أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


أولمرت في سيرة حياته :فشلنا في حرب لبنان وأتحمّل المسؤولية وفساد نتنياهو فاق الخيال

15-03-2018 01:23 PM
كل الاردن -

حصل الـ”سّر” الأكثر انتشارًا في إسرائيل، والذي يتعلّق بهزيمة جيش الاحتلال في “حرب لبنان الثانيّة” ضدّ حزب الله، والتي استمرّت 34 يومًا بالتمام والكمال، في صيف العام 2006، حصل على تصديقٍ رسميٍّ وعلنيٍّ ومُوثّقٍ من رئيس الوزراء الإسرائيليّ السابق، أيهود أولمرت، الذي اتخذّ قرار شنّ العدوان على لبنان: في كتابه الجديد عن سيرة حياته، والذي نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، اليوم الخميس مقاطع منه، يُقّر أولمرت، بدون لفٍ أوْ دورانٍ، بفشل دولة الاحتلال في المُواجهة العسكريّة مع حزب الله ويقول بالفم الملآن: أتحمّل مسؤولية جميع الإخفاقات التي ميّزت حرب لبنان الثانيّة.
وكان قد أُخلي سبيل أولمرت العام الماضي 2017، بعد قضائه 16 شهرًا في السجن إثر إدانته في قضايا فساد صدرت بحقه على إثرها أحكام بالسجن لمدة 27 شهرا، إلّا أنّه تقرر الإفراج عنه إفراجًا مبكرا في 29 حزيران (يونيو) من العام المُنصرم، والكتاب الجديد، الذي صدر، خضع لمقّص الرقيب العسكريّ، الذي اتهمّ رئيس الوزراء السابق بارتكاب مُخالفةٍ تمسّ بأمن الدولة العبريّة، وبقي التحقيق مُستمرًا حتى قبل عدّة أسابيع، عندما أعلنت وزارة الأمن في تل أبيب عن إغلاق الملّف ضدّ أولمرت، وسمحت له بنشر الكتاب، الذي عكف على تأليفه وهو داخل السجن.
وجاء في الكتاب أنّ حرب لبنان الثانيّة اتسّمت بعددٍ كبيرٍ من الإخفاقات والفشل، كما أكّد أولمرت في كتابه، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه في الرابع عشر من آب (أغسطس) من العام 2006، وبعد أنْ وضعت الحرب أوزارها ودخل اتفاق وقف إطلاق النار إلى حيّز التنفيذ، اعتلى أولمرت منصّة الكنيست وقال بالحرف الواحد: أتحمّل مسؤولية جميع الإخفاقات، أتحمّلها بشكلٍ شخصيٍّ، ولا أُوجّه أصابع الاتهام لأيّ شخصٍ غيري.
وتابع قائلاً في كتابه الجديد: لم أُقدّم نفسي كضحيّةٍ، لم أتهّم أيّ شخصٍ آخر بالمسؤولية عن الفشل، بما في ذلك الوزراء الذين كانوا آنذاك في الحكومة التي ترّأستها، كنت المسؤول عن الفشل، وما زلت مسؤولاً عنه. وبرأيه، كما شدّدّ في الكتاب الجديد، مُباشرةً مع انتهاء الحرب باشر بنيامين نتنياهو، ووزير التربيّة الحاليّ، نفتالي بينيت، الذي كان يعمل إلى جانب رئيس الوزراء الحاليّ، باشرا باستغلال نتائج الحرب لطعن في شخصيتي، بالإضافة إلى عناصر أخرى من اليمين في الدولة العبريّة، واعتمدوا في ذلك على تبرعاتٍ من أثرياءٍ يهود يسكنون في خارج البلاد لتمويل حملة التشهير به.
وشدّدّ أولرت في كتابه على أنّ نتنياهو والعديد من الشخصيات السياسيّة في اليمين الإسرائيليّ استغّلوا نتائج الحرب للطعن في الحكومة والعمل على إسقاطها، واستخدموا المظاهرات التي نظّمها ضباط وجنود في الاحتياط ضدّ الحرب، “كما أنّ أعضاء في مركز حزب (ليكود) بقيادة نتنياهو قاموا بالتظاهر ضدّي، وجميع هؤلاء تمّ تحريضهم من قبل نتنياهو بشكلٍ شخصيٍّ للإيقاع بيّ”.
وشنّ أولمرت في الكتاب هجومًا لاذعًا للغاية على رئيس الوزراء نتنياهو وزوجته ساره، التي تعمل أخصائيّة نفسيّة، وقال إنّ رئيس الوزراء يُواصل القضاء على كلّ شيءٍ جميلٍ في الدولة العبريّة، متهمًا إيّاه بأنّه يعيش وعائلته على حساب الشعب وعلى حساب الـ”أصدقاء” الأثرياء من إسرائيل ومن خارجها.
وشدّدّ على أنّ نمط حياة نتنياهو وعائلته يتسّم بالعنجهية والكبرياء وتبذير الأموال التابعة للشعب من أجل المتعة في الحياة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه كان يملك شقةً في تل أبيب، خلال رئاسته للحكومة، ولكنّه خلافًا لنتنياهو، لم يقُم، لا هو ولا زوجته ولا أيّ فردٍ من أفراد عائلته بتبذير الأموال، ووصلت نفقات الشقّة في تل أبيب شهريًا إلى مبلغ ألف دولار فقط، على حدّ قوله. وجزم قائلاً إنّ تبذير الأموال العامّة من قبل نتنياهو وأفراد عائلته يصرخ حتى السماء، وفق وصفه، مُشيرًا إلى أنّه لا يتحدّث عن حصول نجل نتنياهو على حراسةٍ من الشاباك الإسرائيليّ وعلى سيارةٍ خصوصيّةٍ من أموال الحكومة.
وبرأي رئيس الوزراء السابق في كتابه الجديد، فإنّ ظاهرة تبذير الأموال لدى عائلة نتنياهو هي ظاهرة فريدة من نوعها، لم تعرفها إسرائيل من ذي قبل، ويؤكّد في الوقت نفسه على أنّه من المُستبعد جدًا أنْ تتكرر هذه الظاهرة بهذا الشكل الفظّ، بحسب قوله. أولمرت، المعروف بسلاطة لسانه، قال عن ساره، زوجة نتنياهو إنّها تتفاخر جهارًا نهارًا بما قدّمت لإسرائيل، وبما ما زالت تُقدّم لأطفال القدس ضمن عملها كأخصائيّة نفسيّة، ويُضيف: لا أُريد كشف أمورٍ مُربكةٍ عنها، وأكتفي بالقول إنّ حظّ أطفال القدس يلعب لصالحهم، لأنّ السيّدة نتنياهو لا تحضر تقريبًا بالمرّة إلى مكان عملها.'
لناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس '
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012