجا في قول أن موظفين صغارا كانوا يسخرون من أولئك المتشوقين لمنصب وزير أو عين بمجرد رؤيتهم قادمين عندما تكون الإشاعة قد سرت في البلد عن شيء من ذلك .

نعم , إلى هذا الحد وأكثر يستخف بالمناصب في بلدنا , ولو أبديت نصيحة لأحد أن لا يفعل يجيبك فورا , وهل فلان أحسن مني , وهو صادق ربما , ويضيف , الغائب عن العين غائب عن الذهن , بمعنى أن عليه أن يقول ها أنا فتذكروني !.

العتب ليس على هؤلاء الباحثين عن منفعة شخصية ووجاهة وما شابه , العتب على كل صاحب قرار يدعمهم ويأخذ بأيديهم حتى وهو يعلم علم اليقين بأنهم ليسوا أهلا للمهمة . أليس هناك من هو أفضل وأحق منهم ! . ثم , ألسنا نتحدث عن وطن ودولة وشعب مكلوم حتى في لقمة عيشه !, وألسنا نتحدث عن وطن تتنازعه المخاطر من كل جانب !, فهل يصح أن يحدث هذا في ظل كل هذا الضنك ! .

الأهم من كل ما سبق أين ' الله ' العلي القدير الذي يسمع ويرى ويراقب ويعاقب , من كل هذا ! , ألسنا نشكوا من الترهل الإداري والإقتصادي والإجتماعي ومن ضنك العيش والفقر والبطالة وندرة المورد وعون من كانوا معينين لنا بعد عون الله !! , ألسنا نشكوا من ضعف الحكومات وضغط المديونية ومن إغلاق الحدود من حولنا وكثرة السدود السادة لحدودنا ! , ألسنا نبحث عن مخرج ينقذنا مما نحن فيه ومن كثرة الأعداء وقلة الأصدقاء ! .


نعم . لا يجوز أن يستمر هذا الحال , وعلى كل طامح طامع بالوزارة أن يلزم بيته وعمله فهذا له أكرم , وما عادت المناصب ترفا توزع على الأقرباء والأصدقاء والمعارف والمحاسيب وليذهب سواهم شركاؤهم في الوطن إلى الجحيم !, وعلى كل صاحب قرار أن يتقي الله بهذا البلد الطيب وهذا الشعب الطيب , وأن يعلم يقينا أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل , وأن عقابه وعذابه شديد في الدنيا والآخرة على حد سواء . وهو جلت قدرته من وراء القصد , والحمد لله رب العالمين .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012