أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
آيزنكوت : أضعف أعداء إسرائيل كبدها أفدح الأضرار يحتوي على ملجأ نووي:اتهامات لنتنياهو بتلقي "هبة محظورة" باقامته بقصر ملياردير امريكي السفير الروسي لدى واشنطن:امريكا حولت أوكرانيا إلى ساحة اختبار لتنفيذ البرامج العسكرية البيولوجية حماس: لا صفقة دون انسحاب الاحتلال من غزة وعودة النازحين البنك الدولي: الاقتصاد الاردني أظهر مرونة وسط صدمات خارجية متتالية المنتخب الأولمبي يتعادل سلبيًا مع أستراليا في افتتاح كأس آسيا الملك يحذر من خطورة الدخول بدوامات عنف جديدة تهدد الأمن الدولي الملك يتلقى رسالة من سلطان عُمان فيضانات جنوب روسيا.. حاكم مقاطعة كورغان يهيب بالسكان النزوح إلى مراكز الإيواء "تايمز": لندن تتفاوض مع 4 دول لترحيل اللاجئين من بريطانيا إليها بلاغ رسمي : الخميس 2 أيار عطلة عيد العمال الملك: ما تشهده المنطقة قد يدفع للتصعيد ويهدد أمنها واستقرارها العمل: العفو العام لا يشمل غرامات تأخير تجديد التصاريح إتلاف نحو نصف طن مواد غذائية بينها لحوم في إربد القوات المسلحة الأردنية تنفذ 3 إنزالات جوية على غزة بمشاركة دولية - صور
بحث
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024


هل يَنتقِم عبد الله غول من “صَديقِه اللَّدود” أردوغان ويَترَشَّح مُنافِسًا لَهُ في الانتخابات الرِّئاسيّة ؟

بقلم :
25-04-2018 06:27 PM


يعتقد الكَثير من الخُبراء في الشُّؤون السياسيّة التركيّة أنّ نُزول الرئيس التركي الأسبق عبد الله غول إلى الحَلبة الانتخابيّة الرئاسيّة في 24 حزيران (يونيو) المُقبِل سيُشَكِّل التحدِّي الأكبَر للرئيس رجب طيب أردوغان، وربّما يُؤدِّي إلى الإطاحةِ بِه، وحزب “العدالة والتنمية” من سُدَّة الحُكم بعد 15 عامًا من التَّربُّع على العَرش دُونَ مُنافَسةٍ حقيقيّة، لأنّه أي السيد غول، يأتِي من الحاضِنة نَفسِها، وما زالَ يحظى باحترامِ كَبيرٍ في أوساطِ قِطاعٍ عَريضٍ من الإسلاميين وأعضاء الحِزب الحاكِم.
الرئيس أردوغان أدركَ بِحِسِّه السِّياسيّ أن قاعدته الانتخابيّة تَضعُف، بسبب تَدهور قِيمَة اللِّيرة التركيّة، ووجود مُؤشِّرات على احتمالِ تَراجُع الاقتصاد في العامَين المُقبِلَين، ولهذا قرَّر تقديم مَوعِد الانتخابات المُقرَّرة في تشرين ثان (نوفمبر) عام 2019 إلى 24 حزيران (يونيو) المُقبِل، ولكنّه لم يَتوقَّع أن يَنزِل “صديقه” القديم غول إلى حلبة المُنافَسة مَدعومًا مِن تَكتُّل مُعظَم كُبرى أحزابِ المُعارَضة، إن لم يَكُن كلها، وعلى رأسِها حِزب الشَّعب الجُمهوري.
أخطأ الرئيس أردوغان في نَظَر الكثيرين بإبعادِ السيد غول من الدَّائِرة القِياديّة المُصَغَّرة لحِزب “العدالة والتنمية” الذي شارَك الأخير في تأسيسِه، وتَولَّى رِئاسة الوزراء بعد فَوزِه في الانتخابات عام 2002، نَظَرًا لحَظر زعيمه أردوغان لمُخالفةٍ دستوريّة، ولم يَتصوَّر مُطلقًا، أي الرئيس أردوغان، أنّه قد يَعود وينتقِم وبِطَريقةٍ دُستوريّة أيضًا ثأرًا لكرامَتِه وتَهميشِه سِياسيًّا وشَخصيًّا.
