أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


كتب شحادة أبو بقر : لا تثقوا بيهود , ثقوا بالله فقط !

بقلم : شحاده أبو بقر
08-03-2018 07:26 AM


يختلط الحابل بالنابل في دنيا العرب اليوم , فلقد مزقهم أشرار العالم شر تمزيق , ووظفوا ' داعش والقاعدة ' من قبل , أخبث توظيف في تدمير العرب أرضا وإنسانا , وصنعوا بين العرب عداوات وأحقادا يصعب التحلل منها .

مثلما وظفوا مشروع حكام إيران السياسي في المنطقة لإرغام ما تبقى من عرب على التعاون معهم والثقة بهم في مواجهة هذا المشروع , وأضافوا إليه لاحقا ما يصفونه بأحلام العثمانيين كرها بتركيا التي مضت عليها سنوات طوال تسعى للإنضمام إلى الأتحاد الأوروبي ولكن دون جدوى , حتى وهي عضو فاعل في الناتو .
سائر خططهم ومخططهم هو في صالح إسرائيل وضمان هيمنتها مستقبلا على الشرق العربي كله , وليس بواع من ينكر أو يستغرب ذلك , فمنذ تأسست دولة إسرائيل على أيديهم خطت على حائط برلمانها عبارة ' حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ' وتركت تنفيذ ذلك للزمن وأحداثه وتطوراته , وها هي اليوم تجد الفرصة أكثر من ثمينة للشروع قدما في تنفيذ ذلك الحلم الديني بإمتياز , ولكن عبر أدوات سياسية خادعة !

لقد قبلت إسرائيل سابقا قرار التقسيم وهي تعلم أن العرب وهم أهل المولود الشرعيون لن يقبلوا بتجزئة المولود إلى نصفين , ثم عادت وإحتلت كامل فلسطين بما في ذلك القدس الشرقية , وهي اليوم سعيدة بقرار ترمب نقل سفارة بلاده إلى القدس وإعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل !.

اليوم ترمب يترنح وأركان إدارته يتخلون عنه تبعا , وأراهن على أنه لن يكمل فترة ولايته , وأجزم كما عبرت مندوبته في الأمم المتحدة مجازا ' لو أن السماء إنطبقت على الأرض ' في اليوم التالي لقراره , وقصدت بذلك ثورة شعبية عربية إسلامية , لكان ترمب أعاد النظر في قراره , لكن السماء لم تنطبق على الأرض كما قالت , فزاد ذلك ترمب إصرارا , لا بل ها هو يستعد لحضور حفل نقل السفارة ربما .

في المقابل , نتن ياهو أيضا يترنح ويواجه محاكمة أراهن على قرارها بإقصائه عن الحكم .

محمود عباس مهندس إتفاق أوسلو متوهما أن يهود أهل ثقة , بلغ مرحلة اليأس التام من إمكانية حل ولو شبه عادل , وأراهن على إستقالته أو غيابه عن الحكم قريبا !

وعليه , لا بد من تذكير من قد يثقون بيهود , بما قالته جولدا مئير رئيسة وزراء إسرائيل سابقا عقب إحتلال
الضفة الغربية ووصولها إلى القدس الشرقية , ومضمونه ' ها أنا يخيل لي أني أشم رائحة خيبر ' , ولهذ الكلام الخطير معناه العميق والخطير الذي يعيدنا إلى مقولة : حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ! .
هذا هو حلم كل يهودي , والمتدينون المتشددون في إسرائيل يؤمنون دينيا بهذا الحلم , لكنهم يرون أن زمانه لم يحن بعد ولا بد أن يحين , وعليه فلا ثقة بيهود , وهم لا يحفظون العهود والوعود , ولنا في خيانتهم للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خير دليل , وهم يقيمون اليوم دولتهم في تنشئة الأجيال على عقيدتين , دينية تؤمن بأن بلادهم تمتد من الفرات إلى النيل , وعسكرية تبيح قتل العربي حيثما أمكن ذلك !

وعليه أيضا , نجزم بأن كل واهم قد يثق بيهود , إنما هو مخطيء تماما بحق نفسه وأمته معا , ومن لا يقتنع فليسألنا نحن الأردنيين والفلسطينيين والمصريين كشعوب قبل أن يسأل حكامنا إن أراد , ومنا من تعامل معهم وفقا لإتفاقيات سلام , ولكنهم وكعهدهم دوما , ناقضوا عهود ووعود , لا يؤتمن جانبهم ولا يوثق لهم بعهد أو بوعد ! .

للعرب جميعا من المحيط إلى الخليج , لا تثقوا بيهود , وأجعلوا ثقتكم بالله الواحد الأحد فقط , ثم , بأمتكم العربية والإسلامية , وستكون الغلبة لكم بوعده سبحانه وتعالى , مهما تجبر يهود أو طمح وطمع أحد سواهم ! . والله من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012