أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
125 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك مسيرات تضامنية بمحافظات عدة عقب صلاة الجمعة إسنادا لغزة الصفدي: يجب وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل 72 مليون دولار قيمة المساعدات النقدية لـ 330 ألف لاجئ في الأردن العام الماضي الاقتصاد الرقمي تحجب 24 تطبيق نقل ذكي غير مرخص في الأردن الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للمسجد الأقصى ارتفاع حصيلة عدد شهداء قطاع غزة إلى 32623 شهيدا برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم بسبب دعمه إسرائيل وبحضوره واوباما وكلينتون .. محتجون يقاطعون حفل تبرعات لحملة اعادة انتخاب بايدن للأردنيين .. انتبهوا الى ساعاتكم ! وفيات الجمعة 29 -3 - 2024 “أتلانتيك”: لماذا بنيامين نتنياهو أسوأ رئيس وزراء لإسرائيل على الإطلاق؟ خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


لاجواء الملتهبة وغربلة البيدر

بقلم : د. رشيد عباس
22-03-2018 01:22 PM

في سبعينات القرن الماضي كانت منطقة الشرق الاوسط وبالذات منطقتنا كانت مضطربة, في تلك الاثناء كانت زيارات وزير الخارجية الامريكية «هنري كيسنجر» مكوكية بمعنى سريعة وخاطفة ومتكررة.
في تلك الاثناء وجّهت الصحافة الامريكية مجموعة من الاسئلة والنصائح لـهنري كيسنجر كمستشار للأمن القومي الامريكي, وكراسم سياسة الولايات الامريكية المتحدة تدعوه فيها الى ان يقوم بتأجيل زياراته لمنطقة الشرق الاوسط شيئا من الوقت كون منطقة الشرق الاوسط كانت تعيش وقتها اجواء سياسية ساخنة وملتهبة, فتبسم كيسنجر ضاحكا ليقول للصحافة: انا احب ان اعيش في الاجواء الملتهبة,.. لا ننكر ان لكيسنجر إنجازات ما زالت آثارها ممتدة حتى اليوم، مثل الانسحاب من فيتنام، وفصل القوات على الجبهة العربية الإسرائيلية عام 1974، وزيارة الرئيس الأميركي نيكسون إلى الصين، ومعاهدة الحد من التسلح SALT التي عقدت مع الاتحاد السوفييتي, ناهيك عن دوره في جهود التسوية في الشرق الأوسط.
قبل صعود المطرب المعروف العندليب الأسمر «عبد الحليم حافظ» لغناء قصيدة قارئة الفنجان المعروفة وهي من كلمات الشاعر السوري الكبير نزار قباني والتي تعتبر اكثر القصائد تشاؤما كما وصفها العندليب, قبل صعوده بساعة قال له مرافقوه ان جمهورك على المسرح ملتهب من كلمات الاغنية, فقال: (اللي مش عاوز يسمع يطلع),..يذكر ان قارئة الفنجان, هذه المقطوعة البديعة كانت آخر ما نشد العندليب الأسمر على المسرح، القصيدة ألفها الشاعر الشهير نزار قباني، ولها الكثير من الحكايات خصوصًا محاولات عبد الحليم حافظ التردد في غنائها ومحاولات تعديل بعض كلماتها نظرا لحالة التشاؤم فيها, حيث ان العندليب أجرى 38 اتصالا بالشاعر نزار قباني لإجراء تعديلات على الأغنية فكانت تواجه بالرفض في كل مرة كون القصيدة مكتملة ولا يجوز هدمها.
عندما كنت مدرسا مبتدئا لمادة الرياضيات المعاصرة في احدى المدارس الحكومية, قمتُ ببناء فقرات اختبار من النوع الصعب على طلبة الصف الاول الثانوي العلمي,..كانت النتائج متدنية للغاية, وقتها نصحني مدير المدرسة وبعض الزملاء ان اقوم بإلغاء نتائج ذلك الامتحان او العمل على تعديلها كون فقرات الاختبار من النوع الصعب وان الطلبة محتجون وضاجون من النتائج الامر الذي ادى الى تشكل اجواء ملتهبة داخل غرفة الصف ادّت الى فوضى داخل الصف,..تكسير مقاعد, اغلاق الكتب والدفاتر, اخفاء الطباشير والمساحة, خروج بعض الطلبة من الصف, صراخ وصفير من بعض الطلبة, تفهمت الموقف وقتها واخذت بنصائح الزملاء فقمت بتعديل علاماتهم عن طريق زيادة 15 علامة لكل طالب, حتى اصبحت علاماتهم ضمن المنحنى الطبيعي.
طبعا الاجواء الملتهبة في سبعينات القرن الماضي كانت بسبب تململ دولة اسرائيل الاستيطانية وخطواتها التوسعية (من الفرات الى النيل), وفي اغنية قارئة الفنجان كانت بسبب كلماتها التشاؤمية (نجّمت كثيراً لكني لم اقرأ أبدا فنجانا يشبه فنجانك), وفي غرفة صفي كانت بسبب صعوبة فقرات الاسئلة (اثبت ان المستقيمين المتوازيين لا يلتقيان), وبكل صراحة الاستيطان يحتاج الى غربلة, وكلمات اغنية قارئة الفنجان تحتاج الى غربلة, وفقرات اسئلة الاختبار تحتاج الى غربلة, هذه الايام المنطقة تعيش اجواء ملتهبة, ويبدو انها لن تهدأ لها حال الا بواقع جديد.
نعم المنطقة والله اعلم قادمة على «غربلة» بطريقة هز الغربال من اليمين الى اليسار, ومن اليسار الى اليمين, كيف لا والغربال سيد البيدر حيث تتساقط من بين ثقوبه كل حبات «الزوان»، ويبقى «القمح» بلونه الذهبي يعانق شمس حزيران وتموز ليـمّـد الأمـة بـعـنـاصـر الـقـوة الـتـي تـمـكـنّـهـا مـن الـصـمـود فـي وجـه مـخـتـلـف الـتـيـارات وتـدفـع بـهـا نـحـو الـتـقـدم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012