السيد غول الذي تَرك الحَياة السِّياسيّة مُكرَهًا، ومَكَثَ في الظِّل لعِدَّة سَنوات، اصطدم مع صَديقِه أردوغان في عِدَّة مَلفّات، أبرزها الحَرب في سورية، والتَّعديلات الدُّستوريّة التي وَضعت مُعظَم الصَّلاحيّات في يَد الرَّئيس ممّا يعني نَقل النِّظام السِّياسي التُّركي من النِّظام البَرلماني إلى النِّظام الجمهوري مُطلَق الصَّلاحيّات، ولكنّه في الوقت نفسه، لم يَخرُج عن الأعرافِ المُتَّبعة، ولم يُوَجِّه أي نَقدٍ أو هُجومٍ على الحِزب الحاكِم أو الرئيس أردوغان، وكانَ في قِمّة الأدب والتَّرفُّع.
القادِمون من أنقرة يتحدَّثون عن تَوحُّد مُعظَم أحزاب المُعارَضة خلف غول، ليس حُبًّا بِه، وإنّما باعتبارِه الحِصان الأسود الوَحيد الذي يُمكِن أن يُطيح بزَعامة أردوغان، أو يُضعِفها على الأقل، وهذا ما يُفَسِّر قِيام السيد كمال كلتشدار أوغلو، زعيم حِزب الشعب الجمهوري والمُعارضة، بإرسالِ مَبعوثين إلى غول لإقناعِه بالتَّرشُّح في الانتخابات الرِّئاسيّة المُقبِلة، وتقديم وعود وتعهُّدات بكُل الدَّعم والمُسانَدة له، في حالِ القُبول بهذهِ الخُطوة، أمّا حِزب الشُّعوب الدِّيمقراطيّ المَعروف بتعاطُفِه مع الأكراد، وعَدائِه الشَّديد للرئيس أردوغان الذي زَجَّ بقِيادَته في السِّجن، فقَد لمَّحَ المُتحَدِّث باسمه زيا بر بأنّه إذا رشَّح غول نفسه في الانتخابات الرِّئاسيّة فإنّ الحِزب سيسحَب ترشيح زَعيمه المُعتَقل صلاح الدين ديمرتاش ويَدعَم السيد غول.
ميرال أكشينار، زعيمة “حزب الخير” الذي يَضُم المُنشَقِّين عن “الحَركةِ القَوميّة”، الحَليف الوَحيد المُسانِد للرئيس أردوغان وحِزبُه، أعلنت أنّها ستُرشِّح نفسها للرِّئاسة “ولن تتنحَّى إذا طُلِب منها ذلك”، ولكنّها ستُغيِّر مَوقِفها حتمًا هذا إذا طلبها زَعيم الحِزب الجُمهوري الذي انضمّ 15 نائِبًا من نُوّاب حِزبِه بإيعاز مِنه إلى “حزب الخير” لتَجاوُز العَقبة الدُّستوريّة التي تَحول دُون مُشاركَتِه، أي حِزبها، في الانتخابات المُبكِرة إلا إذا كان مَجموع نُوَّابِه 20 نائِبًا في البَرلمان.
لا نعتقد أن السيد غول سيترشَّح على قائِمة حزب الشعب الجمهوري اليساري المُعارِض، ويُواجِه اتّهامات بالخِيانة والتآمر ضد حِزبه الإسلامي أي “العدالة والتنمية”، ولكن من غَير المُستبعَد أن يَلتَف حول هذهِ المَسألة، بالتَّرشُّح على قائِمة “حزب السَّعادة” الإسلامي، وريث حركة “الرؤية الوَطنيّة” التي أسَّسَها مُعَلِّمه الرَّاحِل الدكتور نجم الدين أربكان، رئيس الوزراء الأسبق.
