|
|
ترمب .. للمرة الثانية ( سترون ) ! !
بقلم : شحاده أبو بقر
22-03-2018 01:06 PM
للمرة الثانية منذ توليه سدة الرئاسة يستخدم الرئيس الأميركي كلمة ( سترون ) في جواب عن أسئلة الصحفيين في البيت الأبيض , المرة الأولى كانت على الطائرة الرئاسية ردا على أسئلة الصحفيين حول ما سيفعل بشأن إستخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد بلدة سورية , والمرة الثانية قبل أمس الثلاثاء جوابا عن أسئلة مماثلة بشأن الموقف من برنامج إيران النووي .
في المرة الأولى توقعنا ضربة عسكرية لسورية , وهذا ما حدث بالفعل , على أن محللين كثر حول العالم , أشاروا إلى أن ترمب كان يريد هجوما أكبر ضد سورية , إلا أن مستشاريه وأركان إدارته في وزارة الدفاع والبيت الأبيض والمخابرات ضغطوا كثيرا وجعلوها محدودة على نحو ما كانت عليه .
اليوم الأمر يتعلق بإيران وبرنامجها النووي , وها هو ترمب يعيد إستخدام الكلمة ذاتها , ( سترون ) ما سأفعل بعد المهلة المحددة لإتخاذ القرار بهذا الشأن ومدتها شهر !
ليس من قبيل الصدفة ربما أن يعلن في إسرائيل وبعد يوم واحد من تصريح ترمب الأخير , عن أن الضربة الإسرائيلية التي وجهتها طائرات إسرائيلية لمنطقة دير الزور السورية عام 2007 , إستهدفت مفاعلا نوويا كانت سورية تبنيه سرا في ذلك الموقع .
هناك خيارات عديدة يملكها ترمب حيال إيران وبرنامجها النووي , أقلها ربما إنسحاب واشنطن من الإتفاق الموقع بينها ودول أوروبية من جهة , وإيران من جهة ثانية , وهو إنسحاب إستبقته إيران بإعلان أنها ستعتبر الإتفاق لاغيا في حال أقدمت الولايات المتحدة على خطوة كهذه . كل المؤشرات السياسية تقول , إن ترمب يمارس ضغوطا هائلة على إيران التي تعاني حاليا أزمة سياسية وإقتصادية متدحرجة وصل مداها حد تبادل الإتهامات بالفساد وعلى أعلى المستويات , الامر الذي يحفز الشارع الإيراني على مزيد من الإحتجاجات ضد ما يعرف بهدر مقدرات وثروات إيران على تصدير الثورة والتدخل في شؤون دول أخرى على حساب متطلبات الشعب الإيراني .
إيران معروفة بممارسة ' التقية ' سياسيا شراء للوقت بإنتظار مفاجآت وتحولات دولية , وهي سياسة ثبت نجاحها أكثر من مرة , لكنها هذه المرة تعاني أزمات داخلية باتت واضحة للعيان , وهي أزمات قد تفرض عليها تقديم تنازلات لعل منها الخروج من سورية والكف عن التدخل بالشؤون العراقية واليمنية وسواها والتوقف عن دعم حزب الله الذي أعلن رئيسه حسن نصرالله أن موارد وأسلحة ورواتب الحزب تأتي كلها من إيران .
في كل الأحوال فترة شهر ليست بالطويلة خاصة في هذا الزمن الذي تمر أيامه مر السحاب , لنرى ماذا يقصد ترمب بكلمة ( سترون ) التي أطلقها للمرة الثانية , لكنها تعني الكثير بالنسبة لنا في الأردن , خاصة إذا ما تطورت الأمور إلى حرب أكبر قد تشترك فيها دول وجهات عدة مثلا , منها إسرائيل وسورية وحزب الله وربما غيرهم والله أعلم , وهذه حالة تقلقنا إن طالت وتشعبت , وربما فيها حل لما يجري في سورية ! , خاصة وقد قال ديمستورا صراحة , أن ما يجري في سورية حاليا هو تقسيم واضح , وهذا أمرخطير يقلقنا جدا .
بصراحة , الأمور ملتبسة ومختلطة ومتشابكة , ولا أحد سوى الله جل جلاله يمكنه فهمها وفك رموزها وشيفراتها , والله يستر , ويحمي بلدنا من شرورها . وهو من وراء القصد
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|