أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


وفاة ويني، الزوجة السابقة لنسلون مانديلا، و"أيقونة النّضال" المثيرة للجدل

02-04-2018 10:15 PM
كل الاردن -

-توفيت #ويني_مانديلا، الزوجة السابقة لرمز الكفاح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا #نلسون_مانديلا، عن 81 عاما، بعدما تسلمت شعلة هذا النضال عندما كان زوجها يقبع خلف القضبان، قبل أن تشهد مسيرتها انحرافا.

وقال فيكتور دلاميني، الناطق باسم ويني مانديلا، في بيان: 'بحزن عميق، نعلمكم بوفاة السيدة ويني ماديكيزيلا مانديلا التي فارقت الحياة في مستشفى ميلبارك في #جوهانسبورغ الاثنين 2 نيسان'.

ووصف ديسموند توتو، كبير أساقفة جنوب افريقيا سابقا الحائز جائزة نوبل للسلام، ويني مانديلا بأنها 'من أكبر رموز' النضال ضد نظام الفصل العنصري. وقال: 'رفضت الاستسلام في مواجهة سجن زوجها والمضايقات المستمرة لعائلتها على يد قوات الأمن والاعتقالات وقرارات الحظر التي طاولتها. موقف التحدي الذي اعتمدته شكّل مصدر الهام كبير لي ولأجيال من الناشطين'.

ولدت نومزامو وينفريد زانيوي ماديكيزيلا المعروفة بكل بساطة بـ'ويني' في 26 أيلول 1936 في بلدة مبونغويني الواقعة في ما يعرف راهنا بالكاب الشرقية التي يتحدر منها مانديلا أيضا. واستمر زواجها بنلسون 38 عاما، بما في ذلك السنوات الـ27 التي أمضاها في السجن.
مواضيع ذات صلة

'كان مجرّد فكرة'... مستشفى الأطفال في جوهانسبرغ حلم نلسون مانديلا يتحقّق

وحازت ويني شهادة جامعية في مجال الخدمة الاجتماعية، وهو أمر كان يعدّ استثنائيا في تلك الفترة لامرأة سوداء. تزوجت بمانديلا عندما كانت في الحادية والعشرين، في حين كان هو يناهز الأربعين، مطلقا، وله أولاد. وسرعان ما طغى الالتزام السياسي على حياتهما الزوجية.

وكتبت ويني في مذكراتها: 'لم تكن لدينا فعلا حياة عائلية... ولم يكن في وسعنا انتزاع نلسون من شعبه. فمكافحة نظام الفصل العنصري والأمة كانا يأتيان في المقام الأول'.

وبقيت ويني وحيدة مع ابنتيهما بعد توقيف مانديلا في آب 1962. وتسلمت شعلة النضال ضد نظام الفصل العنصري لصالح البيض. وأصبحت المرشدة الاجتماعية الشابة محط حملات تهويل وضغوط متواصلة. زجت في السجن، وخضعت للإقامة الجبرية قبل عزلها في منزل في قرية نائية استهدفه هجومان بالقنبلة.

لكن كل هذه الضغوط لم تثبط عزيمة المناضلة التي ما انفكت تتحدى سلطات البيض. وباتت من أبرز وجوه حزب المؤتمر الوطني الافريقي، رأس الحربة في هذا الكفاح. العام 1976، دعت طلاب سويتو إلى 'الكفاح حتى النهاية'.

لكن سرعان ما تحولت ويني مصدر إزعاج للحزب. في وقت كان الخونة المفترضون للقضية يُحرقون أحياء مع إطار حول عنقهم، صرحت ويني أن شعب جنوب افريقيا عليه أن يتحرر بواسطة 'عيدان ثقاب'، مما اعتبر نداء صريحا الى القتل.

أحاطت ويني نفسها بشبان شكلوا حرسها المقربين، في إطار ما عُرف بـ'مانديلا يونايتد فوتبول كلوب' (ام يو اف سي)، واستخدموا أساليب عنيفة في شكل كبير.

العام 1991، دينت ويني بتهمة الضلوع في خطف شاب ناشط هو ستومي سايبي. وحكم عليها بالسجن 6 أشهر قبل خفض هذه العقوبة والاستعاضة عنها بفرض غرامة مالية.

العام 1998، أعلنت 'لجنة الحقيقة والمصالحة' المكلفة المحاكمات المرتبطة بالجرائم السياسية خلال نظام الفصل العنصري، ويني مانديلا 'مذنبة سياسيا وأخلاقيا بانتهاكات لحقوق الإنسان' ارتكبها أعضاء 'ام يو اف سي'.

ووصفت هذه المرأة التي لقبت بـ'عرابة الأمة'، هذا الإعلان بأنه 'مخز'، رغم اتهام شهود لها بممارسة التعذيب.

وقال عنها يوما ديسموند توتو، وهو صديق نلسون مانديلا: 'لقد كانت رمزا مذهلا للكفاح، أيقونة للتحرير. لكنها انحرفت بعدها عن مسارها في شكل مريع'.

بعد تعيينها نائبة لوزير الثقافة، عقب أول انتخابات محلية يشارك فيها السود في 1994، أقالتها حكومة زوجها من منصبها بعد عام بتهمة عصيان الأوامر الرسمية.

وبعدما نبذتها إدارة حزب المؤتمر الوطني الافريقي وادانتها مجددا العام 2003 بتهمة التزوير، عادت ويني إلى السياسة بعد 4 سنوات، عبر الانضمام إلى اللجنة التنفيذية للحزب، وهي الهيئة الحاكمة للمؤتمر الوطني الافريقي.

كانت حياتها زاخرة بالتناقضات. فقد عرفت ويني التي انتخبت نائبة العام 1994 وأعيد انتخابها في كل الانتخابات التالية، بتغيبها عن البرلمان. حرصت على الدفاع الدائم عن الفقراء، رغم البذخ الكبير الذي طبع حياتها. انتقدت بشدة الاتفاق التاريخي الذي وقعه زوجها مع البيض لإنهاء الفصل العنصري. وقالت في تصريحات لها: 'مانديلا تخلى عنا. الاتفاق الذي أبرمه سيىء للسود'.

حققت صورة الزوجين مانديلا يمشيان يدا بيد عند الإفراج عن بطل مكافحة نظام الفصل العنصري العام 1990، انتشارا عالميا واسعا. غير أن طريقهما افترقت، إذ تطلقا العام 1996 بعد مسار قضائي شاق كشفت خلاله خيانات زوجية متعددة لويني.

واستمرت مفاعيل هذا الجفاء بينهما، حتى بعد وفاة نلسون مانديلا نهاية العام 2013. فهو لم يترك لها شيئا، مما أثار غضبها ودفعها الى خوض معركة قضائية لاستعادة المنزل العائلي في كونو (جنوب). غير أن القضاء ردّ مطالبها أخيرا.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012