أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم بسبب دعمه إسرائيل وبحضوره واوباما وكلينتون .. محتجون يقاطعون حفل تبرعات لحملة اعادة انتخاب بايدن “أتلانتيك”: لماذا بنيامين نتنياهو أسوأ رئيس وزراء لإسرائيل على الإطلاق؟ خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


عبدالحليم المجالي يكتب : المعارضات العربية – بين الواقع والمأمول

بقلم :
01-05-2018 01:32 AM




اعطى الربيع العربي ، الفرصة ، للمعارضات العربية لتمارس نشاطها بشرعية من المواطنين العرب ، الذين عبروا عن رغبتهم بالتغيير عندما وصلت امورهم المعيشية والسياسية الى حال لايمكن السكوت عليه . من خلال نتائج هذا الربيع العربي بعد مرور عدة سنوات ، نستطيع الحكم عليه ، وعلى المعارضات العربية على اختلاف تياراتها ومشاربها التي تحكمت بالساحه العربية رافعة شعار الشعب يريد اسقاط النظام . في البداية تم اسقاط نظامين الاول في تونس والثاني في مصر ، يرى مراقبون ان النجاح تم بالادارة الحكيمة للقوات المسلحة في القطرين العربيين ، حتى ذلك النجاح ، لم يكن كاملا ولم يبلغ مداه وظهرت اولى المثالب للمعارضات العربية وهي اخفاقها في ايجاد البديل لاسقاط تلك الانظمة ، واظهرت غياب التخطيط السليم والفشل في وضع المقدمات الصحيحة لتحقيق اهداف تلك المعارضات ، ويرى مراقبون ان تلك الاهداف ، بحد ذاتها ، لم تكن واضحه وتبين ان الصدفة والحظ لعبتا الدور الابرز في تحديد تلك الاهداف وفي نشاطات المعارضات برمتها .
في ليبيا ، سارت الامور بشكل اكثر دموية واكثر تعقيدا ، واظهرت مثالب جديدة للمعرضة .، القتل كان اشد ، الدمار اشمل ، التدخل الاجنبي كان واضحا وكأن تلك القوى الخارجية المتربصة بوطننا العربي قد تنبهت للهبات العربية وتأثيرها على سياسات تلك الجهات في المنطقة ، فتدخلت بابشع صور التدخل. ظهر مع بؤس المعارضات العربية بؤس النظام السياسي العربي المتهالك الى حد ان تدخل حلف الناتو في ليبيا بحجة حماية المدنيين وضربها كان بموافقة جامعة الدول العربية ، المعاراضت العربية جلبت سموم القوى الخارجية واحقادهم للتدخل في الشأن العربي مضيفة بذلك مثلبة جديدة لمثالبها السابقة .
في سوريا ، اظهرت المقاومة السورية ، لكل محايد ، فشلها الذريع في اسقاط النظام وجلبت القتل والدمار للسوريين واثبتت عدم احقيتها في تمثيل الشعب السوري الذي ادعت ان الثورة على النظام كانت من اجله. المعارضة السورية اثبتت تشتت المعارضات العربية عامة وجعلت من اللجوء السوري الى الدول المجاورة مشكلة للدول المجاورة وللعالم اجمع .
في اليمن ، ومعارضاتها ، لم تكن الحال باحسن من سوريا وليبيا ، تطور الموقف الى حرب استنزاف للقدرات العربية محدثة شرخا عميقا في التضامن العربي ، مر على تلك الحرب اكثر من ثلاث سنوات ولا بوادر انفراج في الازمة العربية التي خلقتها تلك الحرب ، كرست تلك الحرب الصراع العربي الايراني وتشتت الجهود العربية وبدلا من ان توظف للصراع العربي الاسرائيلي تم فتج جبهات عربية اضافية قد لا يكون لزوما لها .