الرئيس أردوغان أقدم على “مُقامرةٍ” كُبرى بتَقديم مَوعِد الانتخابات الرئاسيّة والبَرلمانيّة، ووحَّد مُعظَم أحزاب المُعارضة ضِدّه، خاصَّةً أنّ الإنجاز الأكبر الذي حَقَّقَهُ بالسَّيطرة على مِنطقة عِفرين، وزاد من شعبيّته بأكثر 10 بالمِئة في أوساط الرأي العام التُّركي، بَدأ يتآكل بِسُرعةٍ، لأنّ القُوّات التركيّة لم تُكمِل مَسيرَتها والاستيلاء على مدينة مِنبج المُجاوِرة مِثلما تَوعَّد الرئيس التركي أكثر من مَرّة، والقَضاء كُلِّيًّا على طُموحات الأكراد بإقامَة كِيانٍ شِبه مُستقل لهم في شَمال سورية على طُول الحُدود التركيّة.
احتمال تَراجُع غول عن التَّرشُّح في الانتخابات الرِّئاسيّة، ما زالَ وارِدًا، لأسبابٍ عديدة أبرزها أنّ الرئيس أردوغان شخص لا يُمكِن الاستهانة به وشعبيّته وقُدراتِه السياسيّة، ووجود ضُغوط مُتعاظِمة عليه، أي السيد غول، من قِبَل بعض الكوادِر القِياديّة العُليا في حزب “العدالة والتنمية”، واتّهام جُزء من القَاعِدة الشَّعبيّة له، المُوالِية للرئيس أردوغان، بالخِيانة وطَعن الحِزب الحاكِم في الظَّهر، ولكن في المٌقابل هُناك قطاع في حزب “العدالة والتنمية” يُؤيِّده، وتلتف حَوله شخصيّات مُهِمَّة أقصاها الرئيس أردوغان على رأسِها الدكتور أحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء ومُنظِّر الحِزب السَّابِق، وصاحِب نَظريتيّ “زيرو مشاكِل مع الجِيران وإطلاق العُثمانيّة الجَديدة”.
المُشكِلة التي يُواجِهها الرئيس أردوغان ليست فقط في وجود مُنافِس قوي في انتخابات الرِّئاسة، وإنّما في الانتخابات البَرلمانيّة أيضًا، خاصَّةً بعد انشقاق السيّدة ميرال أكشينار من الحركة القَوميّة، ومعها أعداد كبيرة من كوادِر الحِزب الحَليف الوَحيد له، وهو انشقاقٌ قد يُؤَدِّي إلى خسارة الحَركة وجودها وتَمثيلها في البَرلمان لوُجود شُكوك في حُصولِها على العَدد المطلوب، أي عَشرة مقاعِد في الانتخابات المُقبِلة كحَدٍّ أدنى، وعلينا أن نَتذكَّر أنّ الغالبيّة البَرلمانيّة التي يُحكَم من خِلالِها حزب “العدالة والتنمية” لا تَزيد عن 1 بالمِئة فقط، بِما في ذلك دعم نوّاب الحَركة القَوميّة الذين تَقلَّصوا إلى النِّصف تقريبًا بعد الانشقاقِ الأخير.
الرئيس السَّابق غول باتَ الوَرقة الأقوى في الانتخابات المُقبِلة، رِئاسيّة كانت أم برلمانيّة، ومِن غَير المُستَبعد أن يَقلِب تَرشُّحه، إذا ما تأكَّد رسميًّا، كُل المُعادَلات السِّياسيّة في تُركيا، بِما في ذلك تَغيير سِياساتِها، سواء في سورية أو في أوروبا، ناهِيك عن مِنطَقة الشَّرق الأوسَط بِرُمَّتِها.
مَعرَكة الرئيس أردوغان مع “صديقه اللَّدود” السَّابِق قد تَكون الأشرَس والأخطَر والأكثر أهميّة، لأنّ نَتائِجها إمّا أن تُعَزِّز وجوده وحِزبه وقَبضتِه على البِلاد، أو أن تُنهِي زعامته التي استمرَّت لأكثَر من 15 عامًا حَقَّق خِلالَها إنجازاتٍ اقتصاديّة وسِياسيّة لا يُمكِن نُكرانها.
كل الاحتمالات والمُفاجآت وارِدة.. فهَذهِ هِي الدِّيمقراطيّة وحُكم صناديق الاقتراع، وإرادَة المُقتَرِعين.
“رأي اليوم”

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012