الانظمة العربية ، منذ نشأتها واستقلالها وهي تعاني من ازمات وحروب ، عربية عربية ، وعربية صهيونية وحروب الخليج حيث كانت ايران طرفا فيها وحروب تحرير الكويت وما تلاها من غزو للعراق واسقاطه وكانت تلك الانظمة فاشلة في التعاطي مع تلك الازمات ، تولدت نتيجة لذلك معارضات ومن تيارات فكرية مختلفة وباشكال مختلفة ايضا وتراوحت بين المعارضات المسلحة والمعارضات السلمية التنويرية . الانظمة والمعارضة لم يكن لديهما تصور واضح لحلول الازمات ، وغياب ثوابت وطنية عربية تلزم الطرفين الرجوع اليها ، من هنا نستطيع القول ان الانظمة والمعارضة اشتركتا في اسباب فشل المعارضات العربية .
الانظمة العربية اغلقت الابواب امام حوارات جادة على مستوى الوطن العربي السياسي ، وتم تهميش المعارضة ، وتعددت الوان المعارضات وتياراتها ، منها ما لجأ الى العسكرة فقوبلت بالعنف الرسمي ، أدى ذلك في النهاية الى ظهور معارضات شعبية غير منظمة ، وبدون مرجعيات فكرية محددة ، اختارت لنفسها مرجعيات طائفية او اجنبية فتنافست فيما بينها وارهقت بعضها بعضا ’ فاضافت اخطاء جديدة الى اخطائها السابقة .
مثلماحبست الدولة العربية الوطنية نفسها في دائرة مفرغة من الاخطاء والاداء الركيك ، حبست المعارضات نفسها في دوائر مغلقة ، وسلمت امورها احيانا للغير ففقدت قرارها ، واصبحت دمى تحركها الايادي الاجنبية في اتجاهات غير وطنية وحسب مصالحها. الصراعات على الزعامة الحزبية والطائفية عمقت من فشل تلك المعارضات ، التي وجدت نفسها في صراعات ايدوليجية كالصراع بين الدين والعلمانية ، وانحرفت عن غاياتها بتأمين الاستقرار السياسي وتأمين الامن النفسي والغذائي للمواطنين ووضعت الجميع في دائرة الاقتتال الذي لا طائل منه .
الخلاصة
في وطننا العربي ، مع ماذا نتفق وماذا نعارض ؟ نتفق مع القليل ، ونعارض الكثير ، حالنا لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا ، اذن والحالة هذه فان قاعدة المعارضين اكبر من الموافقين . قاعدة المعارضة تشمل كل من لا يرضى بهذا الواقع ، ويطالب بتغييره الى الافضل . وقد يكون جزءا من المعارضة ممن هم في سدة الحكم والمؤمنين بان افضل الاصلاح ما جاء من رحم الحكم ، وبالتوافق مع اطياف المعارضة . الحوار بين اقسام المجتمع العربي هو السبيل الى تحديد اسلوب المعارضة واهدافها ، بعيدا عن الاساليب التي تم تجربتها وثبت فشلها والا فاننا نعيد ممارسة اسباب الفشل ، ونكتوي بناره .
الاوروبيون ، مثلا، بعد حروب طاحنة وعالمية وخسائر بالملايين ’، وجدوا ان افضل الحلول الحوار بعقلانية ، والجلوس معا وطرح مشاكلهم واسباب خلافهم ، ومواجهتها باسلوب منهجي علمي وفي النهاية نجحوا وجنبوا دولهم وشعوبهم الصراعات والخسائر البشرية والمادية . في حالتنا العربية وفي ظل حجم ما يجب معارضته ، لا بد من تضافر جهود الجميع من معارضين وموافقين ومن مفكرين ، ومرجعيات التيارات الدينية والسياسية ، للوصول الى ارادة شعبية واخرى سياسية للاصلاح والتغيير ، يكون ذلك من خلال مشروع وحدوي نهضوي عربي تمت مناقشته على اكثر من مستوى وتناولته مراكز الابحاث العربية التي آن الاوان لسماع ما وصلت اليه دراساتهم وتمحيصها ونقلها من الافكار والاقوال الى افعال يشارك الجميع فيها .
المعارضات العربية ، بعد توحيد صفوفها وتعيين اهدافها والوسائل الضرورية لتحقيقها ، عليها ان تكون جاهزة لقيادة الا صلاح والتغيير تحت ظلال التوافق بين الحاكم والمحكوم والاستفادة من كل التجارب المريرة التي مر بها وطننا العربي ، ووضع مرجعيات فكرية وتنظيمية ،لدينا من التجارب المريرة ما يكفي لتعليم الجاهل والعاقل ، معارضة وموالاة .